طمأنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس بوضع إجراءات صارمة لسد المناصب الشاغرة جراء مشاركة عدد من الأساتذة في الانتخابات المحلية المقبلة، لتمكين التلاميذ من مواصلة الدروس بصفة عادية، مؤكدة حرص الوزارة على ضمان السير العادي للقطاع خلال العملية الانتخابية.
وأفادت بن غبريط في تصريح أدلت به على هامش ندوة نشطتها أمس بقصر المعارض بالعاصمة في إطار الطبعة ال 22 للصالون الدولي للكتاب، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أن الإجراءات المتخذة لتعويض الأساتذة المترشحين للانتخابات المقبلة تشمل ثلاثة نقاط محورية، وهي توزيع التلاميذ على باقي الأساتذة داخل نفس المؤسسة التعليمية، أو برمجة ساعات إضافية باقتراح هذه الفكرة على الأساتذة الذين يرغبون في استقبال التلاميذ خارج أوقات العمل، أو اللجوء إلى الأساتذة المستخلفين، موضحة أن هيئتها اتخذت كافة الاحتياطات حتى لا يبقى التلاميذ دون أساتذة إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، كما ستسهر على ضمان السير العادي للمؤسسات التعليمية، بإعادة ضبط الأمور وسد الشغور الناجم عن مشاركة موظفين وإداريين بدورهم في الانتخابات المحلية التي ستجري يوم 23 نوفمبر الحالي، موضحا أن موظفي الإدارة لا يخضعون لنفس البروتوكول الخاص بالأساتذة.
واستغلت وزيرة التربية الوطنية في إطار الصالون الدولي للكتاب للإعلان عن خلاصة عمل اللجنة المكلفة بانتقاء المختارات الأدبية لإدراجها في المقررات الدراسية للأطوار التعليمية الثلاثة، موضحة أن وزارة التربية الوطنية عملت بالتنسيق مع وزارة الثقافة للتوصل إلى منتوج جديد لدعم ما هو موجود في قطاع التربية، ويتعلق الأمر بالمختارات الأدبية المدرسية، التي ستصبح مرجعا لمؤلفي الكتب المدرسية، من خلال عملية انتقاء لنصوص أدبية جزائرية لإدراجها في الكتب المدرسية، وذلك تحت إشراف لجنة مشتركة ما بين الثقافة والتربية مختصة في اللغات الثلاثة العربية والأمازيغية والفرنسية، موضحة أن القطاعين حققا قفزة نوعية، بنجاحهما في اختيار النصوص الأدبية بطريقة جماعية وفي إطار مؤسساتي، بدل أن تكون فردية أو جزئية، معلنة عن نجاح اللجنة التي تضم مجموعة من الأدباء المعروفين من بينهم محمد ساري، في إعداد الجزء الأول من المقتطفات الأدبية، التي تطلبت من اللجنة عملا استمر على مدار سنتين كاملين، وبررت المتحدثة طول الفترة، في وقت يشهد فيه قطاع التربية تحسينات مستمرة من حيث المناهج والبرامج، بأن العمل يحمل طابعا بيداغوجيا محضا يتطلب البحث والدقة، وتكييف النصوص مع المناهج.
واستغلت الوزيرة الفرصة للإعلان عن إطلاق مسابقة الكتابة المبدعة أو «أقلام بلادي»، بغرض منح الطفل أو التلميذ والمراهق الفرصة للإبداع في الكتابة، لأن الكتابة والقراءة بالنسبة لها مرتبطتان ارتباطا وثيقا، وأن الهدف من المبادرات التي يطلقها في كل مرة قطاع التربية الوطنية، تعزيز القراءة والكتابة في اللغة العربية بالدرجة الأولى، وكذا اللغة الأمازيغية واللغة الأجنبية، على أن يتم تنصيب لجنة مشتركة لتجسيد الاتفاقية مع وزارة الثقافة لتعزيز التعلمات داخل المدرسة، مؤكدة أن العملية ليست ترفيهية، بل ترمي إلى التحكم في اللغات داخل المدرسة، لأنه على التلميذ أن يقرأ كي يكتب، وأنه من واجب المدرسة أن تضع قاعدة مشتركة للمراجع الوطنية التي تروي الجزائر حاضرا ومستقبلا.
وتتضمن المختارات الأدبية المدرسية إدراج نصوص تعود إلى مراحل تاريخية مختلفة، من العصور القديمة إلى الفترة المعاصرة باللغات الثلاثة العربية والأمازيغية والفرنسية، فضلا عن التعريف بالمنتوج الأدبي الجزائري وتثمينه، وهي موجهة لتلاميذ التعليم الإلزامي من الابتدائي إلى الثانوي، وبحسب بن غبريط فإن العمل الذي أشرف عليه مفتشون في اللغات الثلاثة أخذ بعين الاعتبار البعد التاريخي والمكاني والزماني، لتمكين الأطفال من تقاسم ثقافة أدبية مشتركة بمختلف صورها، باختيار نصوص لها علاقة بالبرامج الرسمية، وتوظيف مؤلفات ترجمت إلى لغات أخرى، على غرار أعمال مولود فرعون المترجمة إلى العربية والأمازيغية.
لطيفة/ب