الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المدرب المساعد لمنتخب فلسطين والهداف التاريخي فهد عتال للنصر

عدم اللعب في الجزائر حرمنا من دعم لن نجده حتى في فلسطين

أكد فهد عتال الهداف التاريخي لمنتخب فلسطين، أن التضامن مع لاعب الخضر يوسف عطال واجب وهو الذي عرّض مسيرته الاحترافية للخطر، بسبب دعمه للقضية، موجها في حوار مع النصر شكره لكل من النجمين رياض محرز وكريم بن زيمة لمشاركتهما في فضح جرائم المحتل، كما تطرق مساعد مدرب منتخب فلسطين بحسرة إلى قرار الفيفا بمنع استقبال منافسي «الفدائي» بالجزائر، مؤكدا أن هذا القرار حرم منتخب بلاده من ورقة دعم مهمة لن يجدها مثلما قال حتى في ملاعب فلسطين.

فهد عتال، الذي أجزم أن الحديث عن تضامن الجزائر أضحى من نافلة القول، وجه شكره هذه المرة إلى أفراد الجالية الجزائرية بالخارج، التي ساهمت مثلما أكد، حتى في تنظيم مسيرات وقيادة تجمعات مندّدة بجرائم الكيان في بلدان أوروبية.
نوّد أن تضعنا في صورة الأحداث الدامية بفلسطين التي تعيش أياما عصيبة، جراء القصف العدواني من الكيان الصهيوني والذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء ؟
مرحبا بكم وبأهل الجزائر الأحباء، الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام، لمواقفهم البطولية والرجولية اتجاه القضية الفلسطينية التي لطالما كانت قضيتهم الأولى، أنا سعيد جدا بهذا الاتصال الهاتفي من صحفي جزائري، وأنا تحت تصرفكم للإجابة عن كل أسئلتكم، حتى وإن كانت معنوياتي جد منحطة، جراء ما نعيشه خلال الأسابيع الأخيرة من قصف وتدمير أودى بحياة الآلاف من المدنيين، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين لا حول ولا قوة لهم، وليس لهم أي ذنب سوى أنهم متمسكون بموطنهم وموطن أجدادهم، ويرفضون الاستسلام لمحاولات العدو الذي يسعى جاهدا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
حقوق الإنسان أكذوبة غربية فضحتها مجازر غزة
كيف تتعاملون مع هذه الأيام العصيبة، خاصة وأن عدوان العدو بلغ حدا لا يوصف ؟
فلسطين تعيش أياما حزينة للغاية، جراء استشهاد الآلاف من المواطنين الأبرياء، وليس لنا سوى أن ندعو لهؤلاء الأبطال الذين فدوا أرضنا الحبيبة بدمائهم الطاهرة، نحن نعاني منذ أزيد من 70 سنة، ومازلنا مستبسلين رافضين للاستسلام، ويكفي أن صور الصمود في كل الأراضي الفلسطينية وفي قطاع غزة بالتحديد، قد آلمت الصهاينة وكل من يدعمهم، وخصوصا الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول تسويق صور خاطئة عن حقيقة الأوضاع في فلسطين، التي تتواجد تحت القصف منذ عدة أسابيع دون أن تتحرك الأمم المتحدة، في سلوك يؤكد أن حقوق الإنسان مجرد أكذوبة غربية، فضحتها مجازر غزة.
ماذا عن أحوال الأسرة الرياضية الفلسطينية، وأنت الذي تعد عضوا ضمن الطاقم الفني لمنتخب فلسطين، وكذا الهداف التاريخي لمنتخب «الفدائيين» ؟
أجل، أنا ضمن الطاقم الفني لمنتخب بلدي، وأعمل برفقة المدرب التونسي مكرم دبوب، وأشغل منصب المساعد الأول منذ فترة، وكان لي الشرف أيضا أن عملت مع التقني الجزائري المحترم نور الدين ولد علي الذي ضمني إلى جهازه الفني، بعد أن كنت لاعبا ضمن كتيبته، وإلى جانب كل هذا أعتبر الهداف التاريخي لمنتخب «الفدائيين»، بعد نجاحي في تسجيل 16 هدفا، نحن الآن في فترة راحة، بعد توقف كل النشاطات الرياضية في فلسطين، ولا ندري متى سنعود لأجواء المنافسة، وإن كان هذا الأمر لا يحظى باهتمامنا في الوقت الحالي، بقدر ما نحن مهتمون بأوضاع شعبنا الحبيب الذي يمر بفترة حرجة للغاية، كيف لا ونحن نفقد المئات من المواطنين يوميا جراء العدوان الغاشم،  ومن بينهم رياضيون في مختلف الاختصاصات ، وفي مجال كرة القدم كذلك، صدقوني لا توجد أسرة في غزة لم تفقد أحد أفرادها مؤخرا، وعزاؤنا الوحيد هو وقفة الشعوب العربية إلى جانبنا، وفي مقدمتها الشعب الجزائري الأبي الذي لا يوجد من يعرف مأساة الفلسطينيين مثله، كونه عاش فترات مشابهة إبان الاستعمار الفرنسي. أنا أقطن بالضفة الغربية التي لم تسلم هي الأخرى من اعتداءات العدو الذي يرفض خروج الفلسطينيين في مسيرات داعمة لأهالي غزة.

نعاني التضييق في الضفة الغربية ونمنع حتى من تنظيم المسيرات
هل تابعتم المسيرات الحاشدة بمختلف الولايات الجزائرية الخميس الماضي ؟
كل الشعوب العربية متضامنة مع الفلسطينيين، وحتى بعض الدول الغربية التي كانت تدير ظهرها لنا سابقا لم تتقبل ما يجري من مجازر دامية في غزة، فما بالك بأهالينا في الجزائر الذين لطالما كانوا خلفنا، ولم يتخلوا عن هذه القضية للحظة واحدة، نحن نتابعكم باهتمام شديد كما تتابعون كل أخبار فلسطين، وهنا أود الحديث عن الدعم الذي يحظى به المنتخب الجزائري خلال مبارياته، فالجميع يكون خلف رفقاء رياض محرز، وعن نفسي لن أنسى احتفالات الفلسطينيين بتتويج الخضر بكأس افريقيا 2019، حيث خرجوا إلى الشوارع وكأن منتخب «الفدائيين» هو الذي حصد هذا اللقب، صدقوني الشعب الجزائري يقاسم الفلسطينيين أحزانهم منذ احتلال أراضينا، وعن المسيرات الحاشدة التي قام بها الخميس الماضي في مختلف المدن، فهذا ليس بجديد عليهم، كونهم كانوا دوما في الطليعة، ومناصرة القضية لم تقتصر على الجزائر فقط، بل امتدت إلى مختلف المدن والعواصم في مختلف القارات، وهنا أؤكد لكم بأن بعض تلك المظاهرات والمسيرات الحاشدة، كانت تحت قيادة الجالية الجزائرية التي تود إيصال مأساتنا إلى كل ربوع العالم.
أهازيج «فلسطين الشهداء» سُنة في ملاعب الجزائر
حدثنا عن رغبتكم كطاقم فني فلسطيني في استضافة منافسيكم في الجزائر، ولو أن هذه الأماني تبخرت بعد رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسياوي لهذا المقترح ؟
حلمنا باللعب في الجزائر ليس وليد اليوم، بل يعود إلى عدة سنوات، كوننا ندرك ما سنلقاه من ترحاب من طرف الجمهور الرياضي الجزائري، الذي ساندنا في وقت من الأوقات على حساب منتخب بلاده، وهذا خلال الودية التي جمعتنا قبل سنوات بملعب 5 جويلية الأولمبي، في مشهد فريد من نوعه، ولم يسبق له مثيل، لقد كنت غائبا عن تلك المقابلة الاستعراضية، بسبب معاناتي من إصابة على مستوى الأربطة المعاكسة، غير أنني تابعت كل حيثيات تلك المواجهة المثيرة التي حضرها أزيد من 60 ألف مشجع، كانوا كلهم خلف منتخب «الفدائيين» الذي كان يمني النفس في خوض التصفيات المونديالية، وكذا تصفيات كأس أمم آسيا بالجزائر، غير أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وكذا الاتحاد الآسياوي رفضا هذا المقترح، بحجة استحالة الاستقبال خارج القارة الآسيوية، وبهذه المناسبة استغل الفرصة للتوجه بشكري للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي سارعت للترحيب بمنتخب فلسطين، دون نسيان السلطات الجزائرية بطبيعة الحال، وهي التي فتحت الأبواب أمامنا، في خطوة تؤكد مدى متانة العلاقات بين هذين البلدين الشقيقين، وأنا على يقين أن اللعب بالجزائر، كان كفيلا بمنحنا دعما قد لا نجده حتى في ملعب بفلسطين.
علمنا أن جزائريين قادوا مسيرات في بعض بلدان أوروبا
المنتخب الجزائري دخل ودية جزر الرأس الأخضر بوشاح فلسطين، وجماهير قسنطينة، دوّت أرجاء الملعب بعبارة "فلسطين الشهداء"، ما تعليقك ؟
صدقوني مهما قلت عن الجزائر لن أفيها حقها، فكل فرد جزائري مؤمن بقضيتنا التي يعتبرها قضية الأمة ككل، وليست قضية فلسطين فحسب، والصور التي شاهدناها من المنتخب الجزائري في ودية قسنطينة تمنحنا القوة، كيف لا والدعم يأتيك من نجوم كبار، لقد تعودنا على عبارة « فلسطين الشهداء» في كل الملاعب الجزائرية، وهذه المقولة دوّت في موندياليي البرازيل وجنوب إفريقيا، شكرا لكم وآمل أن نحتفل سوية بالنصر، الذي سيكون حليفنا عاجلا أم آجلا.
ما فعله جمهور ريال سوسيداد سابقة والاحتلال فقد حلفاءه الأوروبيين
مواقف اللاعبين الجزائريين تصنع الحدث أيضا، على غرار الرسالة القوية التي نشرها القائد رياض محرز، إلى جانب منشور يوسف عطال الذي تسبب في إيقافه من ناديه نيس الفرنسي، ماذا يمكن أن تقول لنا في هذا الخصوص ؟
الحرب لم تعد عسكرية فقط، بل أصبحت حرب تكنولوجيا وأنترنيت، والحمد لله القضية الفلسطينية لديها أنصار يملكون صيتا في العالم، على غرار نجوم كرة القدم، وهنا أعرج إلى المواقف الداعمة للاعبين الجزائريين، الذين سارعوا لدعم فلسطين وقطاع غزة بالتحديد، من خلال التنديد بمجازر العدو التي امتدت إلى أحد المستشفيات التي لجأ إليها الأبرياء للهروب من الآلة العسكرية الصهيونية التي لا تعير اهتماما حتى للأطفال، لقد تابعت رسالة رياض محرز القوية عبر «أنستغرام»، وهي لا تأتي سوى من شخص يعتز بأصوله الجزائرية والعربية والإسلامية، دون الحديث عن منشور يوسف عطال القوي والذي تسبب له بالإيقاف من طرف ناديه، وهنا لا يسعنا سوى أن نتضامن مع هذا اللاعب الذي باتت مسيرته الكروية مهددة بسبب مساندته للقضية الفلسطينية، وهنا أود أن أتقدم بالشكر أيضا لنجوم آخرين كبار، لم يتخلوا عن فلسطين في هذه المحنة، وفي مقدمتهم النجم ذو الأصول الجزائرية كريم بن زيمة الذي تعني منشوراته الكثير، لما يمتلكه من قاعدة جماهيرية كبيرة، إضافة إلى رياضيين آخرين في مختلف الاختصاصات، لقد فضح هؤلاء النجوم الكيان وكل من يدعمه، في انتظار أن ينجح الفلسطينيون في يوم من الأيام في العيش بسلام، مثل كل شعوب العالم.
محرز وبن زيمة مشكوران والتضامن مع عطال واجب
بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
صوت الحق سيصل مهما حاول الأعداء تخفيضه، ويكفينا أن قضيتنا أصبحت حديث الجميع في العالم مؤخرا، فما شاهدناه بمختلف ملاعب كرة القدم يفضح الاحتلال، الذي لم يسبق أن تعرض للهجوم بالملاعب الإسبانية، وهنا أود التنويه بجماهير ريال  سوسيداد التي رفعت الأعلام الفلسطينية بقوة في مباراتها الأخيرة ضمن «الليغا»، في تنديد بمجازر الاحتلال الصهيوني، الذي بدأ يفقد حلفاءه الأوروبيين.
حاوره: سمير. ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com