الرئيس بوتفليقة هو "الذي يقرر إذا كان يريد الترشح" و الشعب هو الذي سيفصل
أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة «هو الذي سيقرر إذا كان يريد الترشح و أن الشعب هو الذي سيفصل» ، مضيفا أن « الرئيس يقود البلاد و قد كان على موعد يوم الاثنين مع شعبه، و هو حاضر بقوة».
وقال مساهل، في حديث خص به صحيفة "لوموند" الفرنسية صدر، أول أمس، على موقعها الإلكتروني، إنه "منذ قدومه قام بعمل عظيم حيث كنا في سنة 1997 تقريبا في عزلة و بعد 20 سنة أصبحنا بلدا مستقرا وآمنا. و مع ذلك فهو الذي سيقرر إذا كان يريد الترشح و أن الشعب هو الذي سيفصل".
و أضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أنه عكس ما تفكر فيه صحفية اليومية المسائية الفرنسية، فإن الرئيس بوتفليقة و خلال خرجته الأخيرة إلى الجزائر العاصمة "لم يبد متعبا"، مذكرا بأنه تعرض منذ خمس سنوات إلى وعكة سببت له بعض المشاكل الصحية، وقال مساهل في السياق ذاته، إنه "لم يبد متعبا. فقد تعرض منذ خمس سنوات إلى وعكة سببت له بعض المشاكل الصحية إلا أن الرئيس يقود البلاد و قد كان على موعد يوم الاثنين مع شعبه. و هو حاضر بقوة".
من جهة أخرى أكد الوزير، أن المشكلة التي تطرح حاليا في سوريا "يجب أن تسوى في الإطار السوري" ، رافضا فكرة أي تدخل أجنبي، وأضاف قائلا: "نحن نتتبع تدهور الوضعية في سوريا بكل تمعن حيث تحدثنا مع وزير الخارجية الفرنسي (جون ايف لو دريان) و مع شركاء آخرين، لقد اعتقدنا دائما أن المشكلة التي تطرح في سوريا يجب أن تسوى في الإطار السوري"، مشيرا إلى التباين الموجود بين مكافحة الإرهاب التي تعتبر "واجبنا جميعا" و كذا الصراعات المتولدة من الخلافات الداخلية، مضيفا في هذا الصدد بالقول "في هذه الحالة يجب الخروج بحل في إطار الحوار و احترام سيادة الشعب و الحكومات مع رفض أي تدخل أجنبي".
و بالنسبة للوضع في ليبيا، تطرق مساهل إلى مشكلة التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان، موضحا في هذا السياق أن "المسار في ليبيا تحبطه العديد من الأجندات التي لا تسمح بتحقيق رغبة الشعب الليبي وفقا للاستراتيجية التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة"، مؤكدا أن الحل يجب أن يمر عبر حوار بين الليبيين، مشيرا إلى أن ليبيا تتمتع بمؤهلات كبيرة لتحقيق هذا بدليل ما جرى الأسبوع الفارط "عندما كانت مدينتان ليبيتان على شفير حرب (زنتان و مصراطة) لكنهما وجدتا حلولا"، حيث أكد أن "هذا يشكل خطوة جد مهمة".
أما فيما يخص دور الجزائر، أوضح وزير الشؤون الخارجية، أن الأمر يتعلق بـ"مرافقة الليبيين في تجسيد رغباتهم الخاصة بدون تدخل"، وقال "نحن في اتصال شبه دائم مع جميع الأطراف الليبية"، مضيفا أن المبعوث الأممي الخاص، غسان سلامة، "لديه عدة إنجازات كبيرة".
و بخصوص عدم تطبيق اتفاق الجزائر بمالي، قال مساهل "لقد رافقنا إخوتنا الماليين إلى غاية التوقيع على الاتفاق، غير أن هذا الأخير لن تكون له قيمة إلا بتنفيذه والذي لن يتجسد إلا برغبة الموقعين عليه"، وأضاف قائلا "على الماليين تبني المسار. من هذا المنطق نحيي مقاربة رئيس الوزراء، سوميلو بوباي مايغا، فزيارته الأخيرة إلى كيدال تدل على اهتمام جاد" ، مبرزا أنه لن "تكون هناك حلول أخرى إلا بتبني الماليين بأنفسهم الخروج من الأزمة".
و أكد مساهل في هذا السياق أن "دورنا مثله مثل دور فرنسا و الأمم المتحدة هو مرافقتهم. ما نقوم به هو: تعزيز قدرات القوات المالية و النيجرية كما نقوم بتكوين قوات خاصة و نقدم دعما لوجيستيا و نتشارك المعلومات"، مشيرا إلى أن الجزائر قد خصصت أزيد من 100 مليون دولار في سنوات قليلة لبلدان منطقة الساحل من أجل محاربة الإرهاب.
وبخصوص عدم مشاركة القوات العسكرية الجزائرية في مجموعة الـ5 الساحل فقد أكد الوزير، أنها لا يمكن أن تشارك في عمليات عسكرية خارج ترابها و ذلك "لأسباب دستورية و تاريخية و ثقافية"، موضحا في هذا الصدد بأن "الجيش الجزائري يقوم بالدور المنوط به و هو الدفاع الوطني. لا توجد لدينا أي مشكلة مع من يكافحون الإرهاب بل على العكس فنحن نساعد هذه الدول و لكن لكل طريقته".
و ردا على سؤال بخصوص مزاعم "تغلغل" بعض القوات الصحراوية لمنطقة الكركرات، ذكر مساهل بأن الناطق باسم الأمم المتحدة، قد أكد أنه "لم يحدث أي خرق لوقف إطلاق النار"، مجددا مساندة الجزائر للحقوق المشروعة للشعب الصحراوي، و أوضح مساهل قائلا: "نعترف بوجود لاجئين فوق أرضنا مثلما كان هناك لاجئون جزائريون في المغرب إبان الثورة التحريرية حيث ساندنا المغرب و تونس و لكننا لم نطلب منهم أن يتفاوضوا على استقلال الجزائر مع الفرنسيين بدلا منا. الأمر نفسه، نحن لسنا طرفا في هذا النزاع".
الجزائر تطالب بتسريع عملية إصلاح جامعة الدول العربية
على صعيد آخر، دعا وزير الشؤون الخارجية، في كلمته، أول أمس، بالرياض أمام الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة التاسعة والعشرين لجامعة الدول العربية إلى تسريع عملية إصلاح جامعة الدول العربية حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي.
وأكد مساهل، فيما يخص الأزمات والنزاعات المنتشرة في العالم العربي، على موقف الجزائر الداعي إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات التي تهز بعض الدول العربية، في إطار احترام سيادة الدول وإرادة الشعوب بعيدا عن أي تدخل أجنبي.
وتطرق الوزير أيضا، إلى القضية الفلسطينية، مذكرا أن هذه القضية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات خطيرة وأنه يتعين على العالم العربي، أن يتعامل مع مثل هذه التجاوزات التي من شأنها أن تقوض عملية السلام، مؤكدا، في هذا السياق، على موقف الجزائر الداعم للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
كما تناول مساهل مسألة مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الانتصارات المحققة ضد الجماعات الإرهابية في بعض المناطق تؤدي إلى تفشي ظاهرة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب مع كل المخاطر التي ترتبط بها، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى مواجهة هذه الظاهرة التي تهدد أمن الدول وتعزيز التعاون الدولي للتعامل معها.
م- ح