"العاشرة" تحول كبير للمسرح الجزائري و نطالب بإلغاء جوائز المهرجان
أشادت عضوة لجنة التحكيم بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته العاشرة، بمستوى العروض المقدمة معتبرة “العاشرة” من أحسن الدورات، و انتقدت بعض المسارح الكبرى، و قالت بأن النص المسرحي مخيب للآمال، فيما طالبت اللجنة بإلغاء كلي لجوائز المهرجان ،بعد أن أصبحت الهاجس الأكبر للمشاركين، عوض التركيز على نوعية الأعمال، في ردود للفنانة عن أسئلة النصر في هذه الدردشة الخفيفة.
ـ سجلنا إجماعا بين أعضاء لجنة التحكيم المكونة من 7 مختصين في مختلف المجالات على أن مستوى طبعة 2015، هي الأفضل بين كل الدورات السابقة، و هذا ما عكسه مستوى العروض 16 المقدمة و التي لا يمكننا أن ننفي أنها كانت متفاوتة في ما بينها، حيث كان هناك الجيد، المتوسط، و أعمال لمسنا فيها نوعا من الإبداع و التميز.
ـ أنا عضوة في اللجنة للمرة الأولى، غير أن العمل فيها سرني كثيرا ، خاصة و نحن نشاهد هذا الكم و النوع من الأعمال الجزائرية في مجال الفن الرابع ، و في نشاطنا كلجنة، كنا مطالبين بتغطية كافة الجوانب، لذلك حاولنا التدقيق في طريقة الانتقاء لتوزيع 12 جائزة على 16 عرضا، كما تشاركنا في اصدار توصيات المهرجان التي كانت أفكارا متقاربة بين جميع أعضاء اللجنة التي عملت بروح الفريق بكل نزاهة، لإعطاء كل ذي حق حقه.
ـ “درب التبانة” كانت مفاجأة المهرجان، و منحها الجائزة الكبرى لم يأت هكذا، و إنما جاء بناء على نوعية عمل جيد قدمته للجمهور العريض، و على الرغم من أنها تعاونية فقط، و ليست مسرحا، إلا أنها قدمت عرضا متكاملا من كافة الجوانب، و يمكنني أن أسر إليكم أنها كانت مرشحة لحصد معظم جوائز المهرجان، لذلك فكرنا في منحها الجائزة الكبرى لتوزيع باقي الجوائز على العروض الأخرى، وهذا قرار اعتبره صائبا أكثر.
ـ تموقعنا كلجنة، مكننا من تشريح واقع المسرح الجزائري، فالنظر من هذه الزاوية، كشفت عن تطور كبير في مستوى بعض التعاونيات التي تبرز أعمالها، إنها تبذل جهدا للتحسين و تطوير العمل المسرحي، غير أن الفاجعة كانت في بعض المسارح الكبرى التي أظهرت أعمالها، إنها لا تزال تعمل بالنمط القديم و لم تبذل جهدا في تطوير عملها، ما سمح ببروز التعاونيات و الفرق الصغيرة على حساب المسارح الكبرى.
ـ النصوص شكلت خيبة الأمل بالنسبة للجنة التحكيم حقا، فمعظمها كانت مقتبسة من أعمال عالمية كبيرة ، ما عدا نصين أو ثلاثة يمكننا القول أنها لم تكن في المستوى. لذلك وجدنا إشكالا في انتقاء أحسن نص مسرحي، فحاولنا انتقاء أحسن نص مقتبس و مترجم و منح في النهاية لـمحمد شرشال عن عرض “الهايشة” للمسرح الوطني الجزائري.
ـ ركزنا على جانب مهم للغاية برز بشكل ملفت في التظاهرة، فقد تبين أن هاجس الجميع لم يكن التركيز على الفن ،بقدر ما كان منصبا على حصد الجوائز، لذلك طالبنا بإلغاء جوائز المهرجان من الأساس، و قدمنا مقترحا بتخصيص سهرة نهاية كل سنة، لتتويج الفرق عن أفضل الأعمال ، في محاولة لكسر المادية التي سيطرت على المهرجان، إلى درجة أن البعض حاول استغلال الجمهور للتأثير على القرارات من خلال التصفيق الكبير على عروض بعينها أو شخصيات بعينها.
كما شددنا على ضرورة التكوين، فقد لاحظنا محدودية المستوى بالنسبة للكثيرين، فقد استعانت فرق بهواة، فلا يمكننا أن نأخذ أي شخص من الشارع لنضعه يمثل فوق خشبة المسرح، و طالبنا أيضا بوضع كافة أعضاء الفرق المشاركة في إقامة جماعية ،قصد تحقيق مبتغى تبادل الخبرات ،و كذا لتمكينهم من حضور مختلف الفعاليات المرافقة للمهرجان و التي اضطر الكثيرون للتغيب عنها بسبب تبعثرهم و بعد مقرات إقامتهم.
ـ في النهاية أتمنى أن نكون قد أنصفنا في تحكيمنا العروض المقدمة، و أتمنى أن تلقى مطالبنا و توصياتنا صدى لنتمكن من النهوض بالمسرح الجزائري و الرقي به إلى مستوى أفضل، خاصة و أن التعاونيات و الفرق الصغيرة بدأت تساهم في هذا بشكل جيد.