تقلـيص الأنشطـة التطبيقيـة واستغـلال أيام السبـت والثلاثـاء لتدارك التــأخر
تعتزم وزارة التربية الوطنية الحفاظ على مضمون البرنامج الدراسي بالنسبة للأقسام التي مسها إضراب الكنابيست، لكن مع تقليص في الحجم الساعي للتمارين التطبيقية، وكذا فتح أبواب المؤسسات التعليمية أيام السبت والثلاثاء مساء لتدارك التأخر، في وقت دعت جمعية أولياء التلاميذ لإعلان فترة هدنة واستئناف العمل من قبل الكنابيست، لتفادي خروج مزيد من التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بعودة أساتذتهم، على غرار ما حدث أمس في عديد الولايات.
أفادت مصادر مقربة من وزارة التربية الوطنية أن قرار تقليص البرامج لمواجهة التأخر الناجم عن إضراب نقابة الكنابيست الذي مس عديد الأقسام، لا يعني حذف بعض الدروس والاقتصار على تقديم الأهم منها، نظرا للارتباط الوثيق فيما بينها، واستحالة الاقتصار على تنفيذ جزء منها فقط، بالمقابل سيضطر الأساتذة إلى تقليص النشاطات التطبيقية أي الاكتفاء بحل عدد محدود من التمارين داخل القسم، بغرض استغلال كافة الظرف الزمني الممكن لتنفيذ البرنامج الدراسي قصد إنهائه قبل نهاية السنة، استعدادا للامتحانات الرسمية التي تتطلب من التلاميذ التحضير الجيد والإلمام بكافة الدروس، خصوصا بعد قرار الوزارة بعدم العودة مهما كلف ذلك إلى إقرار العتبة بالنسبة لطلبة أقسام البكالوريا.
كما تعتزم الوصاية عدم حرمان التلاميذ من العطلة الربيعية، إذ ستفتح المؤسسات التعليمية أبوابها خلال الأسبوع الأول فقط لتقديم دروس الدعم أو للمراجعة، على غرار ما هو معمول به منذ بضع سنوات، وذلك بتأطير من أساتذة المواد، وسيستفيد كافة التلاميذ من الراحة البيداغوجية استعدادا للفصل الثالث الذي يعد مرحلة حاسمة بالنسبة لأقسام الامتحانات.
ويأتي إجراء الوزارة الذي تمت مناقشته أمس في اجتماع مغلق مع الشركاء الاجتماعيين للقطاع، من بينهم الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، تزامنا مع خروج عشرات التلاميذ عبر عديد الولايات إلى الشارع، معظمهم مقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، للمطالبة بوقف الإضراب وتراجع وزارة التربية عن قرارات العزل، رافضين بشدة أن يتكفل بهم الأساتذة المستخلفون، بحجة عدم امتلاكهم الخبرة الكافية في مجال التدريس، على اعتبار أن العديد من الأساتذة المعزولين يكتسبون خبرة تفوق العشر سنوات، وطالت الاحتجاجات ثانويات عدة بالعاصمة وولايات أخرى، بعد أن رفض التلاميذ الالتحاق بالأقسام منذ الصبيحة، مبدين قلقهم بشأن مصير العام الدراسي، خاصة وأن امتحانات البكالوريا لم يعد يفصل عنها سوى ثلاثة أشهر، ويصادف احتجاج التلاميذ انطلاق الامتحانات الفصلية للأطوار التعليمية الثلاثة.
وأثارت هذه المستجدات قلق جمعية أولياء التي اقترحت على لسان رئيس التنظيم خالد أحمد إعلان فترة هدنة ما بين الوزارة والكنابيست يمكن أن تمتد إلى نهاية السنة والجلوس إلى طاولة الحوار من جديد لدراسة اللائحة المطلبية محل النزاع، خشية حدوث انزلاقات وخروج مزيد من التلاميذ إلى الشارع، مما قد يهدد وفق المصدر ما تبقى من الموسم الدراسي، علما أن الاحتجاجات التي نظمها التلاميذ أمس تضمنت شعارات منددة بقرارات العزل، لكنها كانت أقل حدة، وفق مصادر من ممثلي أولياء التلاميذ، بعد أن أخذت الأوضاع تتجه نحو الاستقرار بها، جراء مطالبة بعض الأساتذة المعزولين بالعودة إلى مناصبهم، واستئناف مهامهم من جديد.
وأكد من جانبه رئيس نقابة السنابست مزيان مريان إمكانية اعتماد عديد الطرق لاستدراك التأخر في الدروس بسبب الإضراب، لكنه شدد على ضرورة أن لا ينقضي الفصل الثاني دون أن يتلقى التلاميذ المتضررين من الإضراب أي درس، قائلا في تصريح "للنصر" إن الوضع لم يصل بعد إلى مرحلة الخطر جراء وجود آليات مختلفة لإنهاء المقرر الدراسي، لكنه حذر من استمرار حالة الانسداد عل مستوى القطاع، لأن ذلك سيجعل من الصعب تصحيح الخلل، مؤيدا استغلال أيام السبت وأمسيات أيام الثلاثاء للتكفل بالتلاميذ، خاصة المقبلين على اجتياز البكالوريا.
لطيفة/ب