بدا الدولي السابق، كريم زياني واثقا من قدرة الناخب الوطني جمال بلماضي على إعادة قطار الخضر إلى السكة الصحيحة، مشيرا في حوار مع النصر إلى أن المنتخب، سيظهر أكثر قوة بعد قدوم لاعبين جدد في صورة ريان آيت نوري وحسام عوار وريان شرقي.
حاوره: حمزة.س
كما تحدث زياني عن عديد المواضيع الأخرى، على غرار تواجده في «الشان» الأخيرة، والتنظيم المذهل للدورة، ونتائج كتيبة زميله السابق «الماجيك»، معرجا بالحديث عن ركلة ترجيح المهاجم محيوص، التي أسالت الكثير من الحبر.
في البداية، ماذا يفعل حاليا كريم زياني؟
حاليا، متفرغ لبعض الأمور الشخصية، بعد حصولي مؤخرا على شهادة تدريب «يويفا أ «، قبل مواصلة الدراسة في هذا المجال للحصول على أعلى شهادة.
سجلت مؤخرا، حضورك في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، كيف تقيم الدورة ومشوار المنتخب؟
أولا، كجزائري أنا فخور بالنجاح الباهر لهذه الدورة، والذي حسب وجهة نظري كان ينقصها فقط تتويج المنتخب الوطني المحلي، ولو أن تضييع الكأس بضربات الترجيح يقلل نوعا من وقع خسارة التاج، وأما بخصوص مشوار المنتخب المحلي، فقد كان أكثر من إيجابي، والأداء تحسن من مباراة إلى أخرى، وكتيبة بوقرة استحقت التتويج بالنظر إلى الأرقام المسجلة، فهم أفضل هجوم وأحسن دفاع، لكن في كرة القدم هناك بعض الجزئيات تؤثر بشكل كبير على النتيجة في آخر المطاف، ورغم كل هذا يجب علينا أن نعترف بأن الخضر قدموا طبعة مشرفة، وستبقى راسخة في مخيلة كل إفريقي، والاعتراف جاء من كل حدب وصوب، وحتى تصريحات رئيس الكاف تشهد على ذلك.
الملاعب الجديدة عالمية والآن بإمكاننا احتضان كبرى التظاهرات
كيف وجدت المنشآت الجديدة، وخاصة ملعب نيلسون مانديلا؟
ما يمكنني قوله، إنه اليوم فقط أصبحت الجزائر تمتلك ملاعبا «فخمة»، وملعب «نيلسون مانديلا» بمواصفات عالمية، ويمكنه احتضان أي منافسة دولية، وبهكذا منشآت يمكنك تطوير كرة القدم الجزائرية، وحتى تساهم في عملية تسويق الصورة الحقيقية للمستوى الفعلي للمنتخب الوطني، وتسهل في عملية قدوم العناصر من أوروبا، لأنه أي لاعب يتمنى اللعب في ملاعب من هذا النوع، وتسمح له بإظهار كامل إمكاناته.
من خلال الحديث عن تضييع التتويج بضربات الترجيح، كيف ترى طريقة تنفيذ محيوص للركلة التي كانت ستهدي المنتخب التاج؟
لو أتحدث كمناصر، غضبت كثيرا وتحسرت لتنفيذه لضربة الترجيح بتلك الطريقة، ولو أتحدث الآن وأنا هادئ وكلاعب سابق لا يمكنني لومه، لأن كل لاعب لديه طريقة تنفيذ، وتضييع ضربات الترجيح حدث مع نجوم كبار وفي منافسات أكبر، وعليه يجب علينا تشجيعه وليس الحكم عليه بالإعدام، ولو أن هذا اللاعب يظهر وأنه يمتلك شخصية قوية، بدليل عدم تفريطه في طريقة التنفيذ حتى بعد «الشان»، ولا ننسى بأنه كان هداف الدورة.
حسب رأيك من هي العناصر التي تراها قادرة على اللعب للمنتخب الأول؟
بلماضي أدرى، رغم أنني حسب ما شاهدت في «الشان»، هو أن المنتخب المحلي يلعب كمجموعة، ولا يعتمد على عنصر أو عنصرين، كما يجب أن لا ننسى بأن اللاعبين المتواجدين في المنتخب الأول يمتلكون إمكانات كبيرة، والنقطة المهمة والأهم، تكمن في كون الناخب الوطني تابع مباريات أشبال بوقرة عن قرب، ما يعني بأنه على دراية بكل صغيرة وكبيرة، دون أن ننسى بأن هناك مدرب منتخب محلي يعرفه جيدا، ودون أدنى شك لقد تحدثا في الموضوع، ما يعني بأن اللاعب الذي يستحق الدعوة، سيسجل حضوره في التربص المقبل.
بالنسبة لي كل لحظة مع الخضر ذكرى جميلة
على ذكر بوقرة، لقد كان له لقاء مع رئيس الاتحادية الجزائرية، وهناك أخبار تشير إلى أنه طلب مهلة قبل الرد على مقترح المواصلة؟
لست على إطلاع بهذا الموضوع، ومجيد من يمكنه الرد على ذلك، رغم أنني أتمنى مواصلته بالنظر إلى العمل الجيد الذي قام به رفقة بقية أعضاء الطاقم، وهنا أنتهز الفرصة لأحيي جميع أصدقائي في المنتخب المحلي ومن الرائع أن تشاهد لاعبين دوليين سابقين على رأس المنتخب الوطني، وخاصة يمتلكون شهادات تدريبية، تسمح لهم بالعمل في هذا المستوى.
وهل يمكننا مشاهدتك يوما ما في إحدى المنتخبات الوطنية؟
لما لا، بطبيعة الحال إذا أتيحت لي الفرصة مستقبلا للعمل لن أرفضها، كما أنني لن أرفض فرصة العمل كمدير رياضي، مثلما كان عليه الحال من قبل مع شبيبة القبائل، رغم أنني لم أعمل لفترة طويلة، ولا أريد الخوض كثيرا في هذا الموضوع كثيرا، لكن في حال وجود مشروع حقيقي على المديين المتوسط والبعيد، فمرحبا وسأحاول وضع خبرتي في مصلحة النادي أو المنتخب.
لاعبون بمواصفات شرقي وغويري مهمون لهذا السبب..
نعرج للحديث عن المنتخب الوطني، كيف ترى قرار رئيس الفاف بتجديد الثقة في جمال بلماضي؟
حسب رأيي، أحسن قرار اتخذته الاتحادية الجزائرية كان تجديد الثقة في جمال بلماضي، وأحيي رئيس الفاف على قيامه بهذه الخطوة، لأن الاستقرار عامل مهم من أجل نجاح أي مشروع رياضي، صحيح مررنا بفترة صعبة للغاية في الفترة الأخيرة، بالإقصاء من المونديال وقبله الخروج من الدور الأول من كأس إفريقيا في الكاميرون، لكن لا يجب أن ننسى العمل الذي قام به جمال منذ توليه تدريب الخضر، أين نجح في إعادة القطار إلى السكة الصحيحة، وهو قادر على القيام بذلك مجددا لعدة اعتبارات، أبرزها كونه بات يعرف جيدا اللاعبين، ولاحظنا أيضا أن هناك تفاهم كبير بينه وبين اللاعبين، كما أنه يعرف جيدا عقلية وطريقة تفكير رفقاء محرز، ما يعني بأنه لن يحتاج إلى فترة جس النبض والتعارف، وسيدخل مباشرة في صلب الموضوع بداية من التربص المقبل، سيما وأن مدرب الخضر يعرف جيدا مكمن الخلل، وما يجب القيام به لإعادة قطار الخضر مجددا إلى السكة الصحيحة.
نفهم من كلامك بأنك متفائل بقدرة بلماضي على إعادة الخضر إلى منصة التتويجات أم ماذا؟
بطبيعة الحال، وأنا على يقين بأننا سنشاهد منتخب وطني أقوى في الفترة القادمة، لا يختلف اثنان لدينا لاعبين هم الأفضل حاليا في إفريقيا من الناحية الفنية في صورة رياض محرز، الذي يبصم على مستويات كبيرة مع مانشستر سيتي، مع بقاء بلماضي ووجود عامل الاستقرار الذي تحدثت عنه من قبل والإمكانيات الموجودة حاليا في الفاف، فإن المنتخب سيعود لأن الثقة موجودة بين المدرب واللاعبين، ويجب علينا جميعا فتح صفحة جديدة والبحث عن كيفية مساندة المنتخب كل بطريقته، ولو أن الوقت الراهن يتطلب الهدوء، من أجل إعادة بناء منتخب قوي على جميع النواحي، ويمكنه بلوغ الأهداف المسطرة بداية ب»كان كوت ديفوار»، التي يتجه الخضر نحو ضمان المشاركة فيها، ثم التفكير في التأهل إلى مونديال 2026، الذي يبقى أبرز هدف ل»الكوتش»، لأنني أعرف جيدا جمال، وهو إنسان يرفض الانهزام حتى في المباريات التطبيقية، فما بالك بتضييعه فرصة المشاركة في المونديال كمدرب، وهو الذي كان يقوم بكل شيء من أجل ذلك.
بقدوم آيت نوري وعوار وشعيبي المنتخب سيكون أقوى
كيف ترى قدوم عناصر في صورة آيت نوري وشعيبي وعوار؟
الأسماء الثلاثة التي تحدثت عنها تمتلك إمكانات كبيرة، وستكون إضافة نوعية للمنتخب الوطني، ولا يختلف اثنان بأن الخضر في حاجة ماسة إلى تدعيم نوعي في بعض المناصب، وقدوم لاعبين في صورة عوار وآيت نوري وشعيبي سيخلق منافسة قوية بين اللاعبين، ستعود بالإيجاب على أداء المنتخب بصفة عامة، وأي مدرب في العالم يحلم بثراء التشكيلة.
حب الشعب أفضل تكريم ولن أعارض العمل في الجزائر
ما هي النصيحة التي تقدمها للاعبين في صورة غويري وشرقي، الذين يعتبران الهدف القادم لمدرب الخضر؟
النصيحة التي يمكنني تقديمها هو أن المنتخب الوطني متاح لكل الجزائريين، وأنا شخصيا أتمنى مشاهدة هذا الثنائي مع الخضر لعاملين مهمين، بداية بالمستوى الفني الكبير، والنقطة الثانية تتمثل في صغر سنهما، ما يعني بأن المستقبل أمامهما، وعليه عناصر من هذا المستوى وجب علينا البحث عن الاستفادة من خدماتها، بعيدا عن الأحاديث التي تدور هنا وهناك، وما يهم في الفترة الحالية هو مصلحة الخضر والقيمة المضافة للاعبين، لأن الاستحقاقات القادمة تتطلب تدعيمات نوعية، وتوفر عناصر من المستوى العالي في صورة شرقي وغويري.
كتيبة بوقرة افتقدت التتويج فقط
نعود بك إلى الوراء، بالضبط إلى فترة حملك لقميص المنتخب الوطني، ما هي أهم لحظاتك وأسوأها؟
بالنسبة لي كل لحظة حملت فيها قميص المنتخب الوطني تعتبر ذكرى جميلة، لأن تقمص ألوان الخضر يشعرك بالفخر، ولديه إحساسا فريد من نوعه، وكما قلتها من قبل وأقولها الآن المنتخب الوطني مقدس بالنسبة لي، وينم عن حب الجزائر، وهو ما يجعلني دائما أرفض الحديث عن مروري مع الخضر بسوء، والنقاط السلبية أحتفظ بها لنفسي ولا أتحدث عنها في وسائل الإعلام.
الجمهور الجزائري تحسر كثيرا عن عدم إقامة مباراة اعتزالية لك، ما رأيك؟
حب الجزائريين لي واحترامهم، وما يحدث معي كلما أزور بلدي بالنسبة لي أفضل من أي مباراة اعتزالية، أعتقد بأن الحديث عن مثل هذه المواضيع ليس له جدوى، بقدر ما يهم البحث عن كيفية تقديم المساعدة والمساهمة في تطوير كرة القدم الجزائرية.
قوة شخصية محيوص تجلت في مواصلة التسديد بنفس الطريقة
بماذا تريد أن نختتم هذا الحوار؟
أشكركم على هذا الاهتمام، وأتمنى كل الخير لكرة القدم الجزائرية والمنتخب الوطني الأول وبقية الفئات السنية.