إقصاء المنتخب الجزائري مجرد كبوة في مسار بطل
قالت «القمرية» كنيزات إبراهيم نائب رئيس الكاف باتريس موتسيبي، إن منتخب الجزائر تعرض لهزة في لعبة لا تحتكم للمنطق، مؤكدة أنها واثقة من أن هذا الإقصاء مجرد كبوة في مشوار بطل، وأضافت عضو المكتب التنفيذي للكاف في حوار مع النصر، أن النسخة 33 من كأس إفريقيا للأمم لم تخل من المفاجآت، معتبرة ما حدث مع منتخب بلدها جزر القمر الألذ، كما تطرقت في حديثها لعديد المحاور المتعلقة بـ»الكان» وأيضا ملف الرياضة النسوية وواقعه في إفريقيا، مثنية على مجهودات الفاف، في جعل الجزائر رائدة في مجال الكرة النسوية، وهي التي منحت المدربة راضية فرتول، شرف تسجيل اسمها كأول سيدة في القارة السمراء تتولى قيادة منتخب وطني.
حاورها : كريم كريد
نبدأ من إفرازات مرحلة المجموعات وما حملته من مفاجآت، كيف تقيمين هذا الدور؟
حتما سأبدأ بما فعله منتخب بلدي، الذي بعدما حقق انتصارا تاريخيا على منتخب غانا، دخل تاريخ الكرة الإفريقية ببلوغه الدور الثاني في أول مشاركة، وهو إنجاز تحقق بعد «سوسبانس» كبير، صدقني لقد عشت مثل كل شعب بلدي «القمري» أمسية الخميس، على وقع بصيص أمل، تحول فجأة إلى حقيقة، وقد كنا كمتتبعين ومسؤولين في الكاف، نعتقد أن ما فعله منتخب بلدي، عندما هزم منتخب غانا بثلاثية مقابل هدفين، وعجل بخروج منتخب «البلاك ستارز» يبقى أكبر المفاجآت، قبل أن تكون ليلة ختام مباريات الدور الأول عامرة بالأحداث، أبرزها خروج منتخب بلدكم الذي قدم إلى الكاميرون في ثوب البطل، المستعد للدفاع عن التاج المحرز في مصر قبل 3 سنوات، لكن في الأخير عجز عن ضمان مكانة في دور ثمن النهائي، بعد مرور تشكيلة الجزائر جانبا في هذه الدورة.
فخورة بما حققه أبناء بلدي وعشت إحساسا لا يوصف
صحيح أن تأهل جزر القمر وإقصاء الخضر، يبقى من السيناريوهات غير المتوقعة قبل انطلاق الدورة، لكن أكيد ثمة أشياء أخرى حملها الدور الأول؟
أكيد، نحن هنا بصدد الحديث عن رياضة تعتبر الأكثر شعبية في العالم وفي قارتنا، وهي لعبة لا تحتكم للمنطق، فكما أسلفت لا أحد توقع أن يجد المنتخب الجزائري صعوبات في المجموعة الخامسة، تجعله ينهي الدور الأول في المركز الأخير، كما لم يتخيل أكثر المتفائلين في بلدي، تمكن تشكيلة جزر القمر من حجز مكانة ضمن الكبار في الدور 16، وأظن أن خيبة منتخب الجزائر مرده فقدان التشكيلة لمعالمها، وهذا لا ينقص من قيمته وقوته، وأراه قادرا على العودة إلى الواجهة بسرعة.
كما يبقى ما حققه منتخب مالاوي وبعده غامبيا في أول مشاركة أسطوريا، إلى جانب مشوار منتخبي غينيا الاستوائية وجزر الرأس الأخضر، اللذين حجزا مكانة في الدور الثاني عكس كل التوقعات طبعا، وهي من وجهة نظري توابل زادت حتما من إثارة هذه الطبعة، وألبستها ألوانا جميلة، ستكون في نهاية العرس بمثابة إحدى دلالات النجاح، وهنا أريد أن أضيف شيئا..
المفاجآت منحت ألوانا زاهية للدورة والكان الحقيقي ينطلق غدا
..تفضلي
البطولة لم تبح بكامل أسرارها بعد، وفي الدور الأول لم نر الوجه الحقيقي لبعض المنتخبات ولا مستواها، كما أظن أن «الكان» سينطلق بصفة فعلية بداية من الدور ثمن النهائي (غدا)، حيث أتوقع أن يتحرر اللاعبون ويرتفع النسق والمستوى.
تحوزين عضوية المكتب التنفيذي، ومنصب نائب الرئيس موتسيبي، أكيد أن تواجدك في الكاميرون والمتزامن مع مشاركة منتخب بلدك لأول مرة، يجعلك تعيشين أوقات غير مسبوقة، تنتابك خلالها أحاسيس غير عادية؟
طبعا، هي تجربة أكثر من رائعة على الصعيدين المهني والإنساني، وفخورة كوني عضوا في هذا المكتب وأول سيدة تنال منصب نائب رئيس الكونفدرالية الإفريقية، وهو ما جعل الأضواء تسلط على شخصي وعلى بلدي، ما يجعل التشريف مضاعفا، وكما قلت أنفا، من الرائع أن أكون حاضرة وأتلذذ بما يفعله أبناء بلدي وأنا في أرض «الكان».
نعود للحديث عن أول دور، من الناحية التقنية والتنظيمية وكمسؤولة في الكاف، كيف تقيمين النصف الأول من زمن البطولة؟
أعتقد ودون مبالغة، أن الحصيلة إيجابية، وصدقني أكثر ما أثارني هو تفاعل الكاميرونيين مع هذه الطبعة والذي بلغ حدّ الجنون، كيف لا وهم الذين انتظروا تنظيم هذا الحدث منذ عام 2014، ومع ذلك لم تنقص التأجيلات المتكررة، خاصة بعد انتشار جائحة كورونا، من حماسهم الذي كان فياضا ومنقطع النظير، ومن وجهة نظري، فإن روعة حفل الافتتاح وما تلاها بعد ذلك يعتبر نجاحا، وربما من موقعنا لا يحق لنا أن نأمل أكثر من الصورة المقدمة وأراها كانت رائعة.
قرار تثبيت موعد البطولة اتخذ بمسؤولية وهذا ما قاله موتسيبي
على ذكر جائحة كورونا، التي عطلت تنظيم النسخة 33، في موعدها الأول، ألا تعتقدين أن إعطاء إشارة الانطلاق، يعتبر نجاحا للكونفيدرالية الإفريقية، وانتصارا على ضغوطات الفيفا وبعض الأندية الأوروبية وإلى جانبهم شخصيات إفريقية، ممن سعوا لتأجيل آخر؟
صدقني لم نول لهذا الأمر الكثير من الأهمية، لقد كنا مركزين على تحقيق الهدف الأول، الذي رسمه الدكتور باترتس موتسيبي رئيس الكاف، وهو إثراء الدورة وجعل «النجاح غير المسبوق في التنظيم» عنوانا لها.
البطولة انطلقت ولعبت مرحلتها الأولى وانتهى الأمر، ما يهمنا الآن هو مواصلة بذل الجهود لإنجاحها، لأن الانتصار الحقيقي في نظري يبقى الوصول إلى المبتغى بتوفير كل الظروف التنظيمية للمنتخبات المتنافسة، ولا تنسوا بأن الأمر يتعلق بأول وأفضل مسابقة ترعاها الكاف.
لكن رغم هذا يجب عدم تجاهل الصعوبات التي واجهتكم خلال الأشهر الماضية، والناتجة عن الضغوطات واحتمالات تأجيل آخر للعرس القاري؟
ما يجب التأكيد عليه والتنويه به، هو أن رئيس الكاف باتريس موتسيبي، كان مصرا خلال الأشهر الأخيرة من عام 2021، على أن المكتب التنفيذي للهيئة القارية، مطالب باتخاذ القرار الذي يخدم مصلحة اللعبة في القارة السمراء ومصلحة كل الفاعلين، وكان يشدّد على أن هذا الأمر غير قابل للنقاش، والحمد لله تم اتخاذ القرار الأنسب بخوض البطولة في موعدها دون تأخير، بعد قرار المكتب التنفيذي على هامش الاجتماع الذي انتظرته القارة بأكملها، وبروح مسؤولية ثبّت الأعضاء موعد النسخة 33، رغم تحفظات بعض الشركاء وحجتهم في ذلك الظروف الصحية والوضع الوبائي، ولقد أخذنا بعين الاعتبار لحظة اتخاذ القرار كل هذه الملاحظات، على اعتبار أن الظروف الصحية وفترة الجائحة، كانت محور اهتمامنا نحن أيضا كمسؤولين على تسيير كرة القادم في القارة، وراعينا كل هذه العوامل قبل اتخاذ قرار تثبيت موعد الكان.
التحدي الأكبر ليس تثبيت الموعد ولكن إنجاحه
تنظيم البطولة في موعدها، كان يعني خوض المسابقة الأولى في إفريقيا في زمن الجائحة، وفرض بالمقابل ضغوطات لتحدى هذا الفيروس الذي طال الكثير من الوفود والبعثات وحرم منتخبات من لاعبيها، أليس كذلك؟
أولا الواقع الآن يفرض علينا التعايش مع الجائحة وهذا الوباء، ولقد قمنا قبل انطلاق الدورة بالتنسيق مع اللجنة المنظمة والسلطات في الكاميرون، بالمصادقة على بروتوكول صحي صارم، من بعض شروطه تحديد عدد الأنصار المسموح بتواجدهم في المدرجات.
وباء كوفيد-19 وفيروس كورونا ومتغيراته المختلفة، تطلبت منا اتخاذ التدابير المناسبة والكافية لاحتواء انتشار هذا المرض، الذي يشكل خطرا جسيما وحقيقيا على البشرية، وفي اعتقادي فإن التدابير المتخذة فعالة وموثوقة والنظام الذي وضعناه أثبت تماسك واستجابة، وقدم نتائج جيدة رغم تسجيل بعض الإصابات.
سأكشف قريبا برنامجي لتطوير كرة القدم النسوية في إفريقيا
ليلة انطلاق الدورة، عرفت حادثة الاعتداء على 3 صحفيين جزائريين، كيف تلقيت الخبر وما كان رد فعل رئيس الكاف بعد وصول مسامعه خبر الحادثة؟
لقد أدانت أسرة الكونفيدرالية وأعضاء المكتب التنفيذي ذلك الفعل، ولقد سارعنا إلى إصدار بيان عبرنا فيه أولا عن شجبنا للحادثة، كما قدمنا كل الدعم للطاقم الصحفي الضحية، ثم مررنا إلى الخطة الثانية وهي مطالبة السلطات الكاميرونية بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادثة وتوقيف الفاعلين في أسرع وقت، هي تبقى حادثة معزولة، أدناها بالإجماع.
الكاف، قررت استخدام تقنية الفيديو المساعد، بداية من مباراة الافتتاح التي جمعت منتخبي الكاميرون وبوركينافاسو، هل تعتقدين أنها كانت كافية لإزالة تخوفات بعض المنتخبات والمدربين الذين لطالما اشتكوا من أداء «قضاة الملاعب» في القارة؟
تطوير مستوى وأداء الحكام في إفريقيا هي أحد محاور برنامج المكتب التنفيذي للكونفيدرالية، والهدف يبقى تكوين حكام جيدين، وفي هذه النسخة رفعنا التحدي من أجل توظيف «الفار» في كل المباريات، عكس الدورة السابقة عندما بدأ استخدام تقنية الفيديو المساعد، بدءا من مباريات الدور ربع النهائي، وهي خطوة يجب تثمينها.
الآن ونحن على أبواب الأدوار الاقصائية أين قد يتسبب خطأ تحكيمي في خروج منتخب، نتمنى أن تساعدنا هذه التقنية على منح حق كل الأطراف والخروج بمباريات دون حالات تحكيمية مؤثرة.
منصب فرتول يجسد جهود الجزائر لتطوير الكرة النسوية
منحك الرئيس موتسيبي ملف كرة القدم النسوية، وبعد النجاح في تجربة مسابقة رابطة الأبطال للسيدات، ما هي خطتك لتطوير اللعبة لدى فئة الجنس اللطيف؟
أكيد أن الإستراتيجية تبقى توسيع دائرة الممارسة، وزيادة إقبال الفتيات على هذه الرياضة، ونملك مشروعا طموحا سنكشف عنه قريبا، ومع هذا تبقى بعض التفاصيل والجزئيات التي يجب العمل عليها، فعلى سبيل المثال، وقفنا على نقطة مهمة، وهي أن التغطية الإعلامية لنشاطات الكرة النسوية، لا تتجاوز في الغالب 4 في المئة من المساحة المخصصة لنشاطات «المستديرة»، وهو رقم «سخيف» مقارنة بالجهد المبذول لتطوير اللعبة لدى فئة الفتيات.
ورغم هذا يمكن منحكم الخطوط العريضة للبرنامج، حيث تهدف إستراتيجيتنا أولا إلى توفير مناخ جيد للممارسات، مع البحث عن مصادر تمويل جديدة تمكن من تطوير وتحسين الوضع الحالي، مع مساعدة فئة السيدات على بلوغ أدوار قيادية بما يخدم تطوير هذه الشعبة.
يجرنا الحديث عن واقع الكرة النسوية في الجزائر، هل تملكين معلومات أو رؤية عن وضعيتها؟
يجب الاعتراف أن الجزائر بذلت جهودات كبيرة في السنوات الأخيرة لمنح هوية لكرة القدم النسائية، من خلال الانتظام في المحافظة على دوري «نسائي»، كما أن منتخبات الجزائر الوطنية وفي كل الأصناف العمرية دائمة المشاركة في مسابقات الكاف، صحيح أن منتخبكم لم يحضر في دورة 2016، وفي عام 2018 بغانا خرج من الدور الأول، لكن هذا لم يمنع من رؤية مجموعة متماسكة تتطور سريعا.
كما يجب الإشادة بالعمل المنجز في بلدكم، والأكثر، توجيه عبارات الشكر والامتنان للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي تبقى سباقة في منح منصب ناخب وطني لسيدة، حيث تعتبر المدرب راضية فرتول أول امرأة في إفريقيا تتولى الإشراف على تشكيلة وطنية، وهذا في حد ذاته أمر رائع ومحفز لفئة النساء.
تحركنا سريعا بعد حادثة دوالا والفعل معزول
في الأخير، ما هي تكهناتك لمخرجات الكان، والمنتخبات المعنية بالوصول إلى المربع الذهبي؟
تكهني لا يخرج من دائرة تمني استمرار الروح الرياضية ويكون الفوز حليف الأفضل، وإذا كان هذا الأفضل هو منتخب جزر القمر، فأكيد أن فرحتي ستكون عارمة، وشكرا لكم.
ك. ك