الأفلام الإيرانية لم تحقق الرواج لأنها هادفة و لا تعتمد على لقطات الجنس
قال المخرج الإيراني بهروز أفخمي، بأن أغلب المخرجين الإيرانيين المتوّجين بالمهرجانات السينمائية الغربية، لم ينجحوا في فرض أعمالهم بالساحة السينمائية المحلية الإيرانية، فلجأوا إلى التشويه و المبالغة في نقل صورة ما يحدث في إيران، و ذلك بدعم و تمويل خارجي، كما أرجع سبب عدم نجاح الأفلام الإيرانية في إيجاد مكان لها بدول العالم رغم قيمتها الفنية، إلى عدم اعتمادها على لقطات الإغراء و الجنس التي تنتهجها باقي الدول بما فيها الإسلامية.
بهروز أفخمي الذي أخرج عدة اعمال تلفزيونية وسينمائية منها “العروس”و “يوم الشيطان”و “يوم الملكة”..، تحدث للنصر قبيل عرض فيلمه”روباه”(الثعلب) بقسنطينة على هامش الأسبوع الثقافي الإيراني في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، عن أسباب الحظر الذي كان مضروبا على السينما الإيرانية بالبلدان العربية و بشكل خاص مصر، كما كشف عن مشروع فيلمه الجديد”آنريكو فيرمي”.
* النصر: باتت للسينما الإيرانية مكانة خاصة بالمهرجانات الدولية الغربية أكثـر منها بالمهرجانات العربية ، لماذا في رأيك؟
- بهروز أفخمي:السبب الأول يكمن في تراجع عدد المهرجانات السينمائية العربية المهمة على قلتها و ضعفها بعد الأحداث الأخيرة في سوريا و تونس و مصر..، أما السبب الثاني فله علاقة بخلفيات سياسية، كالمهرجانات المصرية في عهد مبارك التي لم تكن تفسح المجال للأعمال الإيرانية، و أنا شخصيا أرغب في المشاركة في مثل هذه التظاهرات.
*هل ساهمت التتويجات بالمهرجانات الدولية في الترويج للسينما الإيرانية و سهلت تسويقها؟
- لا لم يتحقق ذلك بعد، صحيح أن المشاهد العالمي تعرف على السينما الإيرانية عن طريق المهرجانات السينمائية الدولية، غير أن المنتجين و المخرجين الإيرانيين لم يكونوا مهيئين بعد لمثل هذه المشاركات الدولية، لهذا لم يصلوا بعد لمرحلة التسويق من جهة، كما أن الصناعة السينمائية كما هو معروف تعاني رقابة مثل باقي الصناعات المهمة داخلية و حصار خارجي، و الأمر ينطبق حتى على السينما الأمريكية التي و لأجل عرض أعمالها بدول العالم اضطرت لشراء دور سينما في مختلف الدول، و بعد امتلاكها لهذه الدور باتت لا تسمح بعرض أي عمل سينمائي من انتاج الدول غير الصديقة لها.
*أغلب الأفلام الحائزة على جوائز عالمية، تركز على المشاكل السياسية و الإيديولوجية بإيران، في رأيك هل تمكن السينمائيون الإيرانيون من نقل الصورة الواقعية للمجتمع الإيراني؟
- بعض هؤلاء المخرجين و المنتجين بالغوا في نقل صورة المجتمع الإيراني و مشاكله، و لجأوا لتهويل بعض المشاكل العادية و الصغيرة، بحثا عن الشهرة و بعضهم أنتجوا أفلاما بأموال فرنسية و غربية، و المعروف أن المموّلين عموما يفرضون و يحددون مواضيع الأفلام التي يموّلونها و يسعون للترويج لها بالتظاهرات الثقافية الدولية المهمة.
*هل هذا يخص بشكل خاص المخرجين الذين يعانون المنفى؟
- نعم كل الذين رفضوا العيش في إيران و هجروها، نهجوا هذه الطريق.. و في رأيي هم ليسوا كثر و أغلبهم لم ينجحوا في فرض أعمالهم أو انتاج أعمال قادرة على المنافسة الفنية داخل إيران، فلجأوا إلى هذه الطريقة بحثا عن العالمية.
*هل لديك مشاريع أفلام تخدم إيران في حربها ضد الحصار الدولي المفروض عليها بسبب برنامجها النووي؟
- أنا بصدد إعداد مسلسل حول»انريكو فيرمي» أول شخص صنع القنبلة الذرية للأمريكيين، لتذكير العالم بأن أول من صنع هذه القنبلة يحمل الجنسية الأمريكية و أول من استعملها و استفاد منها، من جنسية أمريكية و ليس إيرانية.
*لماذا فشلت المسلسلات الاجتماعية في اكتساح الفضائيات العربية مثلما فعلت الأعمال الدينية؟
- نحن نصنع الكثير من الأعمال الاجتماعية في إيران، لكن للأسف المشاهد العالمي يبحث عن لقطات الإغواء و الإغراء و الجنس مثلما هو موجود في الأعمال التركية و غيرها من الدول و حتى الأفلام الدينية هي أفلام اجتماعية و تاريخية لكن لكونها لا تتوفر على لقطات الإغراء التي تنتهجها باقي الدول بما فيها الإسلامية، لذا فهي لن تجد لها مشاهدين بالعالم في رأيي.
حاورته مريم بحشاشي