عرفت مواجهة نصف نهائي كأس الجمهورية بين ناديي شبيبة القبائل ومولودية الجزائر مواجهات عنيفة بين أنصار الفريقين وأحداث شغب، خلفت عشرات الجرحى في صفوف المناصرين وأعوان الشرطة. وامتدت المواجهات بعد نهاية المباراة إلى أحياء مجاورة للملعب فيما أغلقت حركة المرور وتحولت إلى ساحات «معارك» بين أنصار الفريقين إلى جانب أنصار شباب قسنطينة الذين شاهدوا المقابلة وناصروا القبائل.
الانزلاقات الخطيرة انطلقت بحسب ما أوضحه مصدر أمني للنصر وعدد من المناصرين حوالي الساعة الخامسة من فجر يوم أمس الجمعة عندما قام العشرات من مناصري مولودية الجزائر باقتحام ملعب الشهيد حملاوي والدخول إلى المدرجات، وهو ما أثر في وقت لاحق على عملية دخول باقي المناصرين خصوصا الذين اقتنوا التذاكر لاحقا، وقد عرف المدخل الوحيد المخصص لأنصار المولودية تدافعا كبيرا أدى إلى سقوط العشرات أرضا، وهو ما استدعى تدخل أعوان مكافحة الشغب لتنظيم العملية، وعلى الرغم من أن عدد التذاكر قد حدد مسبقا بـ 3200 إلا أنه تم تسجيل تواجد حوالي 5 آلاف مناصر «شينيوي» بالمدرجات.
وبالملعب وعلى الرغم من اتخاذ تدابير احترازية من قبل مصالح الأمن، من خلال ترك مدرج فارغ بين أنصار الفريقين وتسخير عدد كبير من أعوان الشرطة، إلا أن الهدوء لم يدم طويلا ليحدث تراشق خفيف بالحجارة بين الأنصار حوالي الساعة 11 صباحا، غير أنه تم التحكم فيه بسهولة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في البداية، ليظل الأمر على ما هو عليه إلى غاية إعلان حكم المباراة نهاية الشوط الأول، لتندلع عقب ذلك مواجهات خطيرة بين الأنصار من جهة ومع عناصر حفظ النظام من جهة أخرى.
وقد وقفت النصر على جانب من هذه المواجهات العنيفة، من خلال الرشق الكثيف بالحجارة بين أنصار الفريقين بالجهة المحاذية للوح الالكتروني وفوق النفق المؤدي نحو غرف تغيير الملابس، وذلك لحوالي 15 دقيقة كاملة، ما خلّف عددا كبيرا من الجرحى تم نقل عدد منهم نحو المستشفى للعلاج فيما قدم عناصر الحماية المدنية العلاج لعدد آخر بعين المكان، وبالمقابل استعمل عناصر الأمن الغاز المسيل للدموع، ورش مثيري الشغب بالمياه الساخنة قصد تفريقهم، ولم تهدأ الأمور إلا عند الدقيقة 70 من عمر المباراة.
وقد عرفت المواجهات أيضا توقيف العشرات من مثيري الشغب وتحويلهم نحو المقرات المختلفة للأمن من أجل التحقيق معهم وتقديمهم في وقت لاحق أمام وكيل الجمهورية. عبد الله.ب