الكاميرون من يهابنا وليس العكس وواثـــق مــن التــأهـل
أكد الدولي السابق ياسين بزاز، أنه كان ولا يزال يثق في كفاءة الناخب الوطني جمال بلماضي، رغم خيبة الإخفاق المسجل في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون بتوديع البطولة من الدور الأول، مشيرا في حواره مع النصر صبيحة أمس، بأن الأسود الجموحة من عليها الخوف من الخضر وليس العكس، بعد أن أوقعتهما قرعة الدور الفاصل جنبا إلى جنب، كما تحدث بزاز عن أسباب الانتكاسة، وعدة أمور أخرى تخص المنتخب الوطني تكتشفونها في هذا الحوار.
بصراحة، هل كنت تتوقع الإقصاء من الدور الأول وبتلك الطريقة المؤسفة ؟
لا أحد في الجزائر كان ينتظر هذا السيناريو، وحتى الناخب الوطني جمال بلماضي، لم يضع في حسبانه أن الخضر قد يودعون المنافسة من الدور الأول، فلقد تنقل إلى الكاميرون بنية الحفاظ على اللقب القاري، غير أنه تفاجأ بالتعثر الأول أمام منتخب سيراليون، وهي النتيجة التي جعلت رفاق محرز، يدخلون لقاء غينيا الاستوائية بضغوطات أكبر، ما انعكس بالسلب على أدائهم، ليتعرضوا إلى هزيمة عقدت مأموريتهم، وحولت لقاء كوت ديفوار لنهائي قبل الأوان، أنا حزين لما حصل ككل الجزائريين، غير أن هذه الخيبة ليست نهاية العالم، والمنتخب بإمكانه التعويض بالتأهل إلى مونديال قطر، الذي يحلم الجميع بالمشاركة فيه.
لم ولن نشكك في كفاءة بلماضي لمجرد أول إخفاق
لماذا مرت التشكيلة الوطنية جانبا، وهي التي دخلت البطولة في ثوب البطل ؟
هناك العديد من المعطيات والأسباب التي جعلت المنتخب الوطني لا يظهر بمستواه المعهود، بداية بالتحضير الذي لم يكن في المستوى، مقارنة بنهائيات «كان» 2019، ناهيك عن الظروف الصعبة التي وجدتها التشكيلة الوطنية في مدينة دوالا، على غرار الأجواء المناخية القاسية وسوء أرضية ميدان جابوما، ولئن كنت لا أرى هذه الأمور بمثابة أعذار، كون المنتخب الوطني افتقد لشخصيته المعهودة، ولعب دون تركيز، وهو ما أفقده قوته التي عودنا عليها طيلة 35 مباراة متتالية، أعتقد أن الثقة المفرطة كانت وراء هذه الخيبة، كما أن الشك الذي انتاب المجموعة، عقب تعثر سيراليون وتضييع ذلك الكم الهائل من الفرص زاد من تعقيد الأمور على المدرب، الذي لم يجد الحلول في اللقاءات الثلاث.
ألا ترى بأنه من غير المعقول اهتزاز ثقة لاعبين متوجين بالكان لمجرد تضييع بعض الفرص ؟
هذا أكثر ما حز في نفسي، فلا يعقل أن يتأثر لاعب يمتلك الخبرة لمجرد لقاء مر فيه جانبا، لقد لاحظنا قلة تركيز والسقوط في فخ التسرع، فضلا عن غياب الواقعية، وكلها أمور قادت إلى هذه الخيبة، دون نسيان افتقاد المنتخب الوطني لخدمات عناصر بارزة، في صورة بن ناصر وزروقي في مباراة سيراليون، لقد اجتمعت الكثير من المعطيات لنظهر بهذا السوء، ولئن كان الجميع يتحمل المسؤولية، بداية بالمدرب المسؤول على الخيارات، وصولا إلى الركائز التي لم تقدم المطلوب، على غرار محرز وبلايلي حيث مرا جانبا، دون نسيان الأداء الباهت للاعبي الخط الخلفي، الذين كانوا سيئين خاصة في لقاء كوت ديفوار.
لا أتوقع ضخ دماء جديدة في مارس وعودة ديلور مفيدة
هل بلماضي مطالب بضخ دماء جديدة تحسبا للمواعيد المقبلة ؟
لا أظن بأن الوقت سانح لإجراء تغييرات وضخ دماء جديدة، خاصة وأن المنتخب الوطني، مقبل على تحد جد مهم بعد أقل من شهرين، عندما سيخوض مباراتي الدور الفاصل المؤهلتين لمونديال قطر، أنا على يقين بأن بلماضي سيواصل العمل مع نفس المجموعة، غير أنه سيكون مطالبا بإصلاح الأخطاء المرتكبة في الكان الأخيرة، كما أنه ملزم بالعمل البسيكولوجي، كونه الأهم في الفترة الحالية، من أجل تجاوز مرحلة الشك التي تمر بها العناصر الوطنية، خاصة الأسماء الناشطة في الهجوم، فلاعبين من أمثال بونجاح وسليماني تعرضا لانتقادات كبيرة بعد الانتكاسة الأخيرة، ولو أنني واثق بأنه سيكون لهما ردة فعل قوية بداية من شهر مارس، كونهما يمتلكان الخبرة وسبق لهما إسعاد الجماهير الجزائرية.
ماذا عن مهاجم نيس الفرنسي أندي ديلور وإمكانية العفو عنه وإعادته للمجموعة؟
لكي نكون صرحاء، أندي ديلور من أفضل المهاجمين في البطولة الفرنسية، وتواجده مع المنتخب الوطني سيكون مفيدا في مباراتي الدور الفاصل، خاصة وأنه يعرف المجموعة جيدا، فضلا عن تواجده في أحسن أحواله في الأسابيع الأخيرة مع ناديه نيس، ولكن عودته إلى صفوف المنتخب الوطني مرتبطة بقرار بلماضي، ولست هنا لأملي عليه ما عليه فعله، فهو المسؤول على الجانب الفني، ولو يرى بأن عودته ستكون في صالح الخضر، فأنا متأكد بأنه سيعيده.
لو نلعب بمستوانا لا يوجد منتخب في إفريقيا بإمكانه إيقافنا
قرعة مباراتي السد أوقعتنا في مواجهة منتخب الكاميرون، ما تعليقك وكيف ترى حظوظ الخضر ؟
من يرغب في التأهل إلى المونديال لا يجب عليه المفاضلة بين المنتخبات عند عملية القرعة، ولئن كانت مواجهة الكاميرون تبدو صعبة على الورق، مقارنة بمنافسين آخرين أوقعتهم القرعة في مواجهة منتخبات أخرى، على العموم المنتخب الكاميروني هو من سيهابنا في مباراتي مارس وليس العكس، كوننا نتفوق عليه بكثير، خاصة إذا ما كنا في أفضل أحوالنا، فصدقوني لو نلعب بمستوانا المعهود لا يوجد منتخب في إفريقيا بإمكانه حرماننا من مونديال قطر، فما بالك بالمنتخب الكاميروني الذي لم يقنعن في «الكان»، بدليل المتاعب الكثيرة التي واجهها لحد الآن، ولعل مباراته الأخيرة أمام جزر القمر خير دليل.
قلة التركيز والثقة المفرطة وغياب الواقعية وراء الانتكاسة
هل لك أن تعدد لنا نقاط قوة وضعف الأسود غير المروضة ؟
حتى نضع الجمهور الرياضي في الصورة، المنتخب الكاميروني لا يعد الأفضل في نهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية، ومنتخبات مثل السنغال وكوت ديفوار أفضل منه بكثير، ولئن كانت الأسود الجموحة قد بلغت الدور ربع النهائي، غير أن طريقها كان سهلا، مقارنة بمنتخبات أخرى، فلحد الآن لم يواجهوا منتخبات قوية، إذا ما استثنينا لقاء الافتتاح أمام منتخب بوركينافاسو الذي فازوا عليها بضربتي جزاء، أنا أنصح باللعب بكل ثقة في الكاميرون، وأن نحاول العودة بنتيجة ايجابية من لقاء الذهاب، كون ذلك سيسهل علينا الأمور في لقاء الإياب بملعب تشاكر.
الأسود لم تقنعني وكوت ديفوار والسنغال أفضل بكثير
بماذا تريد ختم الحوار ؟
لقد سبق أن مررنا بوضعية مشابهة، حيث غادرنا نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا من الدور الأول، غير أننا رممنا تلك الانتكاسة بعد أشهر قليلة، عقب ضمان التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، لقد قام المدرب وحيد حليلوزيتش آنذاك بعمل جبار، مكنه من تخطي منتخب بوركينافاسو، وهو ما آمل أن يكرره جمال بلماضي الذي لم ولن نشك في مؤهلاته لمجرد أول إخفاق.
حاوره: سمير. ك