قالت مجلة «الجيش» في عددها الخاص بشهر فيفري، إن المؤسسة العسكرية وجدت نفسها ملزمة «لأن تصدح بالقول» في إشارة إلى البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع بخصوص قضية العسكريين المتقاعدين، وأوضح بأن رد المؤسسة العسكرية كان «بدافع موضوعي» للتصدي لبعض «الأقلام المغرضة» التي استغلت «سياقات تشوبها مغالطات مقصودة وتأويلات موجهة». وحسب «الجيش» فكلما تعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية «تطل أطراف تغذيها نوايا سيئة وتحركها أهداف مغرضة» تحاول المساس بصورة الجيش الوطني الشعبي.
أكدت مجلة "الجيش" في افتتاحيتها لعدد فيفري الجاري، أن الجيش الوطني الشعبي برهن "ولا يزال عن نبل مهامه وجسامة تضحياته" من خلال تجنده الكامل للقضاء على إرهاب الموت وحماية الحدود من كل متسلل تسول له نفسه المساس والعبث بما تحقق ويتحقق من مشاريع وانجازات لا تحتاج إلى أدلة وبراهين"، طالما أن الشعب يؤمن بها، وأضافت بان الشعب يؤمن كذلك بأنه "هو أصل ومنبت الجيش وكلاهما يكمل الأخر".
وشددت " لسان حال وزارة الدفاع، بان الجيش سيبقى الذراع المقاتلة والذرع المدافع، الذي يصون أمانة الأجيال ورسالة الشهداء ويذود عن المستقبل، وأضافت في افتتاحيتها "ستبقى قيادتنا تلهمنا الأفكار وتنير لنا الدرب وتدفعنا لأن نكون في مستوى ثقتها" وفي مستوى التضحيات الجسام والانجازات الضخمة التي تتحقق على أرض الواقع.
وشددت المجلة على قوة أفراد الجيش الذين برهنوا وفي مرات عديدة على قوة بأسهم وصمودهم في وجه نوائب الدهر التي لم تحط من عزائمهم بل زادتهم بأسا وصقلت خبرتهم في كل مرة يلبون فيها نداء الواجب ويقفون إلى جانب أمتهم في كل الظروف التي زادت شعبنا صلابة ورصت صفوفه سندا متينا، ورسمت أسمى صوّر التضامن بين أفراد الوطن الواحد لتزيده ثقة في عطاء شعبه.
صورة الجيش لا تتأثر بالمغالطات
كما عادت مجلة "الجيش" إلى قضية احتجاجات العسكريين المتقاعدين، وقالت هيئة تحرير المجلة في مقال حمل عنوان "الجيش الوطني الشعبي... صورة ناصعة لا تتأثر بالمغالطات" أن الجيش يقوم بمهام جليلة طبقا للصلاحيات التي يخولها له الدستور، والتي تقتضي منه العمل دونما هوادة على تثبيت وترسيخ أمن الجزائر وحماية استقلالها وصون سيادتها الوطنية وحفظ وحدتها في كل الظروف والوفاء للجزائر ولمصلحتها العليا التي تبقى فوق كل اعتبار.
وأضافت أنه، فضلا عن تفرغه الكامل والتام لمهامه الدستورية للدفاع عن حرمة التراب الوطني وضمان الأمن والاستقرار، وهي مهمة يتشرف بحملها ويدافع عنها باستماتة، فإن الجيش يجد نفسه ملزما "كلما تعلق الأمر بأحداث غير عادية يعيشها" لأن يصدح بقوله، بدافع موضوعي يفرضه التصدي لبعض الأقلام المغرضة، مستغلة سياقات تشوبها مغالطات مقصودة وتأويلات موجهة.
وأوضحت مجلة "الجيش" أن تلك المحاولات يراد منها زرع الشك وسط الرأي العام. من خلال نشر الأكاذيب وبث البلبلة علها تسيء إلى عمق التحولات التي تعرفها مؤسسة الجيش، قبل أن تضيف بأن هذه المحاولات التي وصفتها بـ"اليائسة لذوي النفوس الضعيفة والأيادي المرتعشة التي تمتهن الاصطياد في المياه العكرة"، ستصطدم –كمال قالت- لا محالة برجال آثروا حب الوطن وتقديم المصلحة العليا فوق كل الذاتية والشخصية.
«أطراف تغذيها نوايا سيئة تحاول المساس بصورة الجيش»
وترى مجلة الجيش، أنه كلما تعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية "تطل علينا أطراف تغذيها نوايا سيئة وتحركها أهداف مغرضة" تحاول المساس بصورة الجيش الوطني الشعبي، وقالت بأن هذا ما حدث وراء استغلال "بعض المتقاعدين وإقحامهم لخدمة أغراض لا تخدم البتة مصلحة وطنهم"، لترد بأن الجيش أولى عناية كبيرة للجانب الاجتماعي للأفراد خلال مسارهم المهني وكذا بعد استفادتهم من حقهم في التقاعد، واعتبرت "الجيش" أن ما تروج له الأطراف من مغالطات لا يمكنها بصفة قطعية توريطهم واستغلالهم للإساءة لصورة جيشهم التي تقتضي منهم التجند دوما للدفاع عنه خدمة لوطنهم.
على المتقاعدين التحلي بأخلاقيات المؤسسة العسكرية
وأكد لسان حال المؤسسة العسكرية، بأن التدابير المتخذة قبل سنوات، والإجراءات اللازمة لدراسة جميع ملفات المتقاعدين من مستخدمي الجيش، جاء من منطلق حرص الجيش على التكفل بكل فئات المتقاعدين الذين "لا بد عليهم أن يتحلوا بالأخلاقيات التي شبوا عليها بالمؤسسة العسكرية" والحفاظ على السمعة الطيبة التي تلازمها على الدوام.
واعتبرت "المجلة" بأن المسار الذي قطعه الجيش وإستراتيجيته التطورية، أكسبه قوة ومناعة تتحطم عندها كل المحاولات التي ترمي إلى الإساءة لصورته، وقالت بأن هذه الأطراف لن تستطيع تحقيق أهدافها، بحبك قضية مفتعلة وجر بعض المتعاقدين للتصرف بطريقة غير قانونية وبعيدا عن الأطر المعروفة، وتستغلها أقلام مشبوهة للإساءة إلى الجزائر. وأضافت المجلة، بان الجيش سيواصل مسيرة التطوير والتحديث، لتحقيق طموحات الشعب الجزائري المتمثلة في بلوغ جيشه أعلى درجات القوة والجاهزية، مشيرا بأن "من يغرر بهذه الأقلام وينسف في هذه الأبواق" لن يقف أبدا عائقا أمام التحولات التي يعرفها الجيش والذي يسعى في طريقه نحو التطور وحشد كل قدراته للتصدي الصارم لمختلف التهديدات مهما عظمت.
ع سمير