الفوز بأربع ذهبيات في دورات قوية يضاعف الطموحات
يرى بطل الملاكمة يوغرطة آيت بقة، أن الفوز بأربع ميداليات ذهبية في أقل من سنتين، وفي منافسات قوية في شاكلة الألعاب المتوسطية والعربية والبطولة الإفريقية وبطولة الحزام الذهبي، يعد دافعا للتطلع إلى مراتب أكبر وأعلى مستقبلا، كما تحدث ابن مدينة بجاية عن تغيير نمط التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة، ومدى تأثيره السلبي على الملاكمين، وأمور أخرى، تخص بطولة العالم بأوزبكستان، والتي عرفت مرور الأبطال الجزائريين جانبا، بسبب تحيّز الحكام.
*بداية، حدثنا عن ذهبيتك الأخيرة في الألعاب العربية في وزن 63.5 كلغ؟
أنا سعيد للغاية بهذا الإنجاز الجديد الذي يُضاف إلى نتائجي الباهرة المحققة في آخر سنتين، فكما تعلمون، لقد كنت صاحب ذهبية الألعاب المتوسطية الصيف الماضي، خلال البطولة التي احتضنتها مدينة وهران، ثم تُوّجت بالمعدن النفيس في البطولة الإفريقية، وبعدها حصدت الذهب أيضا في بطولة الحزام الذهبي التي أقيمت بدولة المكسيك، وكلها نتائج إيجابية أثرت سجلي، وجعلتني أحلم بالوصول إلى مراتب أعلى وأكبر، ولكن شريطة مواصلة العمل بنفس الجدية والالتزام.
انتابتني مخاوف في المنازلة النهائية وهكذا تُوّجت بالذهب
*كيف كان مشوارك خلال هذه المنافسة، وهل واجهت بعض الصعوبات؟
لم يكن مشواري صعبا في الألعاب الرياضية العربية التي أقيمت بالجزائر، باستثناء المنازلة النهائية التي كانت تنتابني خلالها بعض المخاوف، في ظل نوعية المنافس الذي يمتلك مسيرة لا بأس بها، ويكفي أن المغربي عبد الحق نادر الذي هزمته عن جدارة واستحقاق، يعتبر بطلا إفريقيا في وقت سابق، كما كانت له تجارب في تظاهرات عالمية، على غرار أولمبياد 2020، لقد واجهت بعض المتاعب معه، ولكنني حسمت المنازلة لصالحي، بفضل ذكائي ومهارتي التي أراهما من أبرز نقاط قوتي، مقارنة بملاكمين آخرين في نفس الاختصاص.
*إلى ماذا تتطلع الآن، ومتى سنراك تقتطع بطاقة التأهل لمحفل باريس؟
صدقوني لم نتحصل على الراحة، واكتفينا بثلاثة أيام فقط مع العائلة، قبل أن نعود إلى أجواء العمل والتحضير من جديد، بدليل أنني الآن رفقة المنتخب الوطني في معسكر مغلق بمدينة الشراقة، تحسبا للألعاب الإفريقية، المقررة نهاية هذا الشهر بالكاميرون ( 26 جويلية)، وإن كانت هذه الدورة لم ترسم بعد حسب المسؤولين، غير أننا مطالبون بالاستعداد الجيد لها، تحسبا لإمكانية السفر إلى الكاميرون في أي لحظة، نحن نضحي بالعطلة، وأي شيء جميل في سبيل أن نكون في أتم الجاهزية للمواعيد التي تنتظرنا، والتي نطمح خلالها لرفع الراية الوطنية عاليا.
التحيّز التحكيمي وراء المرور جانبا في بطولة العالم بأوزبكستان
*لم تتطرق إلى كيفية التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة، وهل جمعت الحد الأدنى من النقاط التي تسمح لك باقتطاع بطاقة العبور لهذه التظاهرة الكبرى ؟
كما تعلمون التأهل للأولمبياد حلم أي رياضي نخبة، وأنا أضع هذا الهدف نصب أعيني منذ فترة، وهو ما جعلني أحاول جمع أكبر عدد من النقاط، خلال الملتقيات والتظاهرات السابقة، غير أن التعديلات التي أجريت على نظام التأهل أخلطت حسابات الجميع، وجعلتنا تحت ضغط كبير، حيث سنلعب ورقة التأهل خلال بطولة إفريقيا، المقررة بالعاصمة السنغالية داكار شهر سبتمبر، ومن يضيع هذه البطولة سيتبخر حلمه بالسفر إلى باريس، ولهذا علينا الاستعداد بالشكل الجيد، كما توجد نقطة أخرى، وهي أن إفريقيا كانت ممثلة بثلاثة ملاكمين في كل اختصاص خلال الأولمبياد، قبل أن يتم تقليص هذا إلى ملاكم واحد، وهو ما سيعقد من مأموريتنا في التأهل، وإن كنت واثقا من مقدرتي على اقتطاع بطاقة التأهل لأولمبياد باريس، التي أضعها بمثابة رهان أود الوصول والتألق فيه.
*ماذا عن البطولة العالمية الأخيرة بدولة أوزبكستان والنتائج التي لم ترق إلى مستوى التطلعات ؟
آخر بطولة عالمية للرجال لعبت بدولة أوزبكستان شهر ماي الماضي، ونتائجي لم تكن جيدة، والسبب معروف وهو الظلم الذي تعرضنا له، فالجميع كان شاهدا على التحيز التحكيمي الفاضح، دون نسيان ما تعرض له المنتخب النسوي في ذات المنافسات التي لعبت بالهند، حيث حرموا إيمان خليف من التتويج لأسباب واهية، على العموم مثل هكذا مطبات لن تثني من عزيمتنا، وردنا سيكون فوق الحلبة إن شاء الله، لعل وعسى ننجح في إهداء ميدالية أولمبية للقفاز الجزائري.
*حصاد الملاكمة الجزائرية في الألعاب العربية كان وفيرا، ما سر هذا التفوق؟
بعد أن تصدرنا المشهد خلال آخر بطولة إفريقيا، عدنا وتسيدنا الملاكمة في الألعاب العربية، سواء في صنف الذكور أو حتى الإناث، وهو ما يؤكد العمل الجبار المنجز من طرف الطاقم الفني وأسرة الملاكمة ككل، في انتظار التأكيد على ذلك خلال الاستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا بداية بالدورة التأهيلية بالسنغال، والتي سنسعى خلالها لاقتطاع أكبر عدد ممكن من التأشيرات المؤهلة للأولمبياد.
تغيير نمط التأهل للأولمبياد زاد حجم الضغط على الملاكمين
*بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
شكرا لكم على هذا الاهتمام، ففي كل مناسبة أو تظاهرة إلا ونجدكم خلفنا، وهو ما يؤكد متابعتكم الدقيقة لكل الرياضات الفردية، ومثل هكذا خرجات تزيدنا عزما وإصرارا على التألق وتشريف الراية الوطنية في كبرى التظاهرات
الرياضية.
حاوره: سمير. ك