معيارا الجمال و الشهرة أفسدا عديد الأعمال
انتقدت الممثلة المسرحية و التلفزيونية الواعدة، ابنة مدينة بومرداس، يسرى دايخة، الاعتماد على معياري الجمال و الشهرة في السوشل ميديا لانتقاء نوع جديد من الممثلين، و هو ما أثر، كما قالت للنصر، على نوعية الأعمال التي تقدم عبر شاشات التلفزيون، فيما اعتبرت تجربتها في السلسلة الفكاهية «لاكازا ديال كمال» إضافة كبيرة لمسارها الفني، إذ مكنتها من التقرب من الكثير من الفنانين، و اكتساب خبرة مميزة، كما تحدثت في هذا الحوار عن بداياتها، و جديدها.
النصر: «لاكازا ديال كمال» آخر عمل قدمته في شهر رمضان، حدثينا قليلا عن مشاركتك فيه..
ـ يسرى دايخة: سلسلة «لاكازا ديال كمال» ليست تجربتي الأولى في التلفزيون، بل سبقتها تجارب أخرى مثل «ماشي ساهل»، «فينا و علينا» و «الميزان»، لكن هذا العمل أعتبره مميزا، لأنني تقمصت فيه شخصية مركبة، حيث أديت دور فتاة «مسترجلة»، عنيدة، و لصة، و هو دور جديد في التلفزيون، لكنه ليس جديدا بالنسبة إلي، فقد سبق و أن تقمصت أدوارا مماثلة في المسرح.
«مذكرة كلثوم» آخر أعمالي المسرحية
ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
ـ أكثر ما أسعدني في «لاكازا ديال كمال» ، هو عملي مع فريق مميز من الفنانين و التقنيين، فتعرفي عليهم و احتكاكي بهم جعلني أستفيد من تجاربهم ، فقد عملنا في أجواء عائلية لا يمكن تصورها، و هذا ما يساعد بنظري على نجاح أي عمل.
تحدثت عن المسرح، كيف هي علاقتك به؟
ـ بداياتي كانت في المسرح، منذ كنت طالبة جامعية، و حاولت التوفيق بين المجالين، فأتممت دراستي قبل التفرغ كليا للمسرح، ما أخر ظهوري قليلا في التلفزيون. عملت مع عدة جمعيات و تعاونيات مسرحية بولايتي بومرداس، حيث كنت أشارك في مسرحيتين في السنة ، و غادرت مؤخرا بومرداس و بدأت العمل مع جهات أخرى، حيث كانت لي تجارب عدة، مع مخرجين مثل ياسين زايدي و تونس آيت علي.
شاركت في آخر عمل مسرحي من إخراج تونس آيت علي و عنوانه «مذكرة كلثوم» حدثينا عن هذه التجربة..
ـ فعلا، «مذكرة كلثوم» هي آخر أعمالي، و هي مسرحية تروي قصة الممثلة الراحلة و عميدة المسرح الجزائري عائشة عجول، المعروفة باسم كلثوم.
تقمصت دور كلثوم، رغم أنني شعرت بالخوف في البداية من خوض هذه التجربة، بالنظر لحجم الشخصية التي ألقت على عاتقي مسؤولية كبيرة، أحسست بها عندما قرأت النص، لكن، الحمد لله، بالبحث و العمل و اتباع تعليمات المخرجة، تمكننا من تقديم مسرحية كان لها صدى كبيرا.
أنا فتاة مسترجلة و لصة في "لاكازا ديال كمال"
هذه المسرحية تعتبر آخر إنتاج للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، و انطلق عرضها مؤخرا، فلم يتسن للكثيرين مشاهدتها، هل تتحدث عن مسار كلثوم الفنانة و أعمالها أم مذكراتها؟
ـ لم نسلط الضوء كثيرا على أعمال و إنجازات الممثلة الشهيرة كلثوم، بل تحدثنا قليلا عنها، و ركزنا على معاناتها في أيامها الأخيرة، خاصة بعد إحالتها على التقاعد. أدعو الجمهور لمشاهدة المسرحية للاطلاع على التفاصيل.
أين تجدين نفسك أكثـر، في المسرح الذي شهد انطلاقتك الفنية أم التلفزيون؟
ـ أحبهما معا، سواء مثلت هنا أو هناك، فأنا أشتاق للآخر، و كل تجربة في المسرح تقدم لي إضافات تساعدني في التلفزيون و العكس صحيح.
أي الأدوار تحبين تقمصها؟
ـ أحب كثيرا تقديم أدوار جديدة، و أحب الشخصيات المركبة التي لا تشبهني، و ذلك من أجل بذل جهود أكثر و القيام بأبحاث، لأتعلم في كل مرة مما أقدمه.
ما رأيك في الأعمال التلفزيونية التي عرضت خلال شهر رمضان؟
ـ بكل صراحة لا يمكنني إعطاء رأيي، فقد كنت مشغولة بالتمثيل إلى آخر يوم في رمضان، و هذا ما حال دون متابعتي لأي عمل.
الكثير من الممثلين القدامى ينتقدون واقع الفن اليوم، ماذا يمكنك أن تقولي لنا بهذا الشأن، باعتبارك ممثلة من الجيل الجديد؟
ـ يحق للممثلين القدامى الانتقاد، فخبرتهم الكافية تسمح لهم بذلك، و أنا أتقبل الانتقاد البناء و آخذه بعين الاعتبار، و أحاول تصحيح أخطائي. و ينتقد هؤلاء الممثلون، من يعتبرونهم دخلاء على المهنة، كالمغنيين، أصحاب تيك توك، اليوتيوبرز، عارضي الأزياء و غيرهم، و يتحدثون عن هذه الفئة بشكل خاص. أما أنا فأنتمي إلى الجيل الجديد، لكنني تكونت في المسرح قبل ظهوري على التلفزيون، و علاقتي جيدة مع العديد من الأسماء الفنية المعروفة، كالفنانة فريدة كريم، آمال حيمر، إبراهيم رزوق، مراد خان، العمري كعوان، كمال بوعكاز و آخرين، أنا أيضا تعرضت للانتقاد، و صححت بعض أخطائي و عملت بنصائح أصحاب الخبرة في المجال.
التنازلات أنقصت قيمة الفنان
هل حقا أن الجمال أضحى معيارا مهما لانتقاء الممثلين في الجزائر؟
ـ للأسف الشديد نعم، أصبح انتقاء الممثلين يخضع للجمال و القوام، و كذا الشهرة في السوشل ميديا، و كمتفرجة أرى أحيانا أشخاصا لا علاقة لهم بالتمثيل و لا يمررون أية رسالة من خلال الأدوار التي يقدمونها، بل تفقد العمل قيمته.
أرى أن الجمال ليس معيارا لانتقاء الممثلين، فمعظم الممثلين الناجحين لم يتمتعوا بالجمال أو القوام اللافت، بل كانوا موهوبين و أذكياء.
سمعنا مؤخرا أن بعض الممثلين يعملون مجانا، هل هذا صحيح؟
ـ لم ألتق أشخاصا عملوا مجانا، لكن أسمع أحيانا من يقول إن فلانا مثل «باطل»، و هو ما يعني أنه عمل بأجر منخفض لا يوازي قيمته الفنية كممثل.
هل من أعمال جديدة يجري تحضيرها؟
ـ بإذن الله الجديد سيكون في العام المقبل، لكنه لم يحدد بعد، المهم بإذن الله سأكون حاضرة خلال الموسم المقبل.
إيمان زياري