الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الباحثة في البيولوجيا يمينة بوشيخ في حوار للنصر: نجحنا في صناعة الجلود من البكتيريا وسنوظف نفايات زيت الزيتون بيئيا

 

 

قالت الباحثة الجزائرية في علوم البكتيريا، الدكتورة يمينة بوشيخ، إن الجزائر تعيش صحوة في مجال البحث العلمي، مكنت من الانفتاح على العالم والدخول في شراكات من شأنها أن تدفع عجلة التطوير، واعتبرت الدكتورة بوشيخ التي نجحت في ابتكار جلد من البكتيريا بأن مثل هذه الانتصارات العلمية هي نتاج لمواكبة حثيثة للتحولات التي تفرض نفسها في ظل السباق التكنولوجي المحموم الذي يشهده العالم في شتى المجالات، وفي حوار للنصر تحدثت الباحثة التي تم تكريمها العام الماضي من طرف رئيس الجمهورية، عن مشروعها الجديد الرامي إلى تحويل نفايات مصانع زيت الزيتون إلى ثروة، وعن تفاصيل تجربتها في مجال المقاولاتية، وحكايتها مع البكتيريا والبيئة وتحديات تخصصها.

حاورتها: إيمان زياري

rمن هي يمينة بوشيخ لمن لا يعرفها وكيف قررت سلك طريق البحث العلمي؟
أنا باحثة بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بسيدي بلعباس، متحصلة على شهادة دكتوراه في البيولوجيا. عملت على عدة مواضيع بحثية كالتصحر والمناطق الجافة بحكم انتمائي إلى منطقة سعيدة، بعدها تخصصت في فيزيولوجيا النبات ودرست بجامعة وهران بمخبر متخصص في فيزيولوجيا النبات وأخطار الملوحة والجفاف، ثم واصلت الدكتوراه بجامعة مصطفى سطنبولي بولاية معسكر لمدة ست سنوات أين قمت بتلخيص كل مشواري الدراسي وجمعت تجاربي ونشاطاتي وأبحاثي في الجامعة والمعهد الوطني للبحث الزراعي. سلطت الضوء على إشكالية النباتات الدخيلة وتأثيراتها على البيئة، مثل انعكاسات بعض الشجيرات المستوردة من أستراليا على النباتات المحلية كما بحثت في البيوكيمياء والميكروبيولوجيا.


rلماذا اخترت مواصلة أبحاثك في مجال البكتيريا تحديدا؟
كانت انطلاقتي في المجال استمرارا لعملي على مشروع الدكتوراه الذي تناول قضية الشجيرات الدخيلة وتأثيرها على نمو نباتاتنا المحلية وكيف أعاقت تكاثرها. أردت التوصل إلى نظرية دقيقة وهو العامل الأول الذي جعلني أنظر إلى الطبيعة من جانب آخر، فتواجدنا ضمن نظام بيئي يحتوي على الكثير من العوامل من نبات وحيوانات وكائنات مجهرية، يعني أن هناك تأثيرا مشتركا لأن العوامل البيولوجية معقدة، ولا يزال الإنسان يجهل كل الأسباب وراء ذلك وقد اخترت البيولوجيا ليقيني بأننا لسنا مطالبين سوى بالبحث وهدم الأفكار القديمة الخاطئة كالتي تقول إن الكائنات المجهرية هدامة مثلا، لأنه وعلى العكس من ذلك، تساهم هذه الكائنات في تغذية التربة وتنقية الهواء وحتى في حماية أجسامنا من الأمراض، وقد انطلقت مؤخرا سلسلة أبحاث مهمة عبر العالم حول البكتيريا المتواجدة في أجسامنا.
البحث في البيولوجيا يجعلك دائم التساؤل عن الحقيقة، لذا حاولت التعمق والبحث من زاوية أخرى، وفكرت في إمكانية استغلال البكتيريا في صناعة الكثير من الأشياء التي نحتاجها في حياتنا اليومية كالأجبان والألوان. نحن في عصر يشهد تحولا كبيرا في طريقة التفكير والتصنيع، واليوم هناك لحم نباتي وحليب نباتي، والمستقبل للكائنات المجهرية التي يمكننا الاستعانة بها لصناعة طعامنا ولباسنا ودوائنا بطريقة أقل ضررا.
rأنشأت شركتك الخاصة الناشطة في نفس المجال، فما الذي تنتجينه تحديدا؟
«تنمو» فكرة ولدت سنة 2017، بعد أن وجدت تنوعا كبيرا في الألوان أثناء عملية عزل البكتيريا عن التراب. انطلق المشروع فعليا سنة 2019، وأجرينا الكثير من التجارب إلى أن تمكنا من صناعة الجلد من هذه البكتيريا، ثم استعنا بحرفيين لتصنيع منتوجات من هذه الجلود كالحقائب والأحذية، لدينا الكثير من الأفكار التي يمكننا تجسيدها ميدانيا، وهذا ما سنعمل عليه مستقبلا.


rكيف توفقين بين متطلبات البحث العلمي والمقاولاتية؟
من الصعب جدا الجمع بين البحث العلمي والمقاولاتية، لأنهما يستهلكان الكثير من الوقت والجهد، أطلقت الشركة في إطار برنامج أوروبي وبالاستعانة بحاضنة جزائرية، وفي نفس السنة تلقيت عرضا للمشاركة في مشروع بحثي أوروبي متوسطي مهم، وهذا أمر صعب للغاية فاضطررت لتطوير استراتيجية عملي من خلال التقدم في مشروعي الخاص والعمل عليه لفترة من الزمن، كما سعيت جاهدة لعدم التفريط في البحث، ومحاولة التوفيق بينهما.
لم يكن الأمر سهلا على امرأة يقع على عاتقها الكثير من المسؤوليات كأم وسيدة بيت، خاصة ونحن نمثل الجزائر في مجموعة بحثية تضم علماء من مختلف دول أوروبا، ولذلك خصصت معظم جهدي للمشروع الأكاديمي، بينما خصصت 20 بالمائة فقط من وقتي لمؤسستي.
rماذا عن أبحاثك ودراساتك في مجال البيئة؟
البيئة أولوية بالنسبة لي، لأنني باحثة وأعي خطورة تغير المناخ  والتلوث. العلم والتكنولوجيا بإمكانهما حل كل هذه المشاكل، وبحكم أني باحثة، فهذه مسؤوليتي للمساهمة في التغيير والتحسين كالعمل على مواضيع تحسين المحيط والتدريس، فضلا عن أن مشروعي المقاولاتي مبني أساسا على فكرة الحفاظ على البيئة من خلال تصنيع منتجات طبيعية، كقماش أو جلد أقل تأثيرا بيئيا وأقل تلويثا واستهلاكا للموارد الطبيعية.
تلقيت إشادة من الاتحاد الأوروبي نظير بحوثك، كما تربطك علاقات واسعة مع باحثين في الخارج، حدثينا عن الأمر؟
الإشادة جاءت بفعل مشاركتنا في مسابقة أشرف عليها الاتحاد الأوروبي، شاركت فيها سبعة بلدان عربية، وفزنا في المرحلة الأولى ممثلين عن الجزائر سنة 2022. الهدف كان المساهمة في تطوير فكرة في مخبر لطلبة دكتوراه أو باحثين وتحويلها إلى مشروع مقاولة، ثم جاء مشروع آخر أعمل عليه حاليا في مجال تثمين نفايات زيت الزيتون.


rما الذي يحتاجه الباحث الجزائري ليبدع برأيك؟
رغم سني الذي يقارب 40 عاما، إلا أنه كان لدي الحظ لمعايشة فترتين مختلفتين في مسيرة البحث العلمي في الجزائر، لذلك يمكنني القول بأنه كان ضعيف نسبيا وأنا طالبة. كانت الإجراءات تأخذ وقتا طويلا جدا وقد يستغرق طالب الدكتوراه 10 سنوات لمناقشة أطروحته، ثم بدأ التحول بدخول نظام «آل آم دي» أين صارت الجزائر تنشط دوليا من حيث برامج البحث، حيث تعددت مشاريع البحث مع الدول المتوسطية والأوروبية والحمد لله نعرف صحوة حقيقية في المجال، والباحث اليوم لا يحتاج سوى التمويل الضروري لتوفير التجهيزات والموارد، إلى جانب فريق عمل جاد.
rحظيت بتكريم خاص من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ما الذي أضافه لك هذا الاستحقاق؟
كان لي شرف التكريم من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، وقد أمدني ذلك بدعم كبير للمواصلة في مجال عملي وعدم الاستسلام، كما ساعدني على الظهور والبروز في مختلف المحافل العلمية، والتعرف على باحثين آخرين وتطوير شبكة علاقات مهمة مهنيا تجمع ممثلين عن الوزارات
و الإدارات وحتى الفاعلين في مجال البيئة والاقتصاد.


rما هي أهم المشاريع البحثية التي تشتغلين عليها حاليا؟
أعمل على مشروع في إطار أوروبي متوسطي لإعادة رسكلة نفايات صناعة زيت الزيتون، بحيث نأخذ النفايات الصلبة والسائلة التي تعتبر ملوثة جدا للتربة والماء، ونخرج منها منشطات النباتات، ثم نطورها لتحويلها إلى ثروة بدلا من رميها وتلويث المحيط، وهذا أكبر تحد بالنسبة لي والذي سأعمل عليه جاهدة إلى غاية تحقيق النتيجة الأفضل للبيئة والجزائر.                       إ.ز

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com