* الأعراض تحولت إلى فقدان الشهية وعدم القدرة على الحركة
قال المختص في البيولوجيا الطبية، الدكتور محرزي بدر الزمان، أن تغيرات حدثت في جينات فيروس كورونا، ما انعكس على بعض الأعراض الأكثر شيوعا، حيث بات المصاب يصاب بإرهاق وإعياء كبيرين يصعب عليه معهما حتى الوقوف على قدميه، مؤكدا في حوار للنصر أن المخبر الخاص الذي يشرف على تأطيره بقسنطينة سجل حالات لمصابين أكدت التحاليل إصابتهم بالفيروس وتماثلهم للشفاء دون أن يعلموا بأن ما عانوا منه يتعلق بفيروس كوفيد 19.
حاوره : حاتم بن كحول
* باشرتم الكشف عن كوفيد 19 بالمخبر الخاص الذي تشرف عليه منذ أكثـر من 15 يوما، كيف تتعاملون مع المشتبه في إصابتهم من أجل تفادي انتقال العدوى إلى آخرين؟
أولا وجب التأكيد، أن الحالات التي تقصد مخبرنا تبقى كلها مشتبه في إصابتها ولا يمكن الجزم إن كانت مصابة أو لا، يقصدنا مرضى غير قادرين تماما على السير وهم الفئة التي نتأكد فيما بعد أن نسبة إصابتهم بالفيروس كبيرة، رغم أن الجزم يبقى رهينة صدور نتائج التحاليل.
* من خلال العينات التي تم فحصها ودراسة نتائجها ، كيف ترى الوضع؟
من خلال النتائج التي نتحصل عليها، وقفنا على حقيقة أن جل الحالات سبق وأن أصيبت بالوباء، وشفيت دون أن يتفطن المرضى.
الفئة السنية ما بين 35 إلى 50 أكثر عرضة للإصابة
* ولكن كيف يمكنكم التأكد من أنها أصيبت ثم شفيت؟
نتيقن من ذلك بعد التحاليل، حيث نجد أن تركيز نوعين من الأجسام المضادة أو الغولبينات المناعية (IGG و IGM) مرتفع، لأنه عندما يدخل «ميكروب» للجسم فإن العضوية تفرز سريعا المضادات الحيوية، ويظهر النوع الأول ونقصد به IGG عندما يكون الشخص لا يزال مصابا بالفيروس، فيما يكشف النوع الثاني IGM مدة الإصابة أي منذ أسبوع أو 10 أيام، ولكن حاليا تظهر التحاليل أن الأشخاص أصيبوا من قبل بالفيروس وشفيوا منه لأن المضاد IGG لا يظهر، في حين أن تركيز IGM يثبت أنهم أصيبوا من قبل.
mإذن توجد حالات قد توحي بأن المصاب في صحة جيدة، ما هو التفسير العلمي لذلك؟
وجب الإشارة إلى أن الفيروس تحول جينيا وهو مختلف عن ذلك الذي انتقل عند بداية الجائحة، كما أكد أطباء بمعهد باستور قبل يومين بأن الفيروس غير مخزونه الوراثي، كما أحيطكم علما أن 8 من أصل 10 عاملين في الطاقم الطبي بمخبري، أصيبوا بالفيروس و شفيوا منه دون علمهم.
* ماذا تقصد بتحوّل جينيا؟، هل نعيش اليوم فيروسا من نوع آخر؟
لا هو نفس الفيروس ولكن بأعراض وتأثيرات مغايرة، حيث أن الأعراض تغيرت حسب الحالات التي أشرفت عليها، ف «النسخة القديمة» من الفيروس السابق، أعراضه كانت في ارتفاع درجة الحرارة والسعال الجاف وآلام بكامل الجسم ووخز في الحنجرة مع فقدان حاستي الشم و الذوق، ولكن الأعراض حاليا تتمثل في عدم القدرة على السير والوقوف وكذا فقدان الشهية تماما، حيث تحدثنا مع مصابين وأوضحوا لنا أنهم لا يرغبون في تناول أي غذاء ولا يشعرون بالجوع تماما، كما تعاملنا مع حالات مصابة لم تتمكن حتى من السير لبضعة أمتار وحتى من المركبة إلى المخبر.
* هل يعني هذا أن الخطر أصبح أكبر وهل توجد أسباب لهذا التحول؟
لا أملك معلومات كثيرة عن الفيروس قبل تغير جيناته، لأننا لم نشرع في تلك الفترة في إجراء التحاليل، ولكن أظن أن الفيروس أصبح أقل خطورة بعد تغير طرأ على جيناته، حيث أن نسبة الشفاء تكون كبيرة، فيما انخفضت نسبة الوفيات حسب الإحصائيات المقدمة، كما أن 70 بالمئة ممن أصيبوا به شفوا ، دون أن يتفطنوا وهو ما يعتبر أمرا إيجابيا، ولكن وجب الإشارة إلى أمر مهم.
* تفضل ...
الأرقام المعالجة أثبتت أن نسب الشفاء زادت وعدد الوفيات قل
حسب آخر البحوث و النشريات المتعلقة بكوفيد 19، فإن عملية انتقال الفيروس والعدوى أصبحت سريعة، ويوجد حتى من يجزم بأنه ينتقل عبر الهواء، أما عن تاريخ تحوّل الفيروس فلا يمكن تحديده، خاصة وأن الكثير من الأشخاص تعرضوا للمرض ثم شفوا منه دون علمهم، ويكفي فقط أن يتناول الشخص بعض الأدوية والفيتامينات من أجل تقوية المناعة، على غرار المضاد الحيوي «زيتروماكس» ومكمل غذائي أساسه فيتامين سي والزنك.
* حسب كلامك، سهولة تنقل الفيروس من شخص إلى آخر، تسببت في ارتفاع عدد المصابين في الجزائر؟
لا.. لا يمكن الجزم بأنه يتنقل عبر الهواء، ويبقى مجرد تحليل أو شك، كما لا يجب إغفال أنه تم رفع الحجر قبل أيام، وبالتالي قد ترتفع الحالات المصابة آليا، ووجب الحديث عن أن عدم وعي بعض المواطنين ما ساهم في انتشار العدوى أكثر.
* لاحظنا في الآونة الأخيرة انتقال الوباء بين أفراد العائلة الواحدة أو بين أشخاص من العاملين في نفس المكان، ما رأيك ؟
حسب وجهة نظري، أظن أنه وجب إخضاع كل العاملين في المؤسسات والشركات للكشف عن كوفيد 19، ووجب عزل المصابين وحماية غير المصابين، خاصة وأن الأعراض أصبحت لا تظهر على البعض، وبالتالي إمكانية نقل العدوى من شخص إلى لآخر، وهو ما جعلني أصر على ضرورة إخضاع كل العمال بين الحين والآخر للكشف.
* بما أن جينات الفيروس تغيرت، فمن البديهي أن يتغير نوع الدواء الذي يستعمل في الكشف عن الحالات، هل وجدتم صعوبة في تحديدها ؟
منذ 3 أو 4 أيام، مرت علينا حالات بالمخبر ظهرت عليها أعراض الوباء، وكنت متأكدا من إصابتها ولكن عند خضوعها للتحاليل جاءت النتائج سلبية، وأعد المعنيون التحاليل عبر جهاز السكانير وكانت النتائج إيجابية، أظن أننا بحاجة إلى تدارس علاج يتوافق مع الجينات المتحولة للفيروس .
* من هي الفئات السنية الأكثـر عرضة للفيروس؟، خاصة وأن ضحاياه قبل تغير جيناته كانوا من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة؟
حسب الحالات التي أشرفنا على الكشف عنها، أظن أن الفيروس يصيب أكثر الشباب و الكهول، وخاصة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 إلى 50 سنة، وهي النتائج التي وقفت عليها خلال تجربة مع إجراء الكشوفات دامت لحوالي 15 يوما.
* هل يمكن لشخص أن يصاب بالفيروس مرة ثانية بعد شفائه من الأولى؟
لا أعلم تحديدا، لأن الأطباء والعلماء الذين يتابعون تفاصيل كوفيد 19، لم يحددوا إن كانت المناعة بعد الشفاء دائمة أو مؤقتة أو منعدمة تماما، ولكن حسب ما يتم تداوله فإنه نادرا ما يصاب الشخص بالوباء مرتين.
* لنعد إلى عملك كطبيب يشرف على تحاليل كوفيد 19، هل تجدون صعوبات في التزود بالأدوية المستعملة في التحاليل؟
صراحة نعم وجدنا بعض الصعوبات مع الراغبين في الخضوع لتحاليل الكشف عن الفيروس، حيث كنا نستقبل حوالي 50 وحدة من قبل، وعند إخطار المواطنين يصبون جام غضبهم علينا، حيث لا تكفي لتلبية مطالب الجميع، ولكن مؤخرا تم تزويدنا بـ1000 وحدة دفعة واحدة.
* حدثت أخطاء مؤخرا بنتائج التحاليل التي تجرى على مستوى بعض المخابر، هل عانيتم من نفس الإشكال وما سبب ذلك؟.
حقيقة وجد بعض المشتبه في إصابتهم مشاكل جمة عند حصولهم على النتائج، حيث يتضح إصابة البعض بعد أن جاءت النتائج سلبية و العكس، وهذا راجع على حد علمي إلى استعمال الآلة الأوتوماتيكية التي أحيانا لا تمنح نتائج دقيقة، ولكننا على مستوى مخبرنا نعيد الكشف يدويا، وسبق وأن وجدنا اختلافا في النتائج عند استعمال الطريقتين.
مواطنون أصيبوا بالفيروس وشفوا دون علمهم
* ارتفع عدد الحالات المؤكدة، هل انعكس ذلك على الاقبال على مستوى مخبركم؟
نعم شهد الأسبوع الأخير، إقبالا كبيرا من مواطنين يشكون في إصابتهم بالفيروس، ولكن كما سبق وأن أكدت فإننا نقوم بإجراء 50 كشفا يوميا، نعمل بطريقة مختلفة على مستوى مخبرنا، حيث نقوم بتسجيل الراغبين، في إجراء الكشف في الصبيحة، ونمنحهم النتائج في أمسية نفس اليوم.
* هل تتوقعون تفش أكبر للفيروس خاصة مع المنحى التصاعدي المسجل منذ فترة؟
لا يمكن الجزم بارتفاع أو انخفاض عدد المصابين عن طريق الطب، ولكن حسب حالة اللامبالاة والتهاون في مجتمعنا، أظن أن الحالات ترتفع أكثر، حيث نلاحظ أن المواطنين لا يضعون الكمامات ولا يحترمون مسافة التباعد الإجتماعي، اتمنى أن يعي الجميع أنهم في مواجهة فيروس قاتل.
ح/ب