رفضت تسويق صورتي بالمعايير الأوروبية و أعد جمهوري بالعالمية
أعربت الفنانة ياسمين عماري عن سعادتها بالفوز في الأسبوع الماضي بجائزتين خلال الطبعة الثانية لجوائز الموسيقى الجزائرية، حيث كانت الجائزة الأولى عن أغنيتها “راني ليك” و الثانية عن ألبومها الأخير الذي طرحته بعد 10 سنوات من غيابها و ذلك بفضل تصويت جمهورها الذي ظل وفيا لها ، و دعم عودتها للساحة الفنية الجزائرية.
و أكدت بأنها وطيلة فترة غيابها أدت و سجلت 100 أغنية في الخارج ، لكنها رفضت بلوغ الشهرة العالمية بتسويق صورتها وفق معايير أوروبية غريبة عنها، مشيرة إلى أنها ستطل على جمهورها الجزائري في رمضان كممثلة في فيلم كوميدي، للوقوف على العودة المميزة لياسمين عماري للساحة الفنية الوطنية ، اتصلت النصر بها، ففتحت قلبها ،كاشفة عن خبايا تفصح عنها لأول مرة.
ـ ياسمين عماري: التتويج أضاف لي حبا كبيرا للجمهور، ومسؤولية أكبر اتجاهه،فأنا مطالبة برد الجميل له، فعندما كان جمهوري يصوت لصالحي، كنت خارج الوطن من أجل عمل فني وكانت الأخبار تصلني وأهمها أن مجموعة من المصوتين من مختلف جهات الوطن قادوا حملة من أجل رفع عدد المصوتين لصالحي. الأمر أفرحني كثيرا وضاعف من مسؤوليتي، وأنا اليوم مطالبة بالعمل أكثر من أجل أن أكون عند حسن ظن هذا الجمهور.
ـ الفنان ليس باستطاعته اختيار جمهوره، بل هذا الأخير هو الذي يختار و يقرر الحفاظ أو التخلي عن فنان ما. و على الفنان السعي لإرضاء جمهوره وتقديم الأجمل من الأعمال التي تكون دائما مواكبة لرغباته وطلباته، في إطار الطابع الذي يلتزم به الفنان.
– بداياتي الفنية كانت فعلا مبكرة ،كنت طفلة عمري ثلاث سنوات عندما اكتشف والدي بوزيد عماري، المغني و كاتب الكلمات و الملحن موهبتي و ساعدني على تطوير قدراتي الصوتية. و في 1991 عندما بلغت السادسة ظهرت لأول مرة على شاشة التلفزيون الجزائري في أغنية ثنائية مع والدي عنوانها «أدينا «حمليي» بالقبائلية .كانت أول اتصال لي بالجمهور .و تواصل ظهوري على الشاشة لسنوات أديت خلالها العديد من الأغاني التي صور معظمها على شكل كليبات، بالإضافة لمشاركتي في عديد الحفلات عبر الوطن. مرحلة التسعينات مميزة بالنسبة لي ،كوني كنت أصغر مغنية في الجزائر و لدي جمهور واسع.
– «كلنا جزائريون» هي أغنيتي المفضلة، غنيتها مع والدي في وقت كانت فيه الجزائر تمر بظروف صعبة في ظل الإرهاب، كانت دماء الجزائريين الأبرياء تسيل دون أن يقترفوا أي ذنب، والعديد من الفنانين غادروا الجزائر بعد تلقيهم تهديدات بالقتل.
أما أنا ووالدي فقررنا البقاء في وطننا، رغم أننا نملك سكنا في إسبانيا و كان بإمكاننا المغادرة ،خاصة وأننا أيضا تلقينا تهديدات بالقتل، لكننا صممنا على التحدي ومواجهة الإرهاب بطريقتنا الفنية. أديت هذه الأغنية و أنا أشعر بحب كبير للوطن ،فهو الأم التي تحتاج لكل أبنائها في كل المجالات. كان أدائي قويا، صادقا ولازلت أحس بذات الشعور حين أؤدي هذه الأغنية اليوم في مختلف المناسبات. علما أنها آخر ما غنيت قبل غيابي عن الساحة الفنية لأكثر من 10 سنوات.
ـ والدي هو دعمي المعنوي الدائم ،وأشعر بالأمان معه ،و أستمد قوتي الفنية منه.علاقتي بوالدي فيها الكثير من التوافق بيننا، فنحن صديقان. بمرور الوقت أصبح لجمهوري مكانة في قوتي الفنية.
– بعد عودتي للساحة الفنية، عرضت علي عدة مقترحات من أجل أداء أغان ثنائية و، لكن من اتفقت معه لحد الآن هو شمس الدين من فرقة «فريكلان». أنا حاليا بصدد إنهاء عمل فني خارج الوطن وسأجسد المشروع مع شمس الدين بعد عودتي.
– حاليا أعكف على تصوير دور في عمل فني سينمائي من نوع الكوميديا، سيعرض في رمضان المقبل. سيكون العمل أول إطلالة لي على الجمهور من بوابة السينما، إذ سبق لي و أن اعتذرت عن عدة عروض سابقة بسبب انشغالي بالغناء، ومنها ما رفضته نظرا لنوعيته الرديئة. علما بأن موهبتي في التمثيل ظهرت في الصغر حيث عرض علي خالي الراحل عبد القادر علولة المشاركة في أحد أعماله المسرحية، لأنه كان يرى إمكانياتي التمثيلية رغم أن سني لم يتجاوز آنذاك 9 سنوات، لكن للأسف اغتيل قبل أن يبدأ المشروع، و كانت لي فرصة لاحقا ،حيث قمت بتقمص دور في مسرحية من نوع الكوميديا الموسيقية ،قمت بتلحينها بمفردي.
– أنا ولدت لأغني، ومن أجل حياتي الفنية ،أنظم وقتي وأضبط برامجي بصورة جيدة و لا أترك شيئا للصدفة، فكل ما أقوم به في حياتي الشخصية هو خدمة لحياتي الفنية. أقوم بواجباتي اتجاه زوجي و إبني الذي يبلغ 6 سنوات، ولا أقصر أبدا فيها .
– لا أحب اختصار مشواري الفني في حصيلة، بل بما قدمت لبلدي في السر والعلن، فالفنان لا يقاس بما كسب بل بما أعطى. أغتنم الفرصة لأقول لجمهوري بأنني أثناء 10 سنوات التي غبت فيها ما بين 2002 و 2012، حاولت ولوج العالمية بفضل مؤهلاتي الصوتية وقدراتي الفنية ،وكذا صغر سني الذي ساعدني. كنت في سن 16، و فعلا ظفرت بعدة عقود للعمل، و كان اسمي يتداول بكثرة في كواليس أكبر شركات الإنتاج، وقمت بتسجيل 100 أغنية في استوديهين عالميين، وتعاملت مع أكبر الملحنين وكتاب الكلمات العالميين، لكن رفضت عدة مرات توقيع عقود إنتاج وتسويق هذه الأغاني لعدة أسباب.أهمها رفضي للصورة التي يريدون تسويقي بها و إظهاري بها للعالم، فهناك لا يكفي أن تكون لديك قدرات فنية وموهبة كبيرة، الأهم الصورة التي يتم تسويقك بها. أعد جمهوري بتحقيق الظهور على الصعيد العالمي و بلوغ العالمية ، لكن على طريقتي.
– أهم الرسائل التي أسعى لتبليغها للمجتمع، تتمحور حول الدعوة للسلم والمحبة بين كل شعوب العالم، و ما يجب فعله من أجل تنمية و تطوير بلادي. وأسعى أيضا لتبليغ رسائل تدعو لزرع الأخلاق الفاضلة في المجتمع، وحماية البيئة.كما أريد أداء أغان تمجد المرأة الجزائرية وتذكر بخصائصها و خصالها.
– مثلي الأعلى في الغناء المغنية الأمريكية ويتني هيوستن التي تدربت في صغري على أداء أغانيها، فهي مدرستي وحسنت بفضل ترديدي لأغانيها قدراتي الصوتية، بينما أتمنى لقاء المغنية «بيونسي» التي أعتبرها فنانة متكاملة. كما أنني متأثرة بمايكل جاكسون و الكينغ خالد.
– أعد جمهوري بالعودة القوية للساحة الفنية، وأشكره لأنه ساندني رغم غيابي. وأشكر جريدة النصر التي أتاحت لي الفرصة لمخاطبته.
حاورتها هوارية ب