قال رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة ، «إن من يريد عرقلة الانتخابات الرئاسية فهو يعتدي على حرياتنا ويقف ضد خيار الشعب الجزائري المطالب باسترجاع سيادته على قراره» ، وأضاف في السياق ذاته « سنعمل على إنجاح الانتخابات بقدر ما نستطيع» ، مثمنا «موقف الجيش الوطني الشعبي الذي يحمي خيار الشعب ويرافقه في هذا التغيير الصعب بسبب ألغام العصابة» ، وأوضح أن قرار حركة البناء الوطني بدخول الانتخابات جزءا من الوفاء للشهداء فلا يكفي إسقاط العصابة ولكن لا بد من البديل الصالح عنها،
أجرى الحوار : مراد حمو
و أضاف أن عهد صناعة الرؤساء أصبح من الذكريات السيئة لكل الجزائريين الأحرار والديمقراطيين الصادقين وقال « إن العائلات السياسية اليوم لا تحتاج الاصطفاف الأيديولوجي ولكن الاصطفاف وراء النزاهة والكفاءة والصدق والمشاركة وعدم الاقصاء والتفرد» ، معتبرا أن العدالة أمامها مشوار طويل في القضاء على مظاهر الفساد ثم في اقتلاع جذوره.
عهد صناعة الرؤساء أصبح من الذكريات السيئة لكل الجزائريين الأحرار
أعلنتم ترشحكم رسميا للانتخابات ما هي الخطوط العريضة لبرنامجكم وما هي أولويات الرئيس المنتخب ؟
نحن حركة سياسية تمتد وسط شعبها وتتحسس همومه وآلامه واحتياجاته وتطلعاته ولا تربطنا به المواسم الانتخابية فقط، لذلك كان حضورنا في الحراك عبر كل ولايات الوطن تحت العلم الوطني وبراية الجزائر التي استمدت قدسيتها من دماء الشهداء رحمهم الله ولذلك كان قرار حركة البناء الوطني بدخول الانتخابات جزءا من الوفاء للشهداء فلا يكفي إسقاط العصابة ولكن لا بد من البديل الصالح عنها وهو البديل المرتبط بالشعب والحامل لروح التجديد في ظل الوفاء والتغيير في ظل الثقة المتبادلة بينه وبين المواطنين .
ولذلك ستكون الخطوط العريضة لبرنامجنا الانتخابي ومشروعنا التغييري هي تطلعات الحراك المتمثلة في ضرورة العودة إلى الشعب واحترام سيادته ، وإنهاء التبعية للقوى الاستعمارية وتحرير الاقتصاد الوطني من طاعون الفساد والسطو والاحتكار، وإنهاء حالة الاختلال الجهوي والفئوي ، وحماية الطبقة الفقيرة التي زادت إضعافا خلال السنوات الأخيرة بسبب قضاء العصابة على الطبقة المتوسطة ، وتمكين الشباب من المسؤولية السياسية المباشرة في كل مؤسسات الدولة وتحريك حملات جلب الاستثمار وإزالة العوائق القانونية في وجه المستثمرين، وأما أولوياتنا الملحة فهي:
- فتح حوار حقيقي جاد ومسؤول يهدف إلى إصلاح جماعي ينتج برنامج تشاركي حقيقي يؤسس للجزائر الجديدة
نثمن موقف الجيش الوطني الشعبي الذي يحمي خيار الشعب
- إعادة المنظومة الدستورية للبلاد إلى ما يتناسب مع نظام ديمقراطي حقيقي ودولة محورية لا يتلاعب الرؤساء بدستورها كل على مزاجه .
- إعادة المؤسسات السياسية إلى الشرعية الحقيقية من خلال الشروع في انتخابات نظيفة لكل المؤسسات المنتخبة في البلاد على قواعد الدستور الجديد والقوانين الجديدة .
- تحرير المؤسسات المنتخبة من الفساد لتحقيق حماية واقعية للمجالس الشعبية من سطوة الإدارة وهيمنتها بسبب التعسف.
- الإسعاف العاجل للمرأة الجزائرية مما يقع عليها من التهميش والتقصير في حقها الاجتماعي وخاصة الأرملة والأم والمربية فالمرأة الجزائرية المكافحة تحتاج إلى سند رسمي حقيقي.
بعض الأطراف في الساحة لا تزال ترفض الذهاب إلى الرئاسيات في ظل الظروف الحالية ما رأيكم؟
الجزائر تسع الجميع ونحن نقبل كل الرؤى والآراء ولكن من لا يريد الذهاب إلى الرئاسيات فهو حر وأما من يريد عرقلة الانتخابات فهو يعتدي على حرياتنا ويقف ضد خيار الشعب الجزائري المطالب باسترجاع سيادته على قراره، وسنعمل على إنجاح الانتخابات بقدر ما نستطيع ونثمن ونشكر القوى المنحازة إلى الشعب كما نثمن موقف الجيش الوطني الشعبي الذي يحمي خيار الشعب ويرافقه في هذا التغيير الصعب بسبب ألغام العصابة
المؤسسة العسكرية تعرضت لمؤامرة كبيرة
هل ترون أن ظروف تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة أصبحت متوفرة؟
يجب أن نصنع ظروف النجاح ونوفر مع بعضنا شروط النزاهة، فالناجح يغير الظروف والفاشل والانتهازي ينتظر الآخر ليغير له الظروف وعهد صناعة الرؤساء أصبح من الذكريات السيئة لكل الجزائريين الأحرار والديمقراطيين الصادقين .
–كيف تنظرون إلى الدور الذي قامت به المؤسسة العسكرية منذ انطلاق الحراك الشعبي؟
المؤسسة العسكرية تعرضت لمؤامرة كبيرة كانت تهدف لضرب الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير وتحويل عقيدته عن اتجاهها الوطني، لكن بحمد الله كانت النخبة القيادية في المؤسسة العسكرية في مستوى التحدي واستطاعت فهم المؤامرة والتعامل الإيجابي معها من خلال الانحياز إلى الشعب الجزائري الذي احتضن جيشه بشعار خاوة خاوة، ومن هنا كان على الجيش أن يترجم هذه الأخوة بالمرافقة الإيجابية للحراك ثم بالدعم الكبير للعدالة وتحريرها من الضغوطات ثم بمرافقة الحوار الوطني ثم بتعهده بتأمين الانتخابات إلى غاية انتخاب الشعب لرئيسه. وطبعا كل هذا حدث في ظل تحديات إقليمية هددت الجزائر وأمنها القومي ولولا حفظ الله وإصرار شباب الجزائر من الجنود الذين استطاعوا تأمين الحدود واستمرار التصدي للتهديدات الإرهابية لولا ذلك لما استطاع الحراك أن يحمي سلميته العظيمة المميزة بالقوة الهادئة التي تحتاجها البلاد اليوم وغدا .
العائلات السياسية اليوم لا تحتاج الاصطفاف الأيديولوجي
- تواصل العدالة فتح ملفات الفساد التي تورّط فيها كبار المسؤولين السابقين ماذا تقولون في هذا الاطار؟
الفساد كان أكثر مما نتصور جميعا ، والعدالة أمامها مشوار طويل في القضاء على مظاهر الفساد ثم في اقتلاع جذوره لكي لا ينبت الأعشاب الضارة للجزائر مرة أخرى ، وبرنامجي المستقبلي يقوم على تثبيت العدالة فوق الجميع لأن العدل أساس الملك ولا بد لكل الجزائريين أن يتعاونوا لحماية الوطن ومؤسساته وثرواته من الفساد القديم والمتوقع فقد قال الله تعالى « ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض « والتدافع هو استراتيجية المقاومة السياسية للفساد .
سنعمل على إنجاح الانتخابات بقدر ما نستطيع
- الأزمة السياسية الراهنة انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي في البلد، ما هي الحلول التي ستلجأون إليها في حال انتخابكم للخروج من الأزمة الاقتصادية؟
أولا نحن لسنا في أزمة بل أن الشعب حرر الجزائر من الأزمة التي فرضتها علينا العصابة، وأما التحديات الاقتصادية فسنجابهها بإعادة رسم الثقة بين النخب العلمية ورجال الأعمال والمال ومع المواطن في إطار إصلاح حقيقي للمنظومة المالية في البلاد، لأن الثقة والأمن المالي سيجعل المواطن يساهم بالمخزون المالي الشعبي في إنعاش حقيقي للاقتصاد وسيكون شريكا في الريع الوطني ، كما أن الجزائر ستتحول إن شاء الله إلى قبلة المستثمرين العالميين ورجال المال والأعمال في ظل إصلاحات قانونية سأقوم بها إن شاء الله لحماية اقتصادنا من النهب وحماية المستثمر العالمي من ابتزاز المتسلطين على الحكم والإدارة.
أمام العدالة مشوار طويل للقضاء على مظاهر الفساد
ما هي القاعدة التي تراهنون عليها في الاستحقاق الانتخابي المقبل وهل تعوّلون على دعم التيار الاسلامي؟
نحن نراهن على كل محبي الخير للشعب الجزائري والدولة الجزائرية والشعب الجزائري فيه الخير والوعي والرجلة والتمييز بين السيئ والحسن ، والتيار الإسلامي جزء من مكونات الساحة الوطنية مثله مثل المكون الوطني الآخر والعائلات السياسية اليوم لا تحتاج الاصطفاف الأيديولوجي ولكن الاصطفاف وراء النزاهة والكفاءة والصدق والمشاركة وعدم الاقصاء والتفرد، وهذه القيم ستكون موزعة بين أبناء وطني الذين أناديهم بشعار معا نبني جزائرنا الجديدة بعيدا عن الأحقاد والحسابات الضيقة وأعاهدهم أن الجميع سيجد مكانته وسيؤدي دوره بكل طمأنينة إن شاء الله. ومن هنا نحن نراهن على حرائر الجزائر وعلى شبابها الواثق الطموح وعلى فلاحيها المكافحين في الأرياف وعلى نخبها العلمية في المعاهد والجامعات وعلى المظلومين كل هذه السنوات وعلى المهمشين بسبب تصفية الحسابات وعلى العمال الذين حرمتهم السلطة السابقة من حقوقهم العمالية التي نالها كل عمال العالم. نحن نعول على الله أن يكتب لنا القبول في قلوب شعبنا ويوفقنا لخدمته وثقته ومن يتوكل على الله لا يخيب.
م-ح