اقترحــت إدراج فنانين جــزائريين في أعمال أخــرى بعد نجــاح نسيبتي العزيــزة
أكد الممثل الكوميدي التونسي خالد بوزيد، المشهور باسم الفاهم، في سلسلة “نسيبتي العزيزة”، في حوار مع “النصر”، حبه للجزائر وشعبها، وقال بأن تضامن الشعب الجزائري مع شقيقه التونسي فيما أصابه مؤخرا بسوسة، أثلج صدور التونسيين، وكشف الفاهم في هذا الحوار على هامش استعراض قدمه للأطفال بباتنة، عن نجاح التجربة المشتركة بين الممثلين التونسيين والجزائريين، في سلسلة “نسيبتي العزيزة”، وعن تجربته المهنية والأكاديمية في المسرح حيث يحضر للدكتوراه بفنلندا.
شكرا لك، صحيح واقعة الاعتداء كانت مؤلمة، لكن لا أخفيك أن الهبة التضامنية للشعب الجزائري أثلجت صدور التوانسة، وهو ليس بالشيء الجديد على الجزائريين فتونس والجزائر بلد واحد وأنا أحيي الشعب الجزائري لتضامنه مع شقيقه التونسي في محنه، والأكيد أن العلاقة بين الشعبين لا تربطنا نحن أبناء اليوم فقط، وإنما هي علاقة لها جذور دموية في مكافحة الاستعمار بالأمس، وهي علاقة مصاهرة بين الشعبين وأنا أحب الجزائر ولي علاقات كثيرة مع الجزائريين في تونس والخارج.
صحيح أنني أزور ولاية باتنة لأول مرة، وبالمناسبة أشكر من وجهوا لي الدعوة والقائمين على الشأن الثقافي بهذه الولاية، لكن سبق لي وأن التقيت مع فرق باتنة للمسرح الجامعي بتونس التي دأبت على المشاركة في المهرجان العالمي للمسرح الجامعي الذي يقام بالمنستير، وسبق وأن قادتني جولات لولايات تبسة، سوق أهراس، سطيف والقالة بولاية الطارف، ولقد وجدت أجواء رائعة أبهرتني وجمهورا يستمتع بالمسرح.
أجيبك بكل بساطة، أن السر هو حبي للجزائر ولشعبها، وهذا دون مجاملة، وإذا لاحظت من خلال حلقات سلسلة “نسيبتي العزيزة”، فأنا شديد الحرص على ذكر ولاية من ولايات الجزائر وأرتجل في ذلك، كما يمكنك أن تلاحظ صورة المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم من خلال الديكور، وفي حقيقة الأمر فإن سلسلة “نسيبتي لعزيزة” هي عمل تونسي جزائري لمشاركة فنانين من البلدين في هذا العمل.
الفاهم هو شخصية مركبة تتراوح بين الطفل الصغير والشخص الكبير، ولأبسط لك، فإن شخصية الفاهم هو ذاك الأبله الذي ينطق حكمة والذي نجده في كل حي وتجده معروفا في الوسط الشعبي، وصحيح أن الفاهم يحاول أن يوصل رسالة من خلال التطرق لواقع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على غرار أحداث باردو بتونس وشارلي إيبدو بفرنسا، إلا أن الهدف من ذلك يبقى هو انتزاع الابتسامة من المواطن التونسي والجزائري ورسمها على وجهه خلال شهر رمضان.
الاشتغال على نسيبتي العزيزة يمضي عليه من الزمن 06 سنوات، وأظن أن طول المدة نجم عنه تناسق في العمل، ففي حقيقة الأمر من الصعب أن تجد ممثلين وفضاء جديد ومخرج وسيناريو لتجمع كل هذه العناصر في تناسق، وهذا عبر كافة بلدان العالم، لذا فأنا أرى بأنه لما ينجح عمل ما، يجب أن يتواصل ويصبح الجديد هو كيفية خلق الوضعيات وكيفية طرح القضية، وهذا هو السيت كوم أي طرح قضايا وضعيات كوميك. وأضيف في نفس السياق، بأن الممثل إذا امتلك الشخصية أصبح حرا في الأداء والإبداع، وهو ما ذهب إليه دوستن هوفمان بقوله” إذا أمسك الممثل بالوتيرة الخاصة بالشخصية أصبح حرا”.
كما سبق وأن قلت لك، فإن “نسيبتي العزيزة” هو عمل تونسي جزائري ناجح، وبمرور السنوات أصبحت بيننا نحن الفنانين التونسيين والجزائريين عشرة ولا يمكن لك أن تتصور مقدار المحبة والتناسق بيننا، فلا يوجد فرق بيننا نحن التونسيين والفنانين الجزائريين، رزيقة فرحان (حجلة)، وبيونة، وسيد أحمد أقومي، وكمال بوعكاز، فهم أهل الدار نعيش تماما كما في تصوير العمل، تجمعنا لحمة واحدة، ولا يمكن لك أيضا أن تتصور اللحظات المرحة بين بيونة والمرحوم سفيان الشعري (حسونة)، ونجاح تجربة العمل المشترك بيننا دفعتني لأقترح على منتجين في أعمال أخرى في تونس لإضافة عناصر جزائرية.
فعلا أتمنى أن يتواصل الفعل الثقافي والإعلامي المشترك بين تونس والجزائر خاصة وأن الدراما أصبحت مجال حقل اقتصادي تدر عملة بعد تصدير الأعمال الدرامية، ولتونس والجزائر كفاءات بالإمكان إنتاج أعمال مشتركة من أجل شد المشاهد العربي بدل استيراد الدراما، وأؤكد على إمكانياتنا المشتركة في التمثيل والإخراج وما على الفنانين أو الإعلاميين إلا المبادرة للعمل وتشجيع المبادرة.
أنا إنسان محب للحيوانات ولا أتحمل إيذاءها ومازلت أتذكر مرة أنني شاهدت مركبة تدهس قطا في مشهد جعلني أمرض لمدة طويلة، وبطبعي لا أحب العنف، أما عن توظيف عنصر الحيوان في الكوميديا بعد الاستعانة بالحمار والفأر في سلسلة “نسيبتي العزيزة”، فأظن أن ذلك يحبه الأطفال بالدرجة الأولى، ضف إلى ذلك أن إدخال الحيوان في الكوميديا يعد بمثابة الشيء الدخيل على الفضاء وبالشيء المميز كمشاهدة الحمار وهو يدخل غرفة النوم.
كل ما في الأمر أن سماح القصراوي التي أدت دور شقيقتي خميسة وزوجة ببوشة في نسيبتي العزيزة، غابت عن الجزء السابق، لتعاقدها مع قناة أخرى وكان العقد الداخلي لايسمح لها بمواصلة العمل في نسيبتي العزيزة.
أنا أحضر حاليا للدكتوراه حول الكوميديا الصامتة بين شارلي شابلان وميستر بين، بعد أن كنت أنهيت الماجيستر الذي اشتغلت فيه على المسرح الإيمائي وفلسفة الحركة، وأحضر للدكتوراه متنقلا بين تونس وفنلندا، وفي الوقت نفسه أقوم بجولات في أوروبا لتقديم دروس تكوينية في المسرح.
من خلال منبركم الإعلامي أعبر مجددا عن حبي للجزائر التي أخجل عندما أزورها لا لشيء إلا لكرم شعبها وشهامته ولتاريخها الحافل بالبطولات وأحيي مرة أخرى مواقف الجزائريين وتضامنهم مع الشعب التونسي فيما يصيبه من محن.
حاوره: يـاسين عبوبو