ليس لدينا طابوهات في كتابة التاريخ
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني ، أمس، أن أولوية الأولويات بالنسبة لوزارة المجاهدين هي الذاكرة والتاريخ، مجددا التأكيد على مطالب الدولة الجزائرية المتعلقة بملف استرجاع الأرشيف الموجود بفرنسا ، و معالجة ملف المفقودين والتعويضات الخاصة بالتجارب النووية الفرنسية بالجنوب و كذا استرجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية، مضيفا أن هذه المطالب مقدسة ولا تراجع عنها.
وشدد وزير المجاهدين خلال استضافته، أمس، بمنتدى جريدة «الشعب» ، على ضرورة إعطاء الأهمية للتاريخ الوطني ، موضحا أن هناك محوران فيما يخص عمل وزارة المجاهدين وفي مخطط عمل الحكومة ، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، المحور الأول يتعلق بتحسين وضعية المجاهدين وذوي الحقوق في المجال النفسي والاجتماعي والصحي وهذا تطبيقا لقوانين الجمهورية الخاصة بهذه الفئة استثنائيا والمحور الثاني -كما أضاف- الخاص بالذاكرة الوطنية والتراث الثقافي والتاريخي المرتبط بالثورة التحريرية والمقاومة والحركة الوطنية.
وأوضح الوزير ، أن الشيء الأعظم والذي يجمعنا، هي الذاكرة الوطنية والتي تعتبر القاسم المشترك لكل الشعب الجزائري، داعيا إلى ربط التاريخ بالواقع والمستقبل وجعله كميثاق غليظ نستأنس به ونعتمد عليه ، مؤكدا أننا خطونا خطوات كبيرة لكتابة التاريخ الوطني.
وأشار زيتوني إلى تسطير برنامج ثري وشامل بمناسبة الذكرى ال63 لاندلاع الثورة التحريرية و أوضح أن الدولة قامت بما يجب للاعتناء بالتاريخ الوطني، حيث يوجد 43 متحف خاص بالتاريخ على مستوى الولايات وتبقى 6 متاحف، برنامجها جاهز، و سيتم إنجازها بتحسن الوضعية المالية ، كما لفت أيضا إلى تسجيل الآلاف من شهادات المجاهدين.
وقال زيتوني أن قضية التاريخ لم تأخذ حقها في الجزائر المستقلة نظرا للظروف ، وأضاف أن الجزائر مستهدفة منذ الاستقلال ، حيث أنها تدخل في مشكلة وتخرج من مشكلة بفعل فاعل، معتبرا أن الجزائر اليوم هي البلد الوحيد في محيط البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والعالم العربي الذي يوجد به أمن واستقرار وقد دفعنا -كما قال -ضريبة كبيرة جدا من أجل هذا الاستقرار والأمن الذي نعيشه اليوم .
وأفاد الوزير أن وزارته قامت بإنجاز كتاب لتعليم التاريخ عبر المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي وكتاب آخر للطور المتوسط وكتاب خاص بالتعليم الثانوي وقد تم تسليمها لوزارة التربية، وقال أنه ليس لدينا طابوهات أو ممنوعات بالنسبة كتابة التاريخ، مضيفا أن الأمر الوحيد الممنوع هو الذي يمس بوحدة البلاد والعباد والذي يشعل الفتنة فقط ، مشيرا إلى أن الحركى قد قرروا مصيرهم بأنفسهم فهم اختاروا طريق الخيانة والغدر .
وبخصوص بعض الملفات المطروحة مع الجانب الفرنسي ، والمتعلقة بملف الأرشيف والمفقودين والتعويضات الخاصة بالتجارب النووية في الجنوب وكذا استرجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية الموجودين بفرنسا ، أوضح الوزير أن هذه الملفات المطروحة تعطلت و توقفت لأن كان هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية فرنسية وتغيير للسفير الفرنسي، مضيفا أنه التقى السفير الفرنسي الجديد، أمس ، هذا الأخير أكد على مواصلة عمل اللجان المشتركة التي تم انشاؤها من قبل.
و شدد الوزير، على ضرورة معالجة هذه الملفات للوصول إلى الحلول المناسبة وتلبية مطالب الدولة الجزائرية والتي هي مطالب مقدسة بالنسبة لنا -كما قال -، «لا بيع و لا شراء ولا تخاذل ولا تراجع، فليطمئن الجميع « .
مراد - ح