أكد رئيس أمن ولاية قسنطينة، مراقب الشرطة عبد الكريم وابري، أن التدخل «الاحترافي» و «المتعقل» لعناصر الشرطة جنّب حدوث كارثة بعد المباراة التي جمعت، قبل يومين، فريقي شبيبة القبائل و مولودية الجزائر بملعب الشهيد حملاوي، كما قال في تصريح خص به النصر، إن ما حصل لم يكن بحجم «التهويل» و «التضخيم” اللذين روج لهما، و كشف بأن معظم الموقوفين أطلق سراحهم باستثناء 8 أجريت في حقهم ملفات إجراءات جزائية.
و أوضح رئيس أمن الولاية أن أحداث الشغب التي وقعت قبل و بعد المباراة التي جند لتأمينها أزيد من 5 آلاف شرطي، أدت إلى جرح 32 شرطيا خرجوا جميعهم من المستشفى الجامعي ابن باديس، بعدما تماثل آخرهم للشفاء أول أمس، فيما وصل عدد الجرحى وسط المناصرين إلى 34، منهم مناصر لمولودية العاصمة يمكث حاليا في مصلحة الإنعاش.
الشاب الذي رُمِي في الوادي لم يقدّم شكوى رسمية
و بالنسبة للعدد المضبوط للموقوفين، أكد مراقب الشرطة أنه وصل إلى 76 موقوفا أطلق سراحهم باستثناء 8 أشخاص، أحدهم من قسنطينة و السبعة المتبقون من العاصمة، حيث أنجزت في حقهم ملفات إجراءات جزائية عن قضايا تتعلق على وجه الخصوص بحيازة و استهلاك المخدرات و حمل أسلحة بيضاء و الرشق بالحجارة، و قد قدموا على إثرها أمام النيابة المختصة.
و بخصوص حادثة رمي مناصر في مجرى وادي الرمال المحاذي لحي بن تليس، و التي أظهرها مقطع فيديو تم تداوله بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح رئيس أمن الولاية أن الضحية لم يتقدم إلى غاية يوم أمس بأية شكوى رسمية لدى مصالح الشرطة، كما نفى ما تم تداوله بخصوص إدخال أسلحة بيضاء للملعب، حيث قال إن عملية التفتيش كانت دقيقة، و الدليل على ذلك، كما قال، أن أيا من الموجودين بداخل المرفق، لم يتعرضوا لاعتداءات بهذه الأسلحة.
و ذكر محدثنا أن التدخل الفعال لرجال الشرطة بتشكيل حاجز بين المناصرين، جنب وقوع “كارثة كبيرة”، خاصة أن الأمر يتعلق بمباراة حضرها 45 ألف متفرج، 7 آلاف منهم جاؤوا لمناصرة مولودية العاصمة، و الباقي مقسمون بين شبيبة القبائل و شباب قسنطينة، و رغم هذا العدد الهائل و وجود مناصري 3 فرق، إلى جانب استمرار اللقاء لـ 120 دقيقة كاملة، إلا أنه تم، بحسبه، التحكم في الوضع، بحيث لم يحدث اجتياح للملعب و تم حماية الجميع بمن فيهم اللاعبون و الحكام، كما اتخِذت احتياطات أخرى بترك 3 مدرجات فارغة لإتاحة إمكانية التدخل بسهولة.
فتحنا تحقيقا في حادثة اقتحام مقر «الموك»
و قال محدثنا إن الأحداث التي وقعت قبل و بعد المباراة التي انتهت بفوز شبيبة القبائل على مولودية العاصمة بضربات الجزاء بعد شوطين إضافيين، شهدت الكثير من «التضخيم» و “التصريحات النارية التي تزيد الطين بلة”، مضيفا أن الحافلة التي تعرضت للتخريب و التي كانت بمقر فريق مولودية قسنطينة المعروف بالقبة و الموجود قرب مركب الشهيد حملاوي، موجودة بالمكان منذ 5 سنوات و هي في الأصل مركبة قديمة، حيث أكد في هذا الخصوص فتح تحقيق حول عمليات التخريب و السرقة التي وقعت هناك لتوقيف الفاعلين.
و أضاف المسؤول أن مصالحه تكفلت قبل المقابلة بوضع سيارات المناصرين في حظائر آمنة، كإجراء احتياطي، كما حرصت بعد انتهاء المباراة، على حماية المدينة و المناصرين من خلال مرافقتهم إلى غاية الحافلات التي تكفل رجال الشرطة بجلبها لهم، و قد استمر هذا العمل إلى غاية الساعة السابعة صباحا، بإشراف شخصي منه، يضيف رئيس أمن الولاية، الذي أكد أن هذا التدخل منع حدوث احتكاك و جنب وقوع خسائر كبيرة، بشهادة مصالح الولاية و الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كما سمح بوصول المناصرين بسلام، باستثناء أحدهم الذي توفي إثر حادث مرور.
و دعا مراقب الشرطة المناصرين إلى التعقل و التحلي بالروح الرياضية، و هي دعوة قال إن مصالحه توجهها على الدوام في الحملات التحسيسية التي تقوم بها، مضيفا أن قسنطينة احتضنت خلال السنوات الثلاث الماضية، مباريات لفريق شباب قسنطينة و للفريق الوطني و كذلك كأس «السوبر» لمرتين، و لم تسجل أية انزلاقات، كما أكد في السياق ذاته أن الشرطة تؤدي عملها كما يجب و ليس لصالح أو ضد فريق معين، و ختم قائلا “الأمن الوطني ليس له لون في الرياضة.. لونه هو الأمن و التأمين».
ياسمين.ب