دعـوة إلـى وضــع إستراتيجيـــة وطنيــة لمرافقة التلاميـذ ذوي الاحتياجـات الخاصـة
المؤسسات البحثية مدعوة لمساعدة ذوي الإعاقة لتسهيل استعمالهم للوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم دعت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، عتيقة المعمري، أمس الاثنين، إلى وضع استراتيجية وطنية لمرافقة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل تحسين ظروف تمدرسهم وتوفير كل احتياجاتهم في المجال التعليمي تجسيدا، بدءا من تهيئة المحيط تجسيدا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأبناء في سن الدراسة.
وشددت المعمري خلال تدخلها في أشغال ملتقى نظمته الفيدرالية تحت شعار: " افتح لي أبواب التمدرس"، على تمكين جميع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من حقهم في التمدرس في ظروف ملائمة تلبي كل احتياجاتهم، داعية جميع الشركاء المعنيين بهذا الملف ( وزارة التربية الوطنية، وزارة التضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم ) إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه الفئة، مؤكدة على أهمية '' مراعاة التفاوت المسجل في القدرات الفكرية و الجسدية لمختلف فئات ذوي الإعاقة و توفير محيط مدرسي ملائم لهذه الفئة من المجتمع، سواء تعلق بتسهيل وصولهم للمؤسسات التربوية وولوجهم إلى داخلها وصولا إلى تزويد الأقسام بالوسائل البيداغوجية اللازمة والمكيفة سيما الوسائل الحديثة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال".
وبعد أن ألحت على ضرورة الإسراع في فتح ورشة متخصصة من أجل بلورة الإستراتيجية الوطنية المنشودة، تجمع الفدرالية بمختلف الشركاء أكدت عتيقة المعمري بأن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتمدرسين و تسهيل عملية إدماج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة و في المجتمع بشكل عام من شأنه أن يرفع ''الغبن'' و '' التهميش '' على الآلاف الذين لم يتمكنوا من تحقيق حلم الدراسة، مشيرة في معرض ردها عن سؤال للنصر في تصريح للصحافة على هامش الملتقى، إلى أن عدد التلاميذ الذين يزاولون الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة عبر الوطن '' ابتدائي تعليم متوسط '' لا يتجاوز الـ 1200 معاق، ووصفت هذا العدد بالقليل جدا. وناشدت رئيسة الفدرالية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة بالمناسبة، '' مؤسسات البحث العلمي و الجامعات بالبحث عن أساليب علمية و مناهج جديدة وبرمجيات مكيفة، تستخدم من خلالها تكنولوجيات الإعلام و الاتصال من أجل تسهيل عملية مرافقة هؤلاء التلاميذ في الوسط المدرسي وتمكينهم من مواصلة مسارهم الدراسي بشكل عاد''.
تجدر الإشارة إلى أنه تم خلال ذات الملتقى الإعلان عن إطلاق دراسة مشتركة بين الفدرالية وبين فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لمنظمة أمريكية متخصصة في بناء القدرات ( تؤطر عملها السفارة الأمريكية في الجزائر)، ترمي من خلال دراسة حالات لعينة من 30 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة بين المتمدرسين وغير المتمدرسين للوقوف على واقع المعاق في الجزائر وتحديد احتياجاته وأهم النقائص التي يعاني منها في يومياته سيما تلك ذات العلاقة بحقه في التمدرس والتي تمكنه من تحقيق الإدماج الحقيقي في المجتمع وتكافؤ فرصه مع أترابه الأصحاء.
ع.أسابع