السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الممثل عزيز بوكروني للنصر

تسليــط  الضــوء علـى الطابوهــات الاجتماعيـــة مطلــوب في الدرامـــا
أعرب الممثل المسرحي و التلفزيوني و السينمائي عزيز بوكروني عن رغبته في خوض تجربة الإخراج  المسرحي، لكن تجسيدها لا يزال مؤجلا، كما لم يستبعد العودة إلى الركح كممثل بعد سنوات من الغياب.
و عن السينما قال الفنان في حواره مع النصر، أن بعض الذهنيات المتحجرة وراء تغييب الكثير من الأعمال السينمائية الناجحة عن دور العرض، إلى جانب ضعف الجانب التسويقي  و قد حان الوقت لتجاوز هذه العقبة، مشيرا إلى  أن «هليوبوليس»  فتح شهية المخرجين و المنتجين للعودة إلى الفن السابع.
حاورته/ وهيبة عزيون
و عن الدراما التلفزيونية يرى أن هناك نقلة نوعية ملموسة ، خاصة في الجانب التقني، بفضل الانفتاح في هذا المجال، لكن هناك عمل كبير يجب القيام به لإعطائها دفعا قويا،  و تذليل الكثير من العقبات، في مقدمتها القوانين التعجيزية ، و اعتبر مسلسل «الخاوة «قد نجح في رسم معالم دراما حديثة، بينما يجب التوجه صوب بعض الطابوهات الاجتماعية و تسليط الضوء على فئات معينة، ما سيمنح قوة للأعمال المقدمة وهو ما حدث مع مسلسل  «أولاد الحلال».
/النصر: ماذا استخلص طاقم عمل «هليوبوليس» ، من جولته الفنية ؟
.عزيز بوكروني:  كانت جولة جد ناجحة ، و ستتواصل الأيام المقبلة بإذن الله . هناك تجاوب كبير  من طرف الجمهور الذي احتضن العمل بكل حب ، و في كل ولاية كانت قاعات السينما ممتلئة عن آخرها ، و  الهدف من الجولة كان  فتح نافذة  للجمهور لمشاهدة العمل و توضيح الكثير من التفاصيل المبهمة ، أو التي هي محل جدل ، و كفنانين شكلت الجولة حافزا لنا و منحتنا ثقة كبيرة ، و هذا سيشجع المخرجين و كذلك المنتجين  للعمل أكثر في مجال السينما ، التي تراجع نوعا ما مردودها ، إلى جانب التركيز على الجانب الدعائي و التسويقي. و استخلصنا أن الجمهور حقيقة متعطش للعودة إلى قاعات العرض.
لا أستبعد العودة إلى المسرح و الإخراج حلم مؤجل
/ هل  نجاح  أي عمل سينمائي يرتبط بالدعاية و التسويق له  داخل و خارج بلده الأم؟
/  أكيد ، حان الوقت لإعادة التفكير في طرق الترخيص لفتح وكالات إشهار  من مهامها التكفل بالشق التسويقي للإنتاج الجزائري، خاصة السينمائي ، و جدير أن تمنح لأشخاص من أهل الاختصاص .
 و أرى أن «هليوبوليس» قد أثار نقاطا حساسة، تتعلق بدعم و تسويق الأعمال السينمائية الجزائرية، سواء محليا و حتى في الخارج  ، و للأسف هناك جهات متخوفة من عودة السينما إلى الواجهة ، لذا يجب   محاربة هذه الذهنيات المتحجرة ، للأسف الكثير من الأعمال الناجحة  كانت ضحية هذه السياسات العرجاء،  أذكر على سبيل المثال «الوهراني»،  «العشيق»، «مسخرة «  و أعمال أخرى لم تنل حقها و حظها إلى غاية اليوم.
/ ألم تتخوف من تجسيد دور مقداد ، و حكم الجمهور على الشخصية  التي  تحاكي صورة الحركى و «القايد» خلال الثورة ، و علاقتهما الوطيدة بالمستعمر؟
/ في البداية ، أعتبر نفسي محظوظا بالظفر بهذا الدور ، بعد نجاحي في  الكاستينغ الذي شاركت فيه رفقة ثلاثة ممثلين آخرين .
لم أتخوف  مطلقا من الشخصية و طبيعتها أو ردة فعل الجمهور ، بقدر ما كنت خائفا من عدم الوصول إلى ذلك المستوى العالي في تقمص الدور ، لقد شدني السيناريو كثيرا و خاصة  شخصية مقداد ، و لأول مرة في مساري الفني أقرأ سيناريو دفعة واحدة ، دون توقف، إلى غاية النهاية ، و مقداد الذي كانت له علاقة جيدة مع الفرنسيين ، بحكم أنه ابن أحد «القياد» ، لم يكن يوما ضد فكرة اندلاع الثورة ، لكنه كان عقلانيا و رأى أن الوقت غير مناسب في أربعينات القرن الماضي، للبدء في أي  شكل  من أشكال الكفاح المباشر ضد العدو ، لأنه كان يرى أن  الشعب الجزائري غير جاهز ، وهو ما نصح به ابنه  محفوظ و رفاقه الذين انخرطوا في النضال السياسي آنذاك ، و دفعوا حياتهم مقابل ذلك مباشرة بعد أحداث 08 ماي 1945 ، بينما  مقداد الذي عاش حياته في بذخ و مستوى معيشي مرموق اختار في النهاية رفع السلاح و الوقوف ضد  المستعمر.
هناك جهات لا تخدمها عودة السينما الجزائرية إلى الواجهة
/ هل يفضل عزيز بوكروني تقمص الأدوار التي عادة ما تتقاطع مع شخصيته الحقيقية؟
/ لا ، أنا أفضل الشخصيات الجديدة و هو  الحال بالنسبة لشخصية  مقداد  في «هيليوبلوليس»  ،  أحب أن أكون ذلك الآخر الذي لا تربطني به  تفاصيل في الحقيقة ، لأعايش  بعض المواقف و ردات الفعل التي قد لا تحدث معي في الواقع  ، و الإحساس بما يعانيه الآخر  كالمعاق أو المجنون و غيرهما من الشخصيات .
/ ارتبط اسمك الفني بالشخصية الجادة و المرموقة ، و كذا القيادية ، هل يقلقك هذا التصنيف ؟
/ نعم ، للأسف هذا النوع من الأدوار يعرض علي باستمرار ، و هو ما يعاني منه الكثير من الممثلين  ، و هذا قد يكون سببا في عدم إبراز  الفنان لكل طاقاته التمثيلية .
أفضل أن أقدم أدوارا مغايرة و جديدة ، و لهذا أرفض بعض الأدوار التي أكرر فيها نفسي ، و تحديدا إذا كان مشكل السيناريو مطروحا مع عدم وجود حبكة قوية. أرفض الأدوار التي لا تضيف إلى مسيرتي المهنية شيئا.
/ ماهي الأعمال التلفزيونية التي شدت انتباهك في رمضان ، و ما رأيك في غزارة الإنتاج هذا العام؟
/ هذه الغزارة أمر إيجابي ، لكن  من المؤسف أن ينحصر في شهر رمضان فقط ، و أتمنى  كغيري من الفنانين، أن تكون هناك غزارة  طوال السنة،  لنعطي نوعا من التوازن الفني  ، و على العموم ما تم تقديمه في رمضان هو بين المقبول إلى دون المستوى.  .
/  ماهي النقائص التي يجب معالجتها في الأعمال الجزائرية ، و التي هي محل سخط الجمهور؟
/المشكل المطروح، حسب رأيي هو ضعف الحوار، و غياب التناسق في المشاهد و بين الممثلين، و عدم القدرة على الإقناع و شد الانتباه، و هي نقاط يجب التركيز عليها كثيرا، خاصة أننا أمام جمهور متطلب و واع  ، و الأهم علينا الاهتمام أكثر بكتابة السيناريوهات.
مسلسل   (الخاوة )  كان منعرجا نحو دراما جزائرية حديثة
/  ماذا تقصد بإعادة النظر في كتابة السيناريوهات ، هل يعني التطرق إلى مواضيع جديدة أم طريقة كتابة النصوص؟
/ على الدراما أن تعالج الطابوهات و تسلط الضوء على  الفئات المغيبة و المهمشة  ، و  هذا برأي  سيعطي دفعا للإنتاج الدرامي ، فعلى سبيل المثال نجح مسلسل « أولاد الحلال»  لأنه يخاطب فئة جديدة من المجتمع ، و تطرق إلى بعض الطابوهات و المشاكل المنتشرة في المجتمع، لكنها غائبة عن  الكاميرا ، إضافة إلى صدق الممثلين و اللمسة الفنية للمخرج، ما أعطى عملا فنيا متكاملا و ناجحا ، و هو الحال بالنسبة للكثير من المسلسلات التي أعادت الوهج للدراما التلفزيونية الوطنية، على غرار «أولاد الحلال» ، «الخاوة» ، «ليام « ، «مشاعر» و أخرى.

/ماهو المسلسل الدرامي، حسب  رأيك، الذي كان سباقا في إحداث هذه النقلة النوعية؟
"الخاوة" كانت معه  البداية الحقيقية للدراما الجزائرية الحديثة ، فقد تناول حياة الطبقة البرجوازية في الجزائر بطريقة مختلفة، و طريقة أداء   متناسقة، إلى جانب الديكور و الملابس ، ما أعطى ذوقا مغايرا للعمل و ترك انطباعا مميزا لدى الجمهور.
 / وقع مسلسل « ليام» بين سندان الانتقاد و مطرقة التغيير ، ما رأيك؟
/ مسلسل «ليام» كان من الأعمال الناجحة في شهر رمضان ، و لا أقول هذا من منطلق مشاركتي في العمل ،  لكنه تجربة جديدة و مختلفة تماما ، حيث قدم المخرج  بومعيزة حكاية المسلسل بطريقة مختلفة عما شاهدناه من قبل ، كما ركز كثيرا على الجانب التقني و الصورة.
/بعد تطوير نوعية الصوت و الصورة في الإنتاج التلفزيوني الجزائري ، ما الذي يجب التركيز عليه  لإعطاء دفع حقيقي للإنتاج الدرامي ؟
/ الأعمال المشتركة  أعطت ثمارا طيبة  و نتائج ملموسة، خاصة في الجانب التقني ، من خلال الاحتكاك و تبادل الخبرات  ، و حسب نظري ما علينا القيام به  لإعادة بعث الإنتاج الفني، هو  التخلص من مشكل القوانين  ، الذي يقف عادة كحاجز حقيقي أمام إنتاج أعمال مشتركة ، لذا يجب سن قوانين سلسة، كما هو موجود في الكثير من الدول ، على غرار جيراننا في تونس و المغرب الذين ينتجون سنويا ما بين 20 إلى 30 عملا  ،أكثر من 10 أعمال منها هي انتاجات مشتركة ، و برأيي هذا الانفتاح يجب أن يكون مدروسا ليساعد على تحسين النوعية ، و استعادة الثقة لدى الممثلين و التقنيين و حتى المخرجين و المنتجين.  نحن حقيقة بحاجة لهذه البيئة،  و العمل وفق قواعد عالمية ، و بعد حوالي 10 إلى 15 سنة، سنلمس ثمار هذا الانفتاح.
/ لماذا ابتعدت عن المسرح ، و هل سنشاهدك مرة أخرى على الركح؟
/أنا ابن المسرح فمنه  كانت انطلاقتي مع المسرح الهاوي ،حيث كان وقتها للمسرح قدرة على تغيير الكثير من الأمور ،  و لا أخفي تلك الرغبة الجامحة في الوقوف مرة أخرى على الركح ، بعد غيابي عنه لمدة، لعدة اعتبارات، منها انشغالي بالتلفزيون و السينما ،و كذلك قلة العروض المسرحية ، رغم هذا فأنا أشرف بين فترة و أخرى على تنظيم دورات تكوينية لعدد من محبي المسرح من الشباب، لتلقينهم بعض أساسيات المسرح ، و هناك احتمال كبير في أن أعود إلى المسرح قريبا في عمل  رفقة رشيد بن علال.
قوانين تقف في وجه الانفتاح الفني في الجزائر
/ ألا تروادك فكرة الإخراج؟
/أفكر منذ مدة في خوض تجربة الإخراج المسرحي ، لكن الفكرة لا تزال تطبخ في ذهني، و أتمنى أن أحقق  هذا الطموح قريبا.
/ ما هي مشاريعك ؟
/هناك مجموعة من المشاريع، لكنها ليست مؤكدة ، و هي تتراوح بين الاقتراحات و المحادثات  و تتعلق بعملين واحد في السينما و آخر في التلفزيون .

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com