الأوركسترا السمفونية في الجزائر أصبحت مقبولة من طرف الجمهور
اعتبر المايسترو أمين قويدر دعوة الكفاءات الفنية الجزائرية المتواجدة بالخارج، للمشاركة في الفعاليات الفنية التي تقدمها الأوركسترا السمفونية الوطنية الجزائرية و آخرها «سمفونية الوئام» التي افتتحت النشاطات الموسيقية لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية،بمثابة استرجاع لها و تقدير لإبداعها.
المايسترو أمين الذي عمل مع أجواق سمفونية عالمية ،على غرار الأوركسترا السمفونية الدانماركية و الأوركسترا السمفونية القطرية، أرجع نجاح الموسيقى السمفونية بمدى اهتمام عازفيها بالتكوين الفني والأكاديمي ، خاصة ما تعلق منها بالصولفاج والقواعد و الأصول الموسيقية.
ـ أمين قويدر: أضحت الأوركسترا السمفونية في الجزائر مقبولة من طرف الجمهور ولم تعد هناك عوائق كثيرة مثلما كانت عليه من قبل، حيث أن هذا التغيير مس الوطن العربي بكامله، فالسمفونية باعتبارها فنا عالميا له معاييره ومقاييسه المعمول بها، فإننا في الجزائر استطعنا أن نكتسب كل هذه الخبرات وصنعنا سمفونية جزائرية خاصة بنا، تنطلق من الأسس العالمية للموسيقى السمفونية.
ـ السمفونية في البلدان العربية تطورت وذلك من خلال إدخال الآلات العربية عليها، وأداء الموسيقى العربية بالطريقة السمفونية. وهو ما يعتبر خطوة مهمة باعتبار السمفونية أضحت أحد أدوات التعبير لدى العربي ويمكنه من خلالها إيصال صورة مشرقة عنهم.
ـ الأوركسترا فرضت نفسها في الجزائر، وذلك راجع لسببين ،الأول يعود لنوعية الموسيقيين الجزائريين الذين درسوا الفن السمفوني في الخارج، و برعوا فيه، وعادوا للعمل ضمن السمفونية الوطنية الجزائرية. والسبب الثاني أن الموسيقى الجزائرية غنية جدا ،وهو ما حتم على الموسيقيين أن يعيدوا التراث الفني الجزائري على شكل سمفوني، انطلاقا من ضرورة تعريف العالم بالموسيقى الجزائرية.
ـ إن هذا المزج بين الموسيقى العالمية والجزائرية كون شغفا لدى الجمهور الجزائري لأنه تعرف على تراثه الموسيقي بطريقة مختلفة وبمقاييس عالمية ، لكن يجب الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أننا مازلنا في بداية الطريق و نعمل باستمرار ،رغم ذلك بقي الكثير من التراث لم يتحول للموسيقى السمفونية.
ـ «سمفونية الوئام» تدخل في إطار احتفالات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. أنا سعيد لأن قسنطينة حظيت بتظاهرة ذات بعد عالمي ،فعملي على الأناشيد الوطنية هو مواصلة للعمل الذي قام به الأجداد ،إذ قدموا أناشيد وطنية رائعة، و قد تمت إعادة عزفها رفقة «كورال» الحرس الجمهوري، أين صنعنا لوحات موسيقية جميلة أرجعت جمهور قاعة العروض الكبرى إلى مراحل الثورة و النضال، وصولا إلى أغاني الاستقلال ،على غرار «يحياو ولاد بلادي» لرابح درياسة.
ـ معظم الموسيقيين الجزائريين يشتغلون في بلدان أجنبية، لكنهم يعملون في نفس الوقت مع الأوركسترا السمفونية الوطنية ،حيث أنه و في السنوات الأخيرة تم التعامل من الموسيقيين الجزائريين المتواجدين في الخارج من خلال دعوتهم للمشاركة في أعمال وطنية.
ـ الموسيقى تختلف وذلك خاضع للطبوع الفنية المختلفة ،فلكل ميدان شروطه فحتى الضجيج هو موسيقى لو رأيناه كذلك من الجانب الإيجابي ،لكنني اعتبر أن المشاركة في أوركسترا سمفونية، يخضع لشروط التعلم العالمية لأن العزف السمفوني يخضع للتكوين الموسيقي، خاصة من جانب الصولفاج وغيرها.
ـ لا، فالنمط السمفوني مرتبط بالإبداع بالدرجة الأولى، و الالتزام الموسيقي الأكاديمي راجع لعدد الفنانين الموجودين فوق الركح، حيث يتجاوز 70 موسيقيا مما يتطلب قواعد صارمة لضمان نجاح المعزوفة.
ـ الموسيقى نوعان جيدة و رديئة ، فمهما كان الطابع الموسيقى المؤدى، فهو ضمن الصنف الأول أو الصنف الثاني، لذلك أنا أبحث عن الموسيقى الجيدة والمحترفة في أي طابع فني قد يمثل الموسيقى الجزائرية في الخارج.
حاوره : حمزة دايلي