* الشعب الجزائري التف حول الأمازيغية بهدوء حتى لا تبقى موضوع صراع أو مناورات سياسية
حذّر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أفكار غريبة وتحاليل دينية خطيرة تهدّد الوحدة الوطنية، داعيا إلى وجوب التصدي لها حتى لا تكون مصدرا للفتنة كما وقع في وقت سابق، كما نوّه بالانتصارات والنجاحات التي تحقّقها الجزائر في هذا الظرف الخاص والمتذبذب.
واعتبر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالة بمناسبة إحياء يوم العلم، أن المجتمع الجزائري السني بوحدته يصطدم اليوم بأفكار غريبة وخطيرة كانت في الماضي القريب مصدرا للفتنة بين أبنائه، ولذا وجب «التصدي بتبصر» لهذه الأفكار ومحاربتها درأ للفتنة، واجتنابا لما يمكن أن تسببه من مخاطر على الشعب الجزائري، حتى لا يعيش مجددا تجارب سابقة كانت بمثابة مأساة حقيقية.
وأوضح رئيس الجمهورية أن «الجزائر في هذه المرحلة بالذات تبقى مستهدفة من خلال أمواج حضارة غريبة تهيمن على المشهد العام للعالم في الوقت الحالي»، وهو ما يجعل الجزائر أمام تحد مضاعف وهو «اكتساب الأجيال الصاعدة للعلم ووسائل التقدم الاقتصادي والتقني، مع تمسك مجتمعنا بمراجعه الروحية والحضارية الأصيلة» مشيرا إلى أن ظهور ما يعرف بالعولمة ووسائل الاتصال الحديثة تزامنا مع بعض الوقائع التي زعزعت العالم الإسلامي ساهم في «البعث بأفكار جديدة وغريبة عن الشعب الجزائري بالتأكيد، جعلت تماسك مجتمعنا عقائديا وفكريا يتزعزع تدريجيا لتصل الأمور إلى المساس باستقرار الجزائر وإدخالها في جحيم الإرهاب، وفي آلام المأساة الوطنية».
وبالمقابل ذكر الرئيس بالانتصارات التي حققتها البلاد من خلال صمود أبنائها وتضحيات جيشها، وهو ما مكنها من استعادة عافيتها «عبر الطريق الرشيد للوئام المدني والمصالحة الوطنية»، مضيفا أنه من خلال هذه النجاحات تمكنت الجزائر من مضاعفة مكتسباتها في مجال العلم والتكوين، إذ تعدى عدد المتمدرسين 8 ملايين نسمة، مقابل مليوني طالب ترصد لهم الدولة سنويا ما يزيد عن 10 ملايير دولار للتعليم والبحث العلمي، مذكرا بما يمكن أن يعود به ربح رهان ترقية الحقوق بما في ذلك الحق النقابي مع صون الأجيال الصاعدة والحرص على إنجاح إصلاح المنظومة التربوية حتى لا تهدر القدرات الباهظة التي تسخرها الدولة.
وفي مجال خدمة العقيدة أوضح الرئيس «أن الدولة في الجزائر المسلمة تسهر كذلك على تأطير ودعم عمل سخي لشعبنا في انتشار بيوت الله، عمل تؤطره الدولة في إطار القانون وتعززه بدفعات عديدة من إطارات دينية تتكون في الجامعات، وتتخرج من المدارس القرآنية»، مع الحرص أيضا على خلق ديناميكية سمحت للشعب الجزائري بأن يلتف بهدوء حول أمازيغيته، حتى لا تبقى موضوع صراع عند البعض وموضوع المناورات السياسية عند البعض الأخر في تاريخنا المعاصر.
عبد الله.ب