أرشح الجزائر للفوز بالكان وهذا ما يهددها في كوت ديفوار !
خص الناخب الوطني السابق جورج ليكنس النصر، بحوار مطول تحدث فيه عن حظوظ الخضر في التتويج بكأس أمم إفريقيا المقبلة، مشيرا إلى أن الظروف المناخية تبقى العائق الوحيد أمام رفقاء رياض محرز من أجل التألق، كما عرج التقني البلجيكي على ودية مصر التي وصفها بالاختبار المفيد قبيل دخول معترك الحسم، مباركا لوليد صادي انتخابه على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
كما تطرق ليكنس أيضا إلى الإستراتيجية التي تبنتها الفاف بمباركة بلماضي، والمتعلقة بإقناع المواهب الناشطة في أوروبا بالدفاع عن الألوان الوطنية، معتبرا قدوم أسماء جديدة، ومنها حسام عوار وأمين غويري بمثابة إضافة قوية للتشكيلة الوطنية التي تمتلك في نفس الوقت – حسبه - لاعبين آخرين متميزين، في صورة محمد أمين عمورة الذي يرى المدرب السابق للخضر، بأنه يمتلك شيئا من النجم المصري محمد صلاح، الذي يقاسمه السرعة وحسن إنهاء الهجمات.
* نود معرفة رأيك بخصوص نتيجة التعادل التي افترق عليها الخضر أمام المنتخب المصري ؟
لقاء الخضر أمام منتخب مصر في فترة التوقف الدولي الأخيرة، لم يكن وديا على الإطلاق، وشعرنا بأنه نهائي لكأس الأمم الإفريقية أو مواجهة مؤهلة للمونديال، جراء المنافسة الشديدة والشرسة بين المنتخبين، لقد كانت قمة مثيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويكفي أن النتيجة النهائية قد حُسمت في الوقت بدل الضائع، بعد نجاح إسلام سليماني في زيارة شباك المصريين عن طريق رأسية محكمة.
ودية مصر درس مفيد قبيل دخول معترك الحسم
*هل توقعت ذلك السيناريو، خاصة مع خوض المصريين لأزيد من 70 دقيقة ب10 لاعبين ؟
صدقوني لقد رشحت المنتخب الجزائري للفوز، بالنظر إلى الأسبقية التي تمتلكها منتخبات شمال إفريقيا على حساب الفراعنة، وعن نفسي فزت مع منتخب تونس مرتين على المنتخب المصري، غير أن واقع الميدان كان مغايرا، حيث خلق رفقاء محمد صلاح متاعب كبيرة لأشبال بلماضي رغم النقص العددي، وكادوا ينهون اللقاء منتصرين لولا نجاح سليماني في استغلال إحدى توزيعات عطال، هو درس مفيد قبيل دخول معترك الحسم، وأنا على يقين أن رفقاء محرز سيظهرون بالشكل المطلوب في تصفيات المونديال ونهائيات كان كوت ديفوار.
محرز جد متواضع وفغولي حلم أي مدرب
*ماذا عن الفوز الذي عاد به رفقاء محرز من داكار عند ملاقاة المنتخب السنغالي؟
بخصوص الانتصار الذي عاد به المنتخب الجزائري شهر سبتمبر الماضي، من العاصمة داكار أمام منتخب السنغال بطل القارة فذلك لم يفاجئني، كوني أدرك جيدا قيمة هذا المنتخب القادر على تخطي أي كان عندما يكون في يومه، على غرار ما فعله أمام جزر الرأس الأخضر التي دك شباكها بخماسية كاملة.صدقوني الخضر لا يقلون شأنا عن "أسود التيرانغا"، ويكفي أنهم أصبحوا الشبح الأسود لأشبال المدرب أليو سيسي، بدليل تفوقهم عليهم في أكثر من ثلاث مناسبات في الفترة الأخيرة، أنا متضامن مع المدرب جمال بلماضي الذي قاد المنتخب الجزائري لنتائج رائعة منذ قدومه، وهو الذي توج بالكان، ولهذا أنا ضد الانتقادات التي تطاله مؤخرا، ففي عالم كرة القدم ليس كن السهل على المدرب أن يُبقي فريقه في القمة، وهناك فترات صعبة، وأنا واثق من مقدرة بلماضي على تجاوزها، وهو الذي يمتلك كل المقومات والمؤهلات لصناعة تاريخ جديد.
عمورة يمتلك شيئا من صلاح وقادري فاجأني
*بحكم الخبرة التي اكتسبتها من الإشراف على عديد المنتخبات في القارة السمراء، من تراه المرشح الأبرز للفوز بنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة؟
أرشح عدة منتخبات للمنافسة على لقب كان 2024، والبداية بالبلد المستضيف كوت ديفوار الذي إلى جانب امتلاكه كوكبة من النجوم سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، إضافة إلى المنتخب السنغالي الذي يتصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية في لائحة الفيفا، دون نسيان المنتخب الجزائري بطبيعة الحال، وإن كنت أخشى على منتخبات شمال إفريقيا من عاملي المناخ والرطوبة، فخوض منافسات الكان أصعب عندي من لعب نهائيات المونديال.
*تبدو مقتنعا بمقدرة الجزائر على المنافسة على اللقب القاري، رغم ما تعرض له أشبال بلماضي في آخر نسخة، ما هي المعايير التي احتكمت إليها ؟
المنتخب الجزائري قادر على قول كلمته في النسخة المقبلة من نهائيات كأس أمم إفريقيا، في وجود مدرب بمواصفات جمال بلماضي، الباحث عن إعادة الاعتبار لنفسه ولمنتخب بلده، بعد خيبة الدورة الماضية، إلى جانب امتلاك الجزائر لنجوم بإمكانها صنع الفارق، والبداية بالقائد رياض محرز الذي أكن له كل الاحترام والحب، فرغم ما وصل إليه من نجومية، إلا أنه ظل ذلك اللاعب المتواضع الذي عرفته منذ سنوات عندما عملت معه لأول مرة، دون نسيان المخضرم إسلام سليماني وصخرة الدفاع عيسى ماندي، وكذا العائد سفيان فغولي الذي تحتاج الجزائر للاعب بخصاله، فإلى جانب تألقه فوق الميدان، هو مؤطر ناجح للشبان، وخبرته كفيلة بمساعدة المدرب جمال بلماضي على تسطير التتويج بالألقاب هدفا.
المنتخب الجزائري قادر على تخطي الجميع وبلماضي يحتاج الدعم
*الخضر استفادوا من عديد المواهب في الفترة الأخيرة، ما رأيك في الإستراتيجية التي تبنتها الاتحادية الجزائرية بالتنسيق مع بلماضي ؟
سعدت كثيرا بعد نجاح الجزائر في الاستفادة من بعض المواهب التي تلقت تكوينها في المدارس الأوروبية، وفي مقدمة هذه العناصر متوسط ميدان نادي روما حسام عوار الذي كان يدافع في وقت قريب عن ألوان المنتخب الفرنسي الأول، وهذا ليس في متناول أي لاعب كما تعلمون، إضافة إلى مهاجم نادي رين أمين غويري الذي كنت أتوقع وصوله لمنتخب الديكة الأول، لما يتمتع بها من إمكانيات فنية، غير أنه اختار في آخر المطاف اللعب للجزائر، وهذا أمر جيد بالنسبة للخضر وللمدرب بلماضي الذي سيكون بحوزته مهاجم من طراز عال، بإمكانه أن يشكل ثنائية مرعبة مع سليماني، وكذا الصغير محمد أمين عمورة الذي لا يكف عن صنع الحدث في بلجيكا منذ التحاقه بنادي سانت جيلواز.
*أمين عمورة لا يكف عن صنع الحدث في الدوري البلجيكي منذ التحاقه بنادي سانت جيلواز، ماذا يمكن أن تقول عن هذا اللاعب ؟
عمورة هو مكسب كبير لنادي سانت جليواز، ويكفي أنه قد نجح في تسجيل العديد من الأهداف منذ انضمامه إلى الفريق في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، كما أنه كان متألقا في مباراة ليفربول ضمن منافسات الدوري الأوروبي، والتي قدم فيها كل شيء، وكان ينقصه تسجيل هدف فقط، عمورة هو لاعب يتمناه أي مدرب في فريقه، لما يمتلكه من ميزات، ولعل أبرزها سرعته الفائقة التي يعجز المدافعون عن مجاراتها، دون نسيان المهارة التي يتمتع بها، وحسن تعامله مع المرمى، فهو لاعب يجيد إنهاء الفرص التي تتاح له، وكل هذا يقودني للقول إن عمورة لديه شيء من نجم ليفربول الانجليزي محمد صلاح.
أحسنتم الصنيع في ملف المغتربين وهنيئا بعوار وغويري
*ماذا عن بقية اللاعبين الجزائريين في الدوري البلجيكي ؟
عمورة ليس اللاعب الجزائري الوحيد المتألق في الدوري البلجيكي، فهناك أسماء أخرى متألقة، في صورة متوسط الميدان آدم زرقان الذي يعتبر من أفضل اللاعبين في الدوري ككل في منصبه، دون نسيان عبد القهار قادري الذي فاجأني حقا بتطوره المذهل، إلى درجة تحول فيها إلى قائد في ناديه كورتري، وهو ما سمح له بالحصول على متابعة واهتمام بعض فرق النخبة في أوروبا، في صورة النادي المدرسة أجاكس أمستردام الهولندي، الذي كان قريبا من التعاقد معه في فترة الميركاتو الصيفي الماضي، غير أن تمسك ناديه بخدماته حال دون ذلك.
*في ختام هذا الحوار، ما تعليقك على انتخاب الشاب وليد صادي رئيسا جديدا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ؟
انتخاب وليد صادي رئيسا جديدا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم فاجأني حقا، وأنا الذي عرفته شابا محبا لكرة القدم والمنتخب الجزائري في فترة الرئيس السابق محمد روراوة، لقد كانت لي فرصة الاحتكاك به، ووقفت على الكفاءة التي يتمتع بها، والتي جعلت من محمد روراوة يختاره ضمن رجاله، أتمنى له كل التوفيق في مهامه الجديدة، ولما لا ينجح في النهوض بالكرة الجزائرية من جديد، لعل وعسى يتمكن الخضر من التتويج معه بكأس الأمم الإفريقية المقبلة.
حاوره: سمير. ك