صنعت شركات وطنية الحدث في معرض الدراجات والدراجات النارية بولاية قسنطينة، بفضل منتجاتها الفريدة من نوعها، في مجال صنع الدراجات النارية وقطع غيارها وبطارياتها، والتي مكنتها من فتح آفاق للتصدير نحو الدول الإفريقية بعدما نجح بعضها في التصدير نحو أوروبا وتونس ومنها إلى دول افريقية فيما تمكنت أخرى من الترويج لمنتجاتها بكل من بوركينافاسو وكوت ديفوار والسنغال.
حاتم بن كحول
وشارك أمس، في أول معرض وطني للدراجات والدراجات النارية، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، أزيد من 50 مشاركا من مؤسسات تأمين المركبات، البنوك، الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، شركة إنتاج الزيوت، مدارس سياقة، مديرية التكوين المهني، الحماية المدنية والدرك الوطني، وشركات صناعة الدرجات النارية، قطع الغيار والبطاريات والتي صنعت الحدث بفضل منتجاتها المميزة.
وعرف المعرض إقبالا كبيرا من الزوار المهتمين بالدرجات النارية وكل مستلزماتها، والتسهيلات الممنوحة من أجل اقتنائها في شكل قروض أو بالتقسيط، ما جعل المعرض يحقق نسبة من أهدافه، خاصة وأنه أجري في ظروف وأجواء محكمة حسب ما أكده المكلف بالإعلام للشركة المنظمة «هوقار إيفانتس»، جلال كرواز، والذي أوضح أن رهان الشركة المنظمة على اختيار قسنطينة كان ناجحا بنسبة مئة بالمئة، بعد وقوفه على الأجواء المشجعة، موضحا أن تنظيم هذا المعرض سيكون تقليدا سنويا بولاية قسنطينة بداية من المعرض الجاري، على أن توسع دائرة المشاريكن السنة المقبلة في نفس الفترة وبمشاركة أجنبية.
تصدير قطع الغيار الكهربائية لفرنسا وتونس ومنها إلى إفريقيا
واستغلت «النصر» تواجد عدة شركات رائدة وطنيا في مجال صنع الدراجات النارية وقطع غيارها وبطارياتها، من أجل تسليط الضوء عليها، والوقوف على مدى جاهزيتها للتصدير نحو الخارج، بداية بشركة «خنتر لمركبات» الواقعة بالمنطقة الصناعية بولاية سيدي بلعباس، والتي أكد بشأنها أبوبكر الصديق، رئيس مشروع إنتاج البطاريات ومكتب الدراسات لإنتاج قطع الغيار الكهربائية للمركبات، أنها تعمل في مجال صناعة قطاع غيار الكهربائية والالكترونية للسيارات منذ 1987، فيما انطلقت ذات الشركة في إنتاج بطاريات الدراجات النارية وعواكس الكهرباء «أنديلور» المستعملة عند انقطاع الكهرباء بالشركات والحواسيب وغيرها، سنة 2023.
وأوضح المتحدث الشاب، أن عدد العمال في شركة صنع قطع الغيار الكهربائية الخاصة بالسيارات يفوق 70 عاملا، موضحا أن القطع المنتجة تتمثل في منظم الضغط، شمعات التوهج والتسخين، مقياس درجة الحرارة، مقياس كمية الزيت، مقياس البنزين وحساسات الحرارة وغيرها من قطع الغيار الكهربائية، موضحا أنها صالحة لكل علامات السيارات سواء كانت أوروبية أو آسيوية.
وأوضح أبوبكر، أن شركته تصدر منتجاتها المعروفة بجودتها إلى عدة بلدان افريقية عبر موزعين بتونس وفرنسا ومن قبل إلى المغرب، موضحا أن ممثلين عن الشركة تنقلوا من قبل إلى البلدان الإفريقية المعنية، للترويج للمنتجات، إلا أن تلك البلدان تتعامل مع موزعين رسميين من تونس وفرنسا، مضيفا أن أسعار قطع الغيار في المتناول على المستوى المحلي، خاصة وأن الشركة تتوفر على نقاط بيع تغطي كامل التراب الوطني، متحدثا على الإقبال أنه كبير جدا، خاصة وأن المنتجات تعرف بالجودة وتتميز بخدمة ضمان حقيقية لمدة سنة كاملة.
إنتاج أزيد من 600 ألف قطعة سنويا من صنع محلي مئة بالمئة
وأضاف ممثل الشركة، أن كل القطع المستعملة في صنع قطع الغيار من صنع محلي، وبسواعد جزائرية، ما يجعل المنتج محلي مئة بالمئة، متحدثا على أن قدرة الإنتاج السنوية تزيد عن 600 ألف وحدة من القطع المختلفة، كما يمكن رفع كمية الإنتاج أكثر ولكن ذلك يرتبط حسب احتياجات السوق وطلبات الزبائن.
أما بخصوص «خنتر إينارجي» للبطاريات، فأوضح أن المشروع انطلق سنة 2023، لتكون بذلك هذه الشركة أول منتج لهذا النوع من البطاريات على المستوى الوطني، بعد أن كان يتم استيراده من الخارج، سواء تعلق الأمر ببطاريات الدراجات النارية أو عاكسات الكهرباء، وأضاف المتحدث أنه تكفل شخصيا بدراسة المشروع، بعد الإطلاع على ما هو متاح في السوق من بطاريات، ليجد أن كل أنواع البطاريات تستورد من الخارج وجودتها غير مضمونة حتى لا يصفها بالسيئة، على حد تعبيره.
كما أكد أنه في مجال صنع قطع الغيار، تلقى شكاوى من مصنعين للدراجات النارية على المستوى الوطني، والذين يصادفون إشكالا كبيرا، يتمثل في صنع دراجة ذات جودة تباع بأسعار عالية إلا أنها تتوفر على بطاريات سيئة، وهي النقطة شجعت شركته على صنع البطاريات، والتي تتوفر على تكنولوجيا جديدة وهي من نوع بطاريات «آجيام» يعني أنها مغلقة وغير مفتوحة ولا تتطلب أن تضاف لها المياه على غرار البطارية العادية، ومتوسط عمرها يتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، مقارنة بالقديمة التي تشتغل لمدة سنة واحدة، كما تتوفر على تكنولوجيا مستعملة في المركبات الجديدة، والتي تحتوي على بطاريات مغلقة بتقنية «آجيام»، موضحا أن شركته أبت أن تنتج بطارية عادية وإنما تنقلت مباشرة إلى بطارية متطورة مقارنة بسعرها وجودتها.
بطاريات حديثة تنتج بسيدي بلعباس تغلق الباب أمام الاستيراد
وأضاف الشاب، أن الشركة تعمل على تصدير البطاريات نحو إفريقيا وحاليا تعمل على تغطية طلبات السوق المحلي، ثم تتحول إلى السوق العالمي، متحدثا على إقبال معتبر عليها من طرف الزبائن مقارنة بفترة طرحها في السوق والتي لا تتجاوز سنة، مؤكدا أن الهدف الأول يكمن في تغطية السوق المحلية وخاصة مصنّعي الدرجات النارية، وكشف أن كمية الإنتاج تصل إلى 200 ألف بطارية في السنة، أما بخصوص النقائص فرد أن الشركة تتمنى المشاركة في معارض دولية تتيح لها فرصة طرح منتجاتها والتعريف بها لدى أصحاب الاختصاص، لأن حسبه الترويج للمنتجات المحلية يبقى متواضعا رغم جملة الإشهار التي تقوم بها الشركة على المستوى الوطني، متمنيا تسهيلات أكثر من طرف المسؤولين على القطاع.
ومن بين التسهيلات التي يطالب بها، أكد أن بعض الشركات لا يمكن لها الوصول إلى شركات صنع الدرجات أو المركبات حول العالم، متحدثا عن فشل شركته في التعامل مع شركة «سيم» الصينية، بعد أن أعجب ممثلها الرسمي في الجزائر بالبطارية المنتجة بعد تجريبها، إلا أنه لم ينجح في جلب موافقة الشركة الأم في الصين لتزويد منتجات هذه الشركة بالبطاريات، بسبب صعوبة التواصل وبعد المسافة، مفيدا أن شركته حاليا في مفاوضات متقدمة جدا لتصنيع بطاريات موجهة مباشرة لشركة «فياماس» المصنعة للدراجات النارية، مبرزا أن هدف الشركة يتمثل تحقيق الاكتفاء الذاتي ثم الانتقال للتصدير لأوروبا وإفريقيا، مؤكدا أن المنافسة المحلية منحصر حاليا مع شركة واحدة فقط، مؤكدا أنها ستكون في صالح المتنافسين لضمان جودة أكثر وتغطية حاجيات السوق الوطنية.
تكوينات من خبراء صينيين ونحو إنتاج بطاريات «الكواد» و»الجيتسكي»
وعن السر من وراء إتقان صنع بطاريات حديثة من ولاية بلعباس، تنافس اليوم بطاريات عالمية، رد المتحدث أن عمال الشركة وإطاراتها خضعوا لتكوينات من طرف خبراء ومختصين صينيين في مجال صنع البطاريات خاصة وأنها تقنية جديدة وخاضعة لسلسة إنتاج كاملة من آلات وجب التحكم فيها مع التحكم في إدخال الإحداثيات المناسبة، لإنتاج بطاريات منافسة، مؤكدا أن الإنتاج يقتصر حاليا على 4 أنواع من البطاريات نوعين للعواكس الكهربائية ونوعين للدراجات النارية حسب قوة المحرك، ويتم السعي لرفع العدد إلى 6 في المستقبل القريب، ويتعلق الأمر ببطاريات الميزان الالكتروني، وأوضح أنه إعداد دراسة في السوق، تأكد أن البطاريات غير متوفرة بالكميات اللازمة وثمنها مرتفع وجودتها متدنية، مضيفا أن الميزان يستعمل كثيرا ووجب أن يحتوي على بطارية ذات جودة، موضحا أن الشركة تخطط أيضا لإنتاج بطاريات للدرجات كبيرة الحجم ذات 4 عجلات «كواد» و دراجات مائية «الجيتسكي»، مختتما حديثه أن شركته تقوم بتوظيف الشباب من خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني.
«فياماس» تروج للدراجات النارية الجزائرية بالدول الإفريقية
وانتقلت «النصر» بعدها إلى شركة «فياماس» لصناعة الدراجات النارية، لنحاور، بوعليط زاهير، المكلف بالإعلام لهذه العلامة، والذي أوضح أن الشركة تقع بولاية بجاية، وتنتج عدة أنواع من الدراجات النارية، منها لذوي الاحتياجات الخاصة وللمغامرات وللتوصيل أو نقل الأغراض الخفيفة، وكذا للسياحة والمغامرات مثل «الكواد»، إضافة إلى دراجات التجارة المتنقلة للقضاء على مشكل البطالة وخلق مناصب الشغل، وتتوفر أيضا على العديد من الدرجات النارية تستعمل كمطعم متنقل أو غسل السيارات أو كمحل تجاري متنقل وثابت وعدة أنشطة أخرى يمكن تجسيدها على دراجة «فياماس»، و تقدم هذه العلامة عام تأمين وضمان على جميع أصناف الدراجات النارية، ولديها عدة نقاط بيع على المستوى الوطني وأكثر من 100 قاعة عرض موزعة على كل التراب الوطني، وجميعها لديها خدمات ما بعد البيع، كما توفر قطع الغيار ومختلف اللواحق.
وتتوفر الشركة بكل مصانعها سواء كان مصنع صناعة الهياكل أو الإنتاج، على أزيد من 1050 عاملا، في شركة سيطرت على السوق رغم أنها انطلقت في نشاطها سنة 2014 فقط، ورغم ذلك فإن قدرة الإنتاج حسب المتحدث، بلغت سنويا أزيد من 50 ألف دراجة، كما يمكن رفعها حسب الطلب في السوق.
كما تحوز هذه الشركة على أزيد من 3 قاعات عرض في بلدان افريقية منها كوت ديفوار، بوركينافاسو والسنغال، حيث تقوم بدراسة حاليا للسوق الإفريقية، قبل أن تشرع في التصدير لها مع الجارة تونس، خاصة وان عملية الترويج للمنتجات تتم منذ سنتين، ووقفت الشركة على تجاوب كبير من الأفارقة الزوار لتلك المعارض واستحسانا كبيرا من طرف المختصين بها، على أن تنطلق عملية التصدير قريبا حسبه.
دراجات ذات حاويات لغسل السيارات والإطعام السريع والحلاقة
وأوضح المكلف بالإعلام، أن «فياماس» تمتلك عدة مصانع، منها مصنع البويرة المتخصص في صناعة الهياكل وخاصة هياكل ثنائية العجلات وثلاثية ورباعية العجلات، فيما تتعامل الشركة مع شركات أو مناولين آخرين في عدة مجالات، بهدف مشاركة شركات جزائرية، في مجال المناولة وحسب نشاط كل شركة على غرار العجلات والبطاريات وعوارض الشمعات، مؤكدا أن العديد من المناولين المحليين يصنعون لشركة الدراجات النارية قطع غيار ولواحق، ما جعل المنتج من صنع جزائري بنسبة عالية.
وعن المنافسة المحلية، رد قائلا إن السوق المحلي يعرف تواجدا للعديد من المنافسين، إلا أن علامته تعرف إقبالا كبيرا من طرف الشباب وكل شرائح المجتمع، لأنها فكرت في كل فئات المجتمع، من خلال عرض منتجات متنوعة ومختلفة سواء لذوي الاحتياجات الخاصة أو نشاط تجاري متنقل أو توصيل وغيرها، إضافة إلى عدة مميزات من حيث التأمين وخدمات ما بعد البيع، مع توفر قطع الغيار ومختلف اللواحق وبأسعار جد تنافسية ومناسبة، متحدثا على اتفاقيات أبرمت مع معظم البنوك لتمكين الشباب من اقتناء دراجة نارية بالتقسيط.
ووصف المتحدث شركته بالرائدة في تسهيل عملية اقتناء دراجة نارية على المواطن، مع مختلف البنوك أو مؤسسات التقسيط وطنيا، كما تقوم بإهداء كل زبون خوذة تشجيعا على السلامة المرورية وعلى حمل الخوذة، إضافة إلى كونها من الشركات الأولى التي أبرمت اتفاقية مع الشركة الوطنية للتأمينات وذلك شجيعا على التأمين، كما تتعامل كثيرا مع جامعات جزائرية مثل سطيف وبجاية وكذا معاهد وطنية، لضمان تربصات لخريجي الجامعات والذين يمكنهم الالتحاق للعمل بالشركة بعد التخرج بصفة عادية.وأفاد بوعليط زاهير، أن أفكار صنع دراجات نارية تتناسب مع عدة نشاطات تجارية على غرار حاوية التبريد أو غسل السيارات والإطعام السريع ورشة متنقلة وحلاق متنقل، كانت فكرة الشركة بالتعاون مع شركة «جيمي» التي تتكفل بصنع الحاويات، موضحا أن أهداف الشركة تبقى التطور أكثر في مجال صنع الدراجات النارية وتغطية احتياجات الزبون المحلي والإفريقي.