الكيان الصهيوني يريد عبثا أرضا من دون شعب
ذهبت سوزان شلبي نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بعيدا في تشريحها للوضعية الراهنة التي يعيشها بلدها وشعبها المكافح، وقالت في حوار للنصر، إن الكيان المحتل يريد إبادة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بغية تحقيق مخطط صهيوني للاستيلاء على كامل فلسطين، وأضافت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الأسيوي، أن العدوان الأخير فضح جرائم المحتل، كما فضح سياسة الكيل بمكيالين التي يتبناها الغرب، معرجة في حديثها لموقف عديد الرياضيين، ومنهم كريم بن زيمة الذي وصفته بالشجاع وقائد الخضر رياض محرز الذي أوصل رسالة قوية للعالم بأكمله، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة الوقوف إلى جانب يوسف عطال، الذي يعاني بسبب قوله كلمة الحق.
كمواطنة فلسطينية ومسؤولة في اتحادية كرة القدم، نود معرفة انطباعاتك، بخصوص ما يجري من مجازر دامية في قطاع غزة ؟
نمر بأصعب الفترات، فما يعيشه قطاع غزة من مجازر دامية على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع لم يسبق له مثيل، فالكيان الصهيوني لا ينوي التوقف عن الأعمال الإرهابية التي بدأها، والتي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء، جُلّهم من الأطفال والشيوخ والنساء، في تعد صارخ على حقوق الإنسان، يؤكد مدى همجية ووحشية هذا العدو الذي لن يقوى أحلافه على مواصلة الدفاع عنه، وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدولة الغربية التي تدعي احترام مواثيق حقوق الإنسان لا تزال تدعمه، رغم كل ما يقوم به من مجازر، شعبنا الأبي والعظيم لن يرضخ، وسيواصل الصمود، فالدفاع عن أرضه وأرض أجداده واجب على الصغير قبل الكبير.
الاحتفاء بزيتشينكو تم قولبته لعقوبات في حق عطال
أعمال التدمير والقصف متواصلة وحصيلة الشهداء في ارتفاع مستمر، كيف تصفين الوضع ؟
النوايا الخبيثة للكيان الصهيوني واضحة، وهي العمل على إبادة أهالي غزة أو تهجيرهم، لأن هذا القطاع كان ولا يزال مصدر للمقاومة، ولكنهم لن ينجحوا في هذا المسعى، بالنظر إلى الصمود الذي أبان عنه الأهالي، رغم الارتفاع المتواصل في عدد الضحايا والمصابين، فحصيلة الشهداء تجاوزت كل الحدود، وإن لم يتدخل مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة قد تكون الخسائر البشرية كارثية، دون الحديث عن الخسائر المادية بعد تحول غزة بالكامل إلى خراب.
صدقونا لم نعد نقوى على مشاهدة الصور الدامية، لا سيما بعد انهيار المنظومة الصحية بالكامل، واضطرار الأطباء لإجراء العمليات الجراحية دون تخدير.
جماهير سيلتيك تجاوزت عاملي اللغة والدين وانتصرت للإنسانية
الأسرة الرياضية الفلسطينية تضررت أيضا، بدليل أنها فقدت بعض الأسماء هي الأخرى، ما تعليقك ؟
هناك عدة ضحايا من الأسرة الرياضية، وتصلني العديد من الأنباء يوميا بخصوص مقتل بعض لاعبي كرة القدم ورياضيين في اختصاصات أخرى، وحتى المواهب الصغيرة لم تسلم من اعتداءات هذا العدو، الذي يحاول منذ سنوات «قتل» الرياضة في فلسطين، لأنها لطالما كانت وسيلة فعالة لإيصال رسالتنا للعالم، هم يتعمدون قصف وتدمير الملاعب والمنشآت الرياضية، مع سعيهم المتواصل لإغلاق العديد من المرافق شرق القدس، وفي الضفة الغربية، لأنهم لا يودون رؤية رياضيين فلسطينيين، يدافعون عن ألوان هذا البلد في أي محفل دولي، وهنا أستحضر غضب الكيان، بعد تأهل منتخب كرة القدم لنهائيات كأس أمم آسيا.
ما رأيكم في الصمت الدولي الرهيب رغم كل هذه الاعتداءات الصارخة؟
هذا ليس بجديد على هذا العالم «المنافق»، الذي يدعي احترام حقوق الإنسان، غير أن الحقيقة مغايرة تماما، ألم يكن على الدول الغربية الوقوف في وجه هذه الأعمال الإجرامية، التي لم يسلم منها حتى الأطفال والشيوخ والنساء، كما أنها طالت بعض الأماكن المقدسة، على غرار المساجد والكنائس وحتى المستشفيات، وهي أمور ما كان ليُسكت عليها لو حصلت في بلد آخر، ولدينا مثال حي حول ما جرى في الحرب الأوكرانية الروسية، فالجميع وقف لمساعدة أوكرانيا، وحتى الهيئات الرياضية أخذت موقفا صارما من القضية، بعد إقصاء منتخب روسيا من كل المنافسات، دون الحديث عن دعم أوكرانيا في كل الملاعب والمسابقات، فحتى رابطة الدوري الانجليزي الممتاز وضعت علم أوكرانيا شعارا لها تعبيرا عن تضامنها مع ضحايا هذا البلد الذي نتمنى له الأمن والسلامة، ولكن لماذا اختلفت المواقف، عندما تم الاعتداء على الشعب الفلسطيني بأبشع الطرق الإجرامية، فلا أحد تحرك لنصرتنا، فلا أي هيئة رافعت من أجلنا، وأكثر من ذلك هناك تأييد غير مباشر لهذه الأعمال الإرهابية، بحجة أن المقاومة كانت السباقة للهجوم.
بن زيمة شجاع تحدى ساسة فرنسا لأجلنا
نحن نتساءل عن المعايير التي يحتكم إليها العالم الغربي في الحكم على مثل هكذا قضايا حساسة، أليس من حق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة العيش بسلام ؟، نحن ندرك نوايا الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرضنا، فهو يريد أرضا دون شعب، ولكن هيهات أن يحصل هذا، فنحن كنا ولا نزال صامدين، وسنقف في وجه هذا العدوان إلى غاية افتكاك النصر كما انتزعه الشعب الجزائري من قبل.
بعيدا عن مواقف الساسة والدول، هناك هبة شعبية عبر كل بقاع العالم لنصرة فلسطين، ما رأيك ؟
بعيدا عن المؤسسات الحكومية والإعلامية التي تحاول ظلما وبهتانا تبرير الأعمال الإرهابية والإجرامية لهذا الكيان، بحجة أنه يدافع عن نفسه، وهو ما لا يمت للحقيقة بصلة، فالكل شاهد على المأساة الإنسانية التي يعيشها أهالي غزة، الذين لم يسلموا من عمليات القصف التي طالت حتى المستشفيات التي كانت ملاذا للمدنيين، نحن نعتز بمواقف الشعوب، وهي خير نصير لقضيتنا، فما نراه يوميا من مسيرات يرفع المعنويات، كما أن الصور التي تأتينا من بعض الملاعب الأوروبية، أفضل رد على هذا العدو، وكل من يقف خلفه، فجمهور سيلتيك الاسكتلندي الذي لا يجمعنا به لا لغة ولا دين، وقف وقفة رجل واحد مع قضية الحق، لا لشيء سوى لأنها على يقين بأن الشعب الفلسطيني مظلوم، ولا يمتلك أي ذنب سوى أنه يحاول الدفاع عن أرضه التي ولد وترعرع فيها، دون نسيان بقية الملاعب التي تزينت بالأعلام الفلسطينية على هامش مسابقة دوري أبطال أوروبا التي لعبت يومي الثلاثاء والأربعاء.
رسالتي للغرب .. دلونا على معايير الاصطفاف والتضامن مع المظلومين
نجوم في جميع المجالات، لم تُخف هي الأخرى موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والمندد بالأعمال الإرهابية للكيان الصهيوني، في صورة كل من بن زيمة وأوزيل ومحرز، ماذا يمكنك القول في هذا الصدد ؟
كل الشكر لهؤلاء النجوم الذين لم يكتفوا بدور المتفرج، بل هبوا لنصرة القضية الفلسطينية، وفي مقدمتهم صاحب الكرة الذهبية كريم بن زيمة الذي لطالما كان من أبرز الداعمين، ويكفيه فخرا موقفه الأخير، إذ لم يبالي بأي كان، ووقف في وجه كبار المسؤولين في فرنسا لإعلاء كلمة الحق، وهذا ليس بجديد عن ابن الجزائر الذي ورغم ترعرعه في فرنسا، إلا أنه لم ينس يوما أصوله العربية والإسلامية، إضافة إلى مسعود أوزيل الذي هو حاضر دوما بمنشوراته الداعمة، دون نسيان قائد منتخب الجزائر رياض محرز، الذي تناقل الجميع منشوره القوي المدين للكيان الصهيوني، حيث لم يدر ظهره لنا، كما فعل البعض، وهنا لا يمكنني أن أتجاهل لاعب المنتخب الجزائري الآخر يوسف عطال الذي أصبحت مسيرته الاحترافية مهددة، لا لشيء سوى لأنه قال كلمة الحق، حيث سارعت الرابطة الفرنسية لكرة القدم لمعاقبته، فضلا عن إيقافه من طرف مسؤولي ناديه نيس، وهنا نتساءل لماذا كل هذه العقوبات، التي كانت بمثابة مكافآت وجوائز للاعب الأوكراني زيتشينكو، بعد الحرب على بلده أوكرانيا.
عملتم جاهدين كاتحاد فلسطيني لكرة القدم للاستقبال بالجزائر، خلال تصفيات مونديال 2026، غير أن الفيفا بخرت أحلامكم، لماذا اخترتم الجزائر بالتحديد ؟
الجزائر بلدنا الثاني، ولا يمكن إيجاد أفضل منها لاستقبال لقاءات منتخبنا الوطني، فكل الأسرة الرياضية تفاعلت مع إمكانية اللعب في بلد المليون ونصف المليون شهيد، خصوصا لاعبي المنتخب الذين يتواجدون في وضعية نفسية صعبة في الوقت الحالي، جراء فقدان بعض أهاليهم وأقاربهم، إذ فقدوا الرغبة في لعب كرة القدم، وقالوا إن اللعب في الجزائر سينسيهم هذه الآلام بعض الشيء، ولهذا كانوا يعلقون الآمال، قبل أن يصدموا برد الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهنا سعيت جاهدة بحكم منصبي في الاتحاد الآسيوي (عضو المكتب التنفيذي ) للحصول على ترخيص، غير أن الفيفا ظلت متمسكة برأيها، بحجة استحالة اللعب خارج القارة الآسيوية، لقد لعبنا في الجزائر، ووقفنا على الدعم الكبير من طرف الجماهير الجزائرية، التي فضلتنا على حساب منتخب بلدها في آخر ودية، ولهذا كنا نأمل في خوض التصفيات المونديالية هناك، للحصول على دعم قوي، وإن كنت واثقة من الحصول عليه، حيثما قررنا أن نلعب، في وجود جاليات عربية في مختلف الدول، نحن نتطلع لصنع المفاجأة ولما لا التأهل للمونديال المقبل، في إنجاز سيكون تاريخيا بالنسبة للكرة الفلسطينية التي تعتبر متنفسا لشعبنا، الذي يعيش كل أنواع الظلم منذ اغتصاب أرضه لأول مرة في التاريخ.
منصبي في الاتحاد الأسيوي لم يكف لتسهيل مهمة الاستقبال بالجزائر
بماذا تريدين ختم هذا الحوار ؟
كل الشكر لكم على الاهتمام بالقضية الفلسطينية، فلطالما كنتم خلفنا ظالمين أو مظلومين، ولهذا أنتم مثل لنا، وأنتم الذين عايشتم فترات مشابهة إبان الاستعمار الفرنسي، نحن نعتز بعلاقتنا الأخوية بالجزائر، ونحترم مواقفكم الرجولية، التي تعتبر دافعا معنويا كبيرا للشعب الفلسطيني الذي سيتحرر يوما ما، فالاستقلال سيكون من نصيبنا عاجلا أم آجلا، وما علينا سوى الصبر والكفاح كل في مجاله.
حاوره: سمير. ك