حظ الفنان الجزائري في العالمية ضئيل
اعتبر المطرب العاصمي سمير تومي أن حظ الفنان الجزائري في العالمية ضئيل لانعدام الإمكانيات الإعلامية و الشركات المتخصصة في ذلك، مؤكدا بأن الفرق بين فنان و آخر هو نسبة الشعبية التي قد يتمتع بها في المنطقة التي ينشط بها، و أضاف بأن الشاب خالد و مامي و فلة لم يكونوا ليحصلوا على تلك الشهرة لو لم يجربوا حظهم خارج حدود الوطن. و اعترف في ذات السياق بأنه خاض تجربة مع كل من الفنانة أسماء لمنور و لطيفة رأفت لكن الحظ لم يحالفه.
- سمير تومي :رمضان يعتمد على التراث و الجمهور يحبذ ذلك، لذا أفضل تلبية مختلف الأذواق و سهرات الشهر الكريم عادة يغلب عليها المديح و طبعا لا أرغب في الشذوذ عن القاعدة، كما أن ألحاني فهي تتطلب وقتا أطول في الأداء لذا أفضل انتقاء طقطوقات من مختلف الطبوع الجديد.
- من واجبنا كجيل جديد الاحتفاء بمن سبقونا و تخليد أعمالهم الجميلة التي تدخل ضمن التراث الثري أذكر منهم على سبيل المثال رابح درياسة، الهاشمي قروابي و سامي الجزائري و أحمد وهبي و بلاوي الهواري و خليفي أحمد و غيرهم كثيرين ممن تركوا بصمة في الأغنية و الموسيقى الجزائرية و أنا اعتبر من سبقوني عبرة وقدوة لي لأنني أؤمن بأن من يتمسك بالتقاليد يكسب حب و احترام الجمهور و لا يختفي اسمه لأن التقاليد لا تموت ..هذا لا يعني أنني لا أسعى لتسجيل الحان خاصة بي فأنا لدي العديد من الأغاني التي لحنها لي عبد الرحمان جودي، و نور الدين بن غالي و سلمى عنقر و كمال حمادي.
- نعم، أنا بصدد التحضير لألبوم جديد سيصدر مباشرة بعد عيد الفطر و سيكون طبقا متنوعا كالعادة.
- مثلما يقال «الغرور مقبرة العظماء»، و التواضع و الصرامة و الجدية سر النجاح، لذا أتساءل لماذا قد يغتر فنان في بداية مشواره و هو متيقن مثلي بأنه لا وجود للنجومية في الجزائر، لأننا ببساطة ليست لدينا مقاييس و إمكانيات صناعة النجوم سواء على مستوى الصحافة المكتوبة أو السمعي البصري، بالإضافة إلى انعدام بلدنا لشركات كبيرة متخصصة في هذا المجال..نحن لا زلنا بعيدين جدا عن ذلك، و عليه فإن أكبر حظ قد يفوز به الفنان ببلادنا الرضا بكونه معروف أكثر من غيره أو تكون له شعبية أكبر من غيره، و الإنسان لن يدوم بفنه و إنما بأخلاقه.
- لا أظن فأنا كغيري من الفنانين نعتمد كثيرا على الأفراح العائلية و نحيي الأعراس التي تفرض كل المنوعات الجزائرية دون استثناء، فنحن نمر من الشرق إلى الغرب بما فيها الأغنية القبائلية، و كوني أعيش بالعاصمة التي تأوي مواطنين من كل مناطق الوطن و يحتم علّي المحاولة قدر الإمكان لإرضاء الأذواق، حسب الأسر و الحضور، و تجدنا نميل إلى التنويع مع العائلات العاصمية و القسنطيني و الشاوي مع العائلات التي تنحدر من شرق البلاد و هكذا.
- رغم أنني متخرّج من المدرسة الأندلسية التي تعلمت منها كثيرا غير أن لأجواء الأعراس نكهة أخرى فهي مدرسة ثانية يتعلّم منها الفنان كثيرا و بشكل خاص علاقته بالآخر و تواصله مع الناس. كما الأعراس بمثابة تأشيرة تمنحها العائلة لفنان تثق فيه، و علينا احترام و حسن استغلال ذلك. و لابد من تشريف هؤلاء و ذلك من خلال السمعة الطّيّبة و الأخلاق الحميدة.
- من لا يحلم بالشهرة و قد كانت لي تجربة مع فنانتين مغربيتين هما لطيفة رأفت و أسماء لمنور، لكن الشهرة تحتاج للحظ و المساعدة لأن اليد وحدة لا تصفق، فلا الشاب خالد و لا مامي لحقوا للعالمية من دون دعم أشخاص بفرنسا و شهرتهم لم تنطلق من الجزائر، و نفس الشيء بالنسبة لفلة التي صنعت لها اسما من المشرق.
- لا يمكن التخلي عن تراثنا لكن سأحظى بمكسب إضافي، فالفن لا يعترف بالحدود، فالشاب خالد مثلا لم يعد يغني أغنية الراي التي عرفه الجمهور بها و إنما انتقل للموسيقى العالمية، غير أننا نلاحظ تشبثه بأصوله فهو يعود للأصالة في بعض اللمات الفنية الخاصة، على الفنان أن يكون ذكيا و مهما حقق من شهرة و جرّب نوع آخر، عليه أن يحافظ على أصالته و أصالتنا ليست فقط في الغناء و إنما في الاخلاق و الشخصية و التعامل.
- ليست المرة الأولى التي أحيي فيها حفلات بقسنطينة و قد سبق لي إحياء أعراس عائلية و كانت لي مشاركة في حفل نظم بالمسرح الجهوي، و يعجبني كثيرا الجمهور القسنطيني الذي أجده محافظا و ذواقا.
م/ب