صنّف المدرب التوهامي صحراوي إشرافه على مولودية قسنطينة، في خانة التحدي الذي يراهن من خلاله على تجسيد الحلم، الذي ظل يراود أسرة «الموك» لسنوات طويلة، والمتمثل في العودة بالفريق إلى قسم الكبار، في ظل توفر مقومات النجاح.
وكشف صحراوي في حوار خص به النصر أمس، بأن اتفاقه مع الرئيس قدري كان في ظرف زمني قياسي، جراء التشارك في وجهات النظر بشأن مستقبل الفريق، وأكد بأن خارطة الطريق المتعلقة ببرنامج التحضيرات تم ضبطها، لتبقى الخطوة الأخيرة تخص التعداد، بالحسم في وضعية لاعبي الموسم الماضي لصنفي الأكابر والرديف، قبل المرور إلى التدعيم، لأن المراهنة على ورقة الصعود تستوجب ضبط الأمور مسبقا، مع العمل على تظافر جهود الجميع.
*في البداية هل لنا أن نعرف كيف سارت المفاوضات مع الرئيس قدري؟
الحقيقة أن تواجدي على رأس العارضة الفنية لمولودية قسنطينة، كان نتيجة الرغبة التي أبدتها إدارة النادي وفي الاستفادة من خدماتي، والتي قابلها طموح شخصي من طرفي لقيادة واحد من أعرق النوادي على الصعيد الوطني، لأن تدريب الموك كان من بين المخططات التي كانت قد أدرجتها في سجلي منذ فترة، وقد كنت قريبا من تحقيق هذا المبتغى الموسم المنصرم، حيث جلست مع الرئيس هيشور في مناسبتين، إلا أننا لم نتوصل إلى اتفاق، فضلا عن إلتزاماتي التي كانت مع أولمبي المقرن، وعليه فإن الرئيس قدري ومباشرة بعد انتخابه على رأس النادي اتصل بي هاتفيا، وكشف لي عن نواياه الجادة في التعاقد معي كمدرب رئيسي للفريق، قبل أن تأخذ الأمور مجراها الرسمي في جلسة عمل كانت أول أمس بقسنطينة.
*وما هي الجوانب التي كانت وراء اتفاق الطرفين؟
لن أكون مبالغا إذا قلت، بأن اتفاقي مع الرئيس قدري كان في فترة زمنية لم تتجاوز دقيقتين، وهي المدة التي تم تخصيصها لمناقشة العقد في شقه المادي، وقد كانت الموافقة بسرعة البرق، وهذا ليس بمراعاة الأرقام المقدمة وإنما لتقارب وجهات النظر، الأمر الذي نتج عنه توافق كبير بين الطرفين، في حين كان النقاش عن الجانب التقني والتنظيمي موسعا وشاملا، لأن التركيز كان على نقطتين مهمتين وهما الهدف المسطر، ومدى توفر الشروط الكفيلة بتحقيق الغاية المرجوة، وكل المتتبعين لبطولة الرابطة الثانية يصنفون الموك في خانة أحد أفضل الفرق في مجموعة الشرق، خاصة في الموسمين الأخيرين، حيث كان الفريق قريبا من تحقيق العودة إلى الوطني الأول، وقد ساهمت هذه المعطيات في إعطاء تصور مشترك بشأن مستقبل المولودية في القسم الثاني، وما لذلك من انعكاسات تحفيزية عند الإشراف على فريق يلعب الأدوار الأولى، وهدفه المسطر التنافس على التأشيرة المؤدية إلى الرابطة المحترفة .
طلبت مساعدة دواس والتربص بتيكجدة
*وهل تم ضبط الأمور المتعلقة بتركيبة الطاقم الفني وبرنامج التحضيرات؟
جلسة أول أمس، كانت لترسيم الوضعية الإدارية، وقد وافق من خلالها الرئيس قدري على الاقتراح الذي تقدمت به، بخصوص هوية المدرب المساعد، لأنني طلبت عبد المالك دواس، بحكم أنه أحد أبناء الفريق، وسبق له العمل في الفئات الشبانية لمواسم عديدة، وكانت الموافقة دون أي تحفظ أو تردد من رئيس النادي، وعلى ضوء ذلك فقد اتصلت بدواس، وشارك معنا في شطر من أشغال الاجتماع، في انتظار ضبط باقي تركيبة الطاقم الفني، سواء المحضر البدني، مدرب الحراس، أو حتى محلل الفيديو، لأننا نعمل على توسعة التركيبة، مع تحديد المهام والمسؤوليات، بينما مازالت الرؤية لم تتضح بعد بشأن برنامج التحضيرات تحسبا للموسم القادم، وقد كان النقاش سطحيا في هذا الجانب، لأن الرئيس قدري أرجأ الحديث عن التحضيرات إلى ما بعد استلامه المهام من سابقه هيشور، ولو أنه أعطى موافقته المبدئية على البرنامج الذي سطرناه، إذ من المرتقب ان تكون بداية التحضيرات بقسنطينة، لمدة أسبوع، قبل الانتقال إلى مركز تحضير النخبة الوطنية بتيكجدة، لإقامة معسكر إعدادي، لتكون العودة إلى قسنطينة لفترة وجيزة، ثم التنقل إلى تونس لإجراء تربص مغلق، يكون خاتمة البرنامج الإعدادي.
*في ظل هذه المعطيات، الأكيد أنكم ضبطتم التعداد، مادام الرهان على الصعود يبقى كبيرا ؟
شخصيا، اعتبر الإشراف على مولودية قسنطينة بمثابة واحد من أهم التحديات في مشواري، بالنظر إلى مكانة الفريق في الساحة الكروية الوطنية، كما أنه سيكون البوابة التي أعود بها إلى الجهة الشرقية من الوطن، أين كانت لي تجارب كثيرة مع أندية حققت معها الصعود، لذا فإنني أدرج هذه المغامرة في خانة «استثنائية»، لأنني سأضع فلسفتي في التدريب في خدمة فريق رهان أنصاره العودة إلى القسم الأول بعد غياب دام 22 سنة، مادامت الموك تسعى في كل موسم لاستعادة مقعدها مع النخبة، وهذا منذ سقوطها في صائفة 2003، لكن تجسيد هذا الحلم يتطلب تظافر جهود الجميع، من لاعبين، مسيرين، مدربين وأنصار، لأن المدرب لا يملك العصا السحرية التي تكفي بضربة واحدة لبلوغ الهدف المنشود، وقد أرجأ الرئيس قدري الحديث عن التعداد، لأن نظرتنا مشتركة بخصوص هذا الجانب، حيث أن الانطلاقة ستكون بتباحث وضعية لاعبي الموسم الماضي، من الأكابر والرديف، والوقوف على مدى توافق كل عنصر مع الاستراتيجية التي سطرتها الإدارة والطاقم الفني، دون تجاهل اشتراط رغبة كل لاعب في المساهمة الفعالة في تجسيد مشروع الصعود إلى الرابطة المحترفة، لأن «الغربلة» في تعداد الموسم الماضي، ستعطي صورة أوضح حول حاجيات الفريق في مختلف المناصب، لتكون بعدها عملية التدعيم، مع مراعاة شرط توازن المجموعة، لأنه يصنع الفارق في المنعرجات الحاسمة.
حاوره: صالح فرطاس