أعرب الدولي السابق نور الدين قريشي، عن رغبته في تفادي منتخبي الكاميرون ومصر في الدور الحاسم، مشيرا في حواره مع النصر من فرنسا، بأن خياري الكونغو الديمقراطية ومالي مثاليان بالنسبة للخضر، وإن كان يخشى على أشبال جمال بلماضي المنتخبات التي تتميز بالاندفاع البدني، في شاكلة منتخب بوركينافاسو الذي أسال لنا العرق البارد خلال دور المجموعات، كما تحدث مساعد وحيد حليلوزيتش في مونديال البرازيل عن ثقته في ثنائية بلعمري وماندي، وحظوظ المنتخب الوطني في الحفاظ على لقبه في دورة الكاميرون.
كيف تابعت مباراة بوركينافاسو ومعاناة الخضر، قبل اقتطاع تذكرة العبور للدور الحاسم ؟
ككل الجزائريين تابعت اللقاء على الأعصاب، وكنت أخشى من تضييع تذكرة التأهل، سيما وأن عناصرنا ارتبكت في آخر دقائق المباراة، غير أنه يحسب لها النجاح في الحفاظ على نتيجة التعادل، التي منحتنا بطاقة العبور للدور الحاسم، الحمد لله حققنا ما كنا نصبو إليه، في انتظار التواجد في مونديال قطر 2022.
لدينا كل المؤهلات للحفاظ على اللقب القاري
الأداء الشاحب أدخل الشك في نفسية الجماهير، ما رأيك ؟
أجل، المردود المقدم أمام "الخيول" لم يرق إلى مستوى التطلعات، ولكننا حققنا الأهم، وهو التأهل، وهذه هي مواصفات المنتخبات الكبيرة، ففي أسوأ أحوالها تصل إلى مرادها، صدقوني لو لعبنا في ظروف مغايرة، كنا سنفوز عليهم بالأداء والنتيجة، ولكن في أرضية ميدان مشابهة (يقصد سيئة)، لا يمكن أن تنتظر الكثير، خاصة عند مواجهة منتخبات تتميز بقوتها البدنية، على غرار منتخب بوركينافاسو الذي أرهقنا باندفاعه الكبير، ما أربك عناصر وسط الميدان التي لم تجد الحلول الناجعة، ما جعل هجومنا في عزلة، لنخسر بذلك أبرز نقاط قوتنا، وهو الخط الأمامي، ولو أننا تمكنا من تسجيل هدفين منحانا تأشيرة التأهل.
ألا ترى أن اللعب بخطة 4/4/2 أثر على مردود التشكيلة ؟
صحيح أن أهل الاختصاص تحدثوا عن هذه الجزئية، وقالوا إن مردود المنتخب الوطني تأثر في الشوط الأول بالاعتماد على هذا الأسلوب، ولكن من وجهة اعتقادي أسباب الوجه الشاحب مغايرة، فحتى لو دخلنا اللقاء بخطتنا المعهودة 4/3/3 كنا سنعاني، على اعتبار أن المعطيات كانت في صالح المنافس، وأعني أرضية الميدان الثقيلة، التي خدمت لاعبي منتخب بوركينافاسو، كونهم أقوياء من الناحية البدنية، مقارنة بلاعبينا، وهنا أقولها وأعيدها المنتخبات التي تعتمد على الاندفاع البدني ستشكل لنا صعوبات كبيرة مستقبلا، وعلى بلماضي أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار.
ما هي المنتخبات التي تفضل مواجهتها في لقاءي السد ؟
قبل الحديث عن هذا، أود العودة إلى مباراة بوركينافاسو التي أراها بمثابة درس مجاني للناخب الوطني وأشباله، قبيل التحديات المقبلة التي تنتظرهم، والبداية بنهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع العام المقبل، صحيح أن المردود جعلنا نقلق بعض الشيء، ولكن ثقتنا في هذه المجموعة كبيرة جدا، وأنا متأكد بأنها ستكون في الموعد، وستعزز سلسلتها المظفرة ب33 مباراة دون خسارة، دون نسيان إنهاء التصفيات الأخيرة ب25 هدفا، وهي حصيلة تؤكد قوة منتخبنا، الذي يأمل الجميع تفاديه في مباراة السد، كونه سيكون المرشح الأبرز للتأهل.
لم تحدثنا عن المنتخب الذي تمني النفس بمواجهته ؟
آمل أن لا نواجه الكاميرون أو مصر في الدور المقبل، فكلاهما يمتلك تقاليد في مثل هذه المباريات الكبيرة، وبالتالي إقصاؤهما سيكون أمرا صعبا، وإن كنت واثقا من مقدرة أشبال جمال بلماضي على فعل ذلك، ويكفي أنهم أطاحوا بمنتخبات أكبر وأفضل في وقت سابق، وأعني بالذكر السنغال في مناسبتين ونيجيريا في مناسبتين أيضا، دون نسيان كوت ديفوار وكولومبيا، على العموم الوصول إلى هذه المحطة يجعلك مجبرا على قبول نتائج القرعة مهما كانت، لأن من يريد المشاركة في المونديال يكون ملزما بالإطاحة بأي منتخب يواجهه.
الكونغو ومالي خياران مثاليان رغم تخوفي من المنتخبات البدنية
نفهم من كلامك أن بقية منتخبات المستوى الثاني في المتناول ؟
لم أقل ذلك، كل ما في الأمر أنني تمنيت تفادي الكاميرون ومصر، للأسباب السالفة الذكر، وعن بقية المنتخبات المرشحة لمواجهتنا، فأرى أن مالي والكونغو خياران مثاليان، حتى وإن كنت أخشى من هذه النوعية من المنتخبات، وأقصد تلك التي تعتمد على الاندفاع البدني مثل منتخب بوركينافاسو الذي أسال لنا العرق البارد، فالكونغو خطيرة أيضا وحتى مالي التي تابعتها مستواها في تصاعد، ولذلك على الناخب الوطني التحضير لكل شيء والوقت في صالحه، على اعتبار أن مباراتي السد مبرمجتان شهر مارس، وأمامه عدة أشهر لتعديل الأوتار.
كنت حاضرا في مباراتي السد أمام بوركينافاسو في 2013 كمدرب مساعد لحليلوزيتش، ماهي رسالتك إلى بلماضي ولاعبيه تحسبا لموقعتي مارس؟
كنت حاضرا في مباراة السد الشهيرة بملعب تشاكر أمام منتخب الخيول في عام 2013، رفقة الناخب وحيد حليلوزيتش، والحمد لله نجحنا آنذاك في العبور لمونديال البرازيل الذي كتبنا فيه التاريخ، ولكن ذلك لم يتحقق بسهولة، بل بعد تضحيات جسام، خاصة خلال لقاء تشاكر الذي عانينا فيه كثيرا قبل الفوز بهدف لصفر، مثل هذه المواعيد تتطلب التركيز، وحسن التعامل مع المعطيات الموجودة، مع تحقيق نتيجة طيبة في لقاء الذهاب، كما فعلنا في لقاء واغادوغو، وهذا ما هو مطلوب من بلماضي وكتيبته في شهر مارس المقبل، وإن كان بلماضي لا يحتاج لأي نصيحة من وجهة اعتقادي، فهو ملم بعمله جيدا.
بصراحة، هل المنتخب الوطني بحاجة لضخ دماء جديدة؟
لست مدربا للمنتخب الوطني حتى أحدثكم عن هذه التفاصيل، وأرى بأنه لا يحق لأي كان التدخل في مثل هذه الشؤون، فبلماضي هو المسؤول الأول، وهو على دراية بكل كبيرة وصغيرة، وإن رأى بأن الفريق بحاجة لبعض التدعيمات، فأنا متأكد بأنه سيقوم بذلك، كونه لن يغلق الباب في وجه من هو قادر على جلب الإضافة.
ما رأيك في ثنائية ماندي – بلعمري التي لم تكن عند مستوى التطلعات ؟
لا يمكن أن نربط المردود الشاحب أمام الخيول بالمستوى المقدم من طرف المدافعين بلعمري وماندي، فاللاعبان كانا خارج الإطار كبقية الأسماء، إذا ما استثنينا عنصرا أو عنصرين، ولكن ثقتي كبيرة في مؤهلاتهما، لما قدماه طيلة مشوارهما مع المنتخب، فماندي مدافع بمواصفات عصرية، وبلعمري محارب بأتم معنى الكلمة، إلى درجة أنه يذكرني بنفسي لما كنت مع الخضر، على الجميع مساندته في هذه الفترة، وأنا متأكد بأنه سيقدم ماهو مطلوب منه رفقة زملائه في الدفاع، كما فعلوا ذلك في بطولة مصر، التي أنهيناها باستقبال هدفين فقط.
بلعمري يذكرني بنفسي وليس لدي شك في ثنائيته مع ماندي
قبل أقل من شهرين من انطلاق الكان، هل منتخبنا قادر على الحفاظ على اللقب؟
ما حققه الخضر في دورة مصر إنجاز كبير جدا، كون لا أحد رشحهم لذلك، وإن نجحوا في الحفاظ على اللقب في الكاميرون سيدخلون التاريخ من أوسع الأبواب، وإن كنت أرى أن المأمورية لن تكون سهلة، كوننا مستهدفون من قبل الجميع، نظير نتائجنا الباهرة على مدار آخر ثلاث سنوات، أنا واثق من مؤهلات أشبال جمال بلماضي، ولو يقف الحظ إلى جانبنا سنكون قادرين على تحقيق المستحيل. حاوره: سمير. ك