تبنّت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق خلال السنوات الأخيرة توجها نحو رقمنة المعلومات التاريخية حفاظا على الذاكرة الوطنية، من خلال استخدام التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، وما تتيحه تقنيات الذكاء الاصطناعي، في مجال تلقين تاريخ الجزائر و تسهيل نقله ترسيخا للذاكرة الوطنية لدى الأجيال الناشئة.
روبورتاج: عبد الحكيم أسابع
و في هذا الصدد أوضح مدير التنظيم و البطاقية والمعلوماتية و الأرشيف، بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، محمد بدوي، أن القطاع يعمل على تجسيد سياسة الدولة في مجال العصرنة و مسايرة التكنولوجيات الحديثة، و الحرص على تنفيذ تعليمات السلطات العليا في البلاد بمواصلة رقمنة جميع مؤسسات الدولة، حيث سطرت الوزارة في هذا المجال - كما ذكر - خطة عمل مبنية على استراتيجية رقمية، تم فيها تحديد رؤية واضحة المعالم تحدد كيفية تكامل التكنولوجيا في الأعمال اليومية و تحقيق التحوّل الرقمي.
وأوضح السيد بدوي أن قطاع المجاهدين وذوي الحقوق يعد من القطاعات السباقة في وضع منظومة معلوماتية متكاملة الأقسام، عن طريق وضع الشبكات و تأمينها، و استغلال تطبيقات ممركزة، موطنة داخل مركز بيانات من نوع HP 3000، والذي تم اقتناؤه و تنصيبه من قبل خبراء أجانب آنذاك، حيث تم استغلاله و العمل به حتى سنة 2015 في إدارة و تسيير البطاقية الوطنية للاعتراف من خلال تطوير بوابات رقمية خاصة بالاعتراف، والمنح، والتراث التاريخي و الثقافي، والحماية الاجتماعية، يتم استغلالها من قبل المستخدمين على مستوى مقرات المديريات الولائية المربوطة بالشبكة المحلية الخاصة و المؤمنة ‘’انترانات’’، أين تم تحديثه بمركز بيانات عصري مدعم بأجهزة ذات سعة تخزين معتبرة.و لم يتوقف القطاع عن المضي في تطوير بنيته التحتية التكنولوجية عند هذا الحد – حسب المتحدث - بل تم اقتناء مركز بيانات أكثر حداثة، يتميز بسرعة أداء خوادمه، وطاقة استيعاب و سعة تخزين بلغت حوالي 200 ‘’تيرا أوكتي’’، و ذلك في إطار اقتناء و تنصيب تقنية التسيير الإلكتروني للوثائق.
ويتم استغلال هذه التقنية في رقمنة الأرشيف و تسهيل عملية تسييره، و بالإضافة إلى أنه سوف يتيح للمصالح المركزية و المحلية فرصة استبدال العمل التقليدي بالعمل الالكتروني في معالجة ملفات الاعتراف و المنح، توفير كثير من الجهد، وتحسن الأداء الإداري.
وقد اطلعت " النصر " في مكتب السيد بدوي على طريقة عمل هذه التقنية، التي أغنت مختلف مصالح القطاع عن اللجوء إلى الأرشيف الورقي الكبير الذي تم مسح جميع وثائقه ضوئيا وتخزينها في نسخ إلكترونية يمكن الاطلاع عليها بسهولة، ما جعل مصالح الوزارة تستغني عن اللجوء إلى البحث والتنقيب في الأرشيف الورقي الموجود في مئات الخزائن.
وفي ذات السياق يوطن النظام المعلوماتي المركزي الموحد والمؤمن للوزارة عبر مركز بيانات القطاع مختلف قواعد البيانات والتطبيقات العاملة عليها، أهمها المرجع الوطني أو ما يصطلح عليه بالبطاقية الوطنية للاعتراف من شهداء ومجاهدين، والوحيد على المستوى الوطني الذي يضم كافة التفاصيل حول مسار الشهيد أو المجاهد إبان ثورة التحرير المباركة بالإضافة إلى أنها تضم كذلك بطاقية " أصدقاء الثورة " الأجانب من مختلف الجنسيات الذين ساهموا في دعم ثورة التحرير المجيدة بمختلف الأشكال.
ويعكف قطاع المجاهدين حاليا حسب – السيد بدوي – على الاستعانة بالحلول التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتطوير المحتويات وتوثيق التراث التاريخي بطريقة جذابة تستقطب الأجيال الناشئة على غرار تطوير لعبة أبطالها رموز الثورة، ويتمكن من خلالها أي ممارس لهذه اللعبة على تقمص دور جندي والمشاركة في المعارك مع أخذ التعليمات من قادة الثورة، مما يسهم في نقل مآثر الثورة للأجيال القادمة بأفضل صورة ممكنة.
منصة رقمية مخلدة لستينية الاستقلال وموسوعة لتاريخ الجزائر على النقال
وفي سياق جهود الرقمنة أطلقت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، قبل سنتين (في 04 جويلية 2022)، أول منصة رقمية مخلدة لستينية الاستقلال تحت مسمى "جزائر المجد" #Glorious Algeria#، و التي تم فيها تجسيد وبامتياز شعار الذكرى ‘’تاريخ مجيد و عهد جديد’’ جعل منها شاهدا على تاريخ الجزائر العميق وما حققته من إنجازات خلال 60 سنة.
وقد كان للشباب الجزائري الطموح – حسب المدير الفرعي للرقمنة والأنظمة المعلوماتية، فاتح غربي- نصيبا كبيرا في انجاز المنصة انطلاقا من التصميم إلى التطوير وذلك من أجل احتواء المضامين و مواد تاريخية سهر على إعدادها وتحيينها أساتذة وباحثون أكاديميون متخصصون.
وتعتبر وزارة المجاهدين وذوي الحقوق - حسب السيد غربي - أول وزارة تتعاقد مع مسرعة الحاضنات، تحت وصاية وزارة اقتصاد المعرفة المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، في إطار الابتكار المفتوح (Open Innovation) لفتح الفرص و الأفاق للشباب والمؤسسات الناشئة لإبراز قدراتهم و إمكانياتهم في المجالين التقني والترجمة.
وكانت مهمة ‘’مسرعة الحاضنات’’ ترتكز – كما ذكر - حول تصميم الواجهات و الصفات الخاصة بالمنصة من أجل احتواء المادة التاريخية التي سهر على إعدادها و تحيينها أساتذة و باحثون أكاديميون مختصون.
وتعتبر هذه المنصة الرقمية – يضيف المتحدث، واجهة للجزائر تاريخيا و حضاريا منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بفجر التاريخ، والعصر القديم، والعصر الإسلامي و انتهاء بالعصر الحديث و المعاصر، بالإضافة إلى إثرائها بفضاء الميدياتيك الذي يحتوي على مراجع تاريخية، من كتب، و فيديوهات، وصور، مشيرا إلى أن المنصة لاقت رواجا كبيرا على المستويين الداخلي والخارجي.
وبالإضافة إلى ذلك تم إنجاز تطبيق "تاريخ الجزائر 1830 – 1962"، الخاص بالهاتف النقال، والذي يعتبر موسوعة لتاريخ الجزائر في الفترة الممتدة ما بين 1830 – 1962 يتم استغلالها عن طريق الهاتف النقال، يتميز بحلة عصرية وأنيقة استعملت فيها أشكال وتصاميم وألوان وفق معايير عالمية، جعلت منه تطبيق جد متميز، حيث يعتبر التطبيق شامل للذاكرة الوطنية ومرجعية تاريخية يبرز من خلاله البعد الحضاري لتاريخ أمتنا المجيدة، وهو المحتوى الذي سهر على إعداده وتحيينه وحتى إدراجه من قبل مجلس علمي مكون من أساتذة وباحثين أكاديميين مختصين.
وقد استُعْمِلت فيه – يضيف ذات المسؤول - أحدث لغات البرمجة الموجهة لتكنولوجيات الهواتف مكنت من تطوير هوية بصرية مميزة، تتماشى مع نوعية المحتوى التاريخي للتطبيق و تسلط الضوء على تفاصيله باستخدام لون داكن يعبر عن البعد التاريخي ويدعو المستخدم إلى جولة عبر الزمن إلى عقود مضت ليعيش أهم لحظات التاريخ الجزائري. كما أضيفت لمسة ذهبية تعكس أهمية وقيمة هذا التراث الثمين.
ويخلق هذا التوازن المنسجم للألوان تجربة بصرية فريدة من نوعها، تبرز المحتوى المرئي وتدعو المستخدم للانغماس بالكامل في تاريخ الجزائر العظيم.
وخلال الجولة التي قمنا بها في مقر المديرية الفرعية للأنظمة الذكية، قادتنا هذه الجولة إلى زيارة قاعة " الفضاء المفتوح " أو" Open Space’’، والتي يلتئم فيها فريق مُطوِّري المحتويات الرقمية المكون من مجموعة من المهندسين الشباب، الذين يعكفون على تصميم مختلف التطبيقات، التي توظف في مجال صون الذاكرة ونشر الثقافة التاريخية، إلى جانب إثراء مسار الانتقال الرقمي للوزارة، بصفة عامة.
وخلال ذات الزيارة التي تفقدنا فيها مركز البيانات الحالي، كشف المدير الفرعي للرقمنة والأنظمة المعلوماتية، إلى أن قطاع المجاهدين وذوي الحقوق، يستعد لاقتناء مركز بيانات احتياطي و ذلك عملا بالتوصيات والمعايير المعمول بها عالميا في مجال تنصيب مراكز البيانات، وذكر بأنه سيتم وضعه على بعد مسافة لا تقل عن 400 كلم من البحر، في إحدى ولايات جنوب البلاد، ليعمل بالتوازي مع مركز البيانات المركزي لنقل البيانات و الاحتفاظ بنسخة مطابقة يتم حفظها وحمايتها مع إمكانية استغلالها في حالة حدوث أي طارئ طبيعي - الزلازل، الفيضانات، الحرائق.
وفي إطار تعزيز الأمن السيبراني تعكف وزارة المجاهدين - بحسب ذات المسؤول على اقتناء و تثبيت أنظمة الأمن وأجهزة وبرامج الحماية حفاظا على المنظومة المعلوماتية للقطاع حيث تقرر الاشتراك في خدمة Anti-DDOS لدى المتعامل العمومي اتصالات الجزائر والخاص بالحماية من الهجمات السيبرانية، مع الحرص على اتباع التوصيات المنصوص عليها في المرجع الوطني الموحد لأمن المعلومات.
كما يتم في ذات السياق التعامل مع مصالح المختصة في الدفاع السيبراني والوكالة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية التابعتين لوزارة الدفاع الوطني وكل الهيئات العليا، ذات الصلة بحماية المعطيات وتأمينها على غرار المحافظة السامية للرقمنة.
كما تحدث السيد غربي عن مشروع لإنجاز بوابة إلكترونية لجرد المواقع والمعالم التاريخية من خلال استغلالالنظام المعلوماتي الجغرافي -SIG- بالتنسيق والتعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية.
مكتبة رقمية وأرضية معلوماتية خاصة بالشهادات الحية
وفي مجال رقمنة المادة التاريخية والأرشيفية يعمل المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، على استغلال مختلف المحتويات وتوظيفها في البحوث العلمية لتثمين العمل التاريخي والبحثي وإتاحته للباحثين الجامعيين، فضلا عن تسهيل عملية الولوج إلى المعلومة التاريخية.
في هذا الصدد، أوضح مدير المركز حسين عبد الستار، للنصر، بأنه يتم حاليا التحضير لإطلاق المكتبة الرقمية التاريخية، التي تتضمن فهرسة مختلف الكتب والأعمال العلمية والمنشورات والمذكرات والأطروحات المتعلقة بتاريخ الجزائر 1830-1962 كما تتضمن فهرسة لكل الشهادات الحية التي يحوز عليها القطاع الوزاري المذكور على المستوى المركزي أو على مستوى المؤسسات تحت الوصاية، وكذا رقمنة الأفلام والأشرطة الوثائقية التاريخية التي أنجزها المركز لتكون هذه العملية الرقمية فضاء للبحث العلمي التاريخي وسانحة للباحثين والطلبة.
وقال بأن 50 بالمائة من برنامج سبعينية الثورة التحريرية ستخصص للرقمنة وأن أغلب نشاطات عمال المركز تتوقف على رقمنة المحتويات العلمية والأرشيف بما فيه أرشيف الصحف والمجلات ووثائق المنظمة الوطنية للمجاهدين لفترة الثمانينيات إلى جانب رقمنة الوثائق الإدارية الخاصة بتسيير مختلف مصالح المركز وإتاحتها عبر تطبيق إلكتروني فيما سيتم وضع منصات مخصصة للمادة البحثية.
وفي رده عن سؤال حول نسبة إنجاز عملية الرقمنة الخاصة بالشهادات الحية التي تم تسجيلها من أفواه صانعي الثورة والمشاركين فيها والتي تعد أحد أهم مصادر تدوين وتوثيق التاريخ وصون الذاكرة الوطنية بكل انتصاراتها لتبليغها إلى أجيال ما بعد الاستقلال، أوضح الدكتور عبد الستار، بأن هذه الشهادات وباعتبارها مصدرا تاريخيا حيا ومرجعا أكاديميا وعلميا لا غنى عنه، ورافدا من روافد كتابة التاريخ الوطني التي جاء جمعها – كما أكد – على مر العشريات الماضية، ضمن ملف الذاكرة الوطنية الذي يحظى بعناية خاصة من قبل الدولة الجزائرية، وهي في حدود 2000 ساعة من التسجيلات، يجري تبويبها وتصنيفها وفق الآليات المتاحة ثم تخزينها رقميا، على أن تتم إتاحتها في أرضية معلوماتية توضع تحت تصرف الباحثين والأساتذة والطلبة.
من جهة أخرى يجري حاليا تجسيد اتفاقية التعاون المبرمة بين قطاع المجاهدين وذوي الحقوق مع الوكالة الفضائية الجزائرية المبرمة في جانفي 2022، التي تهدف إلى تطوير الأدوات والمنتجات الفضائية بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وبيانات نظام تحديد المواقع العالمية، ونظم المعلومات الجغرافية، التي تتيح فرصة استكشاف المواقع التاريخية بواسطة التقنيات الفضائية وإنتاج صور ذات قيمة مضافة، وإجراء دراسة للمواقع التاريخية من خلال استخدام تقنيات جد حديثة.
في هذا السياق، فقد تم إعداد قاعدة بيانات جغرافية لاستكشاف المواقع التاريخية على المستوى الوطني وحفظها من خلال بوابة إلكترونية لنشر المعلومات التاريخية عبر الويب، التي ترتكز على نظام معلوماتي جغرافي يضم خرائط موضوعاتية ديناميكية، قابلة للتحيين حيث تحدد هذه الخرائط بدقة فائقة كل مواقع الأحداث والمعالم التاريخية على غرار حدود الولايات التاريخية، الحقول الملغمة، الخطوط المكهربة ومواقع أهم المعارك منذ 1830 إلى 1962 ، وتكون مرفقة بتفسيرات من المختصين في التاريخ، كما ستكون في متناول كل المواطنين ومتاحة للباحثين من مختلف دول العالم باللغة العربية وبلغات أجنبية.
استخدام «الهولوغرام» كأحدث تقنية في مسار رقمنة المتاحف
ومن بين المشاريع التي يعكف قطاع المجاهدين وذوي الحقوق على تنفيذها في إطار تطوير أداء الهياكل التابعة لها، رقمنة المؤسسات المتحفية تحت الوصاية، وإدخال أحدث الحلول التكنولوجية على نشاطاتها، لأهمية دورها في التعريف بالتراث التاريخي المادي واللامادي للبلاد، وإثراء وكتابة وصون التاريخ الوطني، سيما وأنها تحتوي رصيدا سمعيا - بصريا وأرشيفا ، ماديا.
وفي هذا الصدد يشهد المتحف الوطني للمجاهد، بالجزائر العاصمة قفزة نوعية فيما يتعلق بعملية عصرنة الخدمات المتحفية التي يقدمها والعرض المتحفي، حيث تم استحداث طرق وأساليب جديدة لتدوين وتلقين تاريخ الجزائر للشباب والناشئة عن طريق رقمنة المعلومة التاريخية ومرافقتها بالوسائط التكنولوجية الحديثة على غرار خلق فضاءات افتراضية لتجسيد أحداث ووقائع تاريخية باستخدام نظارات ثلاثية الأبعاد.
وفي سياق ذي صلة باشر المتحف حسب مديره السيد الياس نايت قاسي ، في إدراج «تقنية الهولوغرام» على مستوى أجنحة قاعة العرض لاستقطاب الزوار من خلال تجسيد شخصيات تاريخية واقعيا.
ومعلوم أن "الهولوغرام " هي تقنية تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر، بحيث تطفو الصورة في الهواء كمجسم هلامي فيه طيف مـن الألوان ليتجسد على الشكل المراد عرضه، وذلك باستخدام جهاز ليزر، ومقسم للأشعة، وعدسات ومرايا، إضافة إلى فيلم هولوغرافي.
أستاذة الإعلام والاتصال بالمركز الجامعي تيبازة مريم ضربان
الجزائر تسعى إلى أخلقة التقانة و فهم مدركات هذا الجيل الرقمي
أكدت السيدة مريم ضربان، أستاذة الإعلام والاتصال بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله، بتيبازة، أهمية رقمنة الذاكرة واستعمال نسخا محلية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، في الجزائر، معتبرة أن فتح «المدرسة العليا للأمن السيبراني والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي» تدخل مسار أخلقة التقانات حتى لا تتحول إلى فاعل في صناعة كينونتها، بل وسيطا وآلية رمزية لتعظيم سرديات الأمة، تحت عين الحرص حفاظا على أصالة المعلومة وحمايتها من خطر التضليل والتلاعب الرقمي.
واعتبرت أن دراسات الذاكرة تفترض أن نقل الإرث الرقمي للأمم يحتاج إلى وكلاء، والوكلاء في حالة الجزائر هم مؤسسات وهيئات ضبط المعطيات ذات الطابع الشخصي والترسانة القانونية لسيادتها الرقمية، إضافة إلى المولود الجديد لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق وهو" منتدى الذاكرة الرقمية" من صناع المحتوى لما لهم من قدرة تأثرية عبر رأسمال الرؤية في مواقع التواصل الاجتماعي وفهم مدركات هذا الجيل الرقمي حسب آخر مقال نشرته على مستوى مجلة مصادر التابعة لمركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، لتلاقي الترابط بين الدقة والأصالة والمثالية بين الخيالي وغير الخيالي في صميم عمل التاريخ العام ضمن السردية الرقمية للتاريخ "الذاكرة الجماعية الروبوتية" أو "الذاكرة الخوارزمية" من وحي المعلومة الأصيلة وليست المستنسخة، وكان عدد سابق لمجلة الجيش قد أولى أهمية رفيعة لخدمة الذاكرة من خلال ملتقى «صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية» و تثمين رقمنة الأرشيف الذي تعمل عليه وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، لعل أجودها المنصة الرقمية "جزائر المجد" والمحتوى "الهولوغرامي" لفيلم «الساقية»وهو ما يسمى بـ "البعث الهولوغرامي" والذي يدخل ضمن مؤسسات الذاكرة والأرشيف والتراث والموروث، فإذا كتبت لنا الشهادة دافعوا عن ذاكرتنا كما يقول «ديدوش مراد».
الخبير في الذكاء الاصطناعي جلال نزار عدناني
يجب إنشاء تطبيق محادثة ChatGPT جزائري لتوثيق تراثنا التاريخي بفعالية أكبر
أكد الخبير في الذكاء الاصطناعي، جلال نزار عدناني أهمية تطوير أدوات وبرمجيات تمكن من رصد وتوثيق التراث التاريخي بطريقة فعّالة وشاملة، مما يسهم في حمايته ونقله للأجيال القادمة بأفضل صورة ممكنة، باعتباره رافدا مهما في بناء الشخصية والهوية الوطنية.
وفي هذا الصدد أبرز السيد عدناني، ، أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية التراث التاريخي من الاندثار، لقدرته على إنشاء كميات كبيرة من البيانات التي يمكن استخدامها لإثراء ذاكرة الأمة حتى تتمكن الأجيال المتعاقبة من إشباع حاجاتها المعرفية حول ماضي الأمة، دون حاجتها للجوء إلى الكتابات الأجنبية، ذات الخلفيات السياسية أو الأطروحات الاستعمارية.
.وأبرز الخبير وهو صاحب حاضنة للأعمال بجامعة وهران 2، أهمية تطوير محتويات محلية للذكاء الاصطناعي من أجل توفير بيئة رقمية لحفظ التراث بكافة أشكاله سواء المكتوب أو المادي أو غيره، وأرشفته إلكترونيا وحمايته، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة العمل على إنشاء محرك بحث ChatGPT جزائري، متخصص و مرجعي مبني على نسخ رسمية للدولة الجزائرية مكتوبة وسمعية بصرية، و مزود بكم هام من البيانات التاريخية المرتبطة بالذاكرة الوطنية.
وفي سياق ذي صلة يؤكد الأكاديمي جلال نزار عدناني، أهمية أن يشتغل مطورو المحتويات المحلية ضمن استراتيجية وطنية لاستغلال الشهادات الحية في المجال البحثي من خلال تحويل، الشهادات المسموعة إلى نسخ مكتوبة.
كما أبرز الأستاذ عدناني أهمية استعمال الحلول التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في خلق محتويات جديدة تتناسب وحاجة الأجيال الجديدة وتستقطب اهتماها كتصميم الألعاب ذات البعد التعليمي- التربوي، التي تعتمد على إبراز بطولات ورموز ثورة التحرير، مثمنا في هذا السياق المشروع الذي بادرت به وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في هذا السياق.
وشدد المتحدث على أهمية أرشفة وتخزين الأعمال الصحفية المكتوبة والسمعية البصرية، كالأفلام الثورية التي تناولت مآثر الثورة التحريرية في الأرضيات الرقمية وقواعد البيانات الموجهة لأجيال المستقبل، كونها لا تقل أهمية – كما قال – عن الكتابات والبحوث التاريخية في إشباع حاجيات هذه الأجيال في مجال الذاكرة الوطنية.