أحن إلى قسنطينة و رأس الواد و أمنيتي أن يستعيد الفن الجزائري قيمته
صوتها رسخ في ذاكرة الجزائريين، و إسمها طبع بأحرف من ذهب في مسرح قسنطينة الجهوي، و ارتبط بـ"أعصاب و أوتار"، كما يأبى محبو الزمن الجميل نسيان مغامراتها في "ريح تور"، و رغم خروج بعض الفنانين عن عباءاتهم في السنوات الأخيرة، تحافظ هي على روحها الفكاهية في كل أعمالها، ليجد محبو الفن الجزائري الأصيل معها، ما يفتقدونه اليوم في فن من نوع آخر، هي الممثلة المسرحية و الكوميدية القديرة فاطمة حليلو، التي تفتح لنا قلبها في حوار شيق.
النصر: بداية شاهدناك في رمضان الماضي في مجموعة من الأعمال عبر عديد القنوات الوطنية، هلا حدثتنا عن تلك التجارب؟
ـ فاطمة حليلو: حقا شاركت في بعض الأعمال، غير أني لست راضية عما قدمته، للأسف لم أجد البديل، و كنت مرغمة على قبول أداء أدوار في أعمال كمختلف الأعمال الفنية اليوم، التي يشوبها النقص من حيث السيناريو و الإخراج.
. ما تقييمك لما قدمته إذا؟
ـ عن نفسي، قدمت بعض الأعمال مؤخرا و عندما شاهدتها ندمت عليها، نعاني من نقص كبير و تخلف في مجال الفن و التمثيل، بعد أن كنا متقدمين و يضرب المثل بالأعمال الجزائرية ليس عربيا فحسب، بل عالميا.
. أين يكمن الخلل برأيك ؟
ـ الخلل يكمن في دخلاء لا علاقة لهم بالفن، اقتحموا المجال، و لا يفكرون في غير الشهرة و الكم دون النوع، سابقا أيام الزمن الجميل و الأسماء الكبيرة، كان لدينا حب المهنة التي تعد من أنبل المهن، كانت القصة هادفة، و العمل متكامل من حيث النص، الإخراج و التمثيل، أما اليوم فلا شئ يذكر، ما عدا أشخاص يحاولون تقديم أشياء جديدة لم نفهمها إلى غاية الآن.
. بعيدا عن الفن، كيف تقضي فاطمة حليلو عطلتها الصيفية؟
ـ أحب السفر إلى الخارج في فصل الصيف، و أحب زيارة بلدان جديدة و اكتشاف ثقافاتها، و أفضل الدول الأوروبية على العربية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأخيرة، في هذه السن، بت أحب كثيرا السفر كل سنة، لتغيير الجو و الترويح عن نفسي قليلا.
. أين هي قسنطينة في أجندتك؟
أحن كثيرا إلى قسنطينة، تربيت و كبرت، و عملت فيها، أفتقدها كثيرا، و أزورها باستمرار للقاء أصدقائي، و اقتناء "القناوية"، "الشخشوخة" و كل الأطعمة القسنطينية المميزة التي لا أتنازل عنها في بيتي.
. بعيدا عن السفر إلى الخارج و زيارة قسنطينة، أي وجهة تفضلها فاطمة حليلو للتنزه و الترفيه؟
ـ كل الجزائر جميلة، زرت أغلب الولايات، و هي حقا ثروة و لا تفتقر لشيء ، غير أنني أتردد كثيرا على منطقة رأس الواد بولاية برج بوعريريج، مسقط رأسي، الحنين يعيدني إلى ذلك المكان، و أمنيتي الاستقرار نهائيا فيه وسط الأهل و الأقارب.
. لكل منا التزاماته اليومية و أوقات فراغ، كيف تقضينها؟
أنا ككل امرأة و ربة بيت جزائرية، همها الوحيد بيتها، روتيني كروتينها، مقسم بين التنظيف و الطبخ، و الخروج أحيانا من أجل التسوق أو التنزه، بينما أحاول استثمار أوقات فراغي في ما ينفعني، و الإبحار عبر الانترنت لمتابعة المستجدات.
. كلمة أخيرة
ـ أتمنى أن يستعيد الفن الجزائري مجده المفقود، و أن تكون لنا أعمال جادة يسطع معها نجمنا ، كما في السابق، أتمنى أن يظهر جيل جديد يقدر قيمة الفنان الحقيقي، لأن من يسيطرون عليه اليوم، يهمشون الكفاءات و لا يخدمون الفن بقدر ما يشوهونه.
إ.زياري