الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي للنصر


مظاهـرات 17 أكتوبـر غــيرت مجـرى الثــورة و كانت تتويجــا لهزيمـة فرنـسا في عقــر دارهـــا
أفاد الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي، أمس الاثنين، أن مظاهرات 17 أكتوبر 1961 في فرنسا غيرت مجرى الثورة الجزائرية ، فقد أثبت المهاجرون الجزائريون للرأي العالمي أن الجزائر وطن له شعب وله نخب قادرة على أن تضحي من أجله، وقال أن تاريخ 17 أكتوبر كان تتويجا لهزيمة فرنسا في عقر دارها حيث أن القيم التي كان يتشبث بها الفرنسيون
 سقطت خلالها، ودعا إلى ضرورة كتابة تاريخ الإجرام في فرنسا وتوفيره لأجيالنا وللأجيال الفرنسية. وأوضح البروفيسور محمد طيبي، أمس، في تصريح للنصر، بمناسبة الذكرى الـ55 لمظاهرات 17 أكتوبر 1961 في فرنسا ، أن ظاهرة وتاريخ الهجرة في الجزائر لم يكن مرتبطا بالبحث عن العمل أو المعيشة وإنما كان مفجر لحالة وعي وطني من باب أن المهاجرين أنفسهم تكونوا في مدارس النضال النقابي والسياسي في فرنسا والجزائر، مضيفا في السياق ذاته، أن الهجرة في حد ذاتها هي ظاهرة معقدة بالنسبة للتاريخ السياسي الجزائري، حيث نجد أن أكبر المناضلين في الحركة الوطنية عاشوا لحظة من الهجرة أو كانوا في الهجرة. و قال في هذا الصدد، أن مظاهرات 17 أكتوبر1961 هي ترجمان تاريخي لعلاقة هجرة بوطنها و بأمتها ولهذا صنعت تاريخا لها، موضحا في نفس السياق، أن كل الأحزاب الوطنية تقريبا انطلاقا من مصالي الحاج إلى قادة أول نوفمبر كانت لها كلها علاقة مع الهجرة وأن النخب التاريخية الكبرى نشأت في أحضان المهاجرين وبالتالي -يضيف المتحدث - فالهجرة بالنسبة للتاريخ الجزائري هي جزء من إثبات الذات الوطنية رغم ما يعيشه المهاجر من إكراهات وضعه كجزائري، منوها في هذا الإطار، بذكاء الجزائريين والذين استغلوا القانون الفرنسي في فرنسا ليتعلموا النضال السياسي والحزبي و مفاهيم الحرية و العمل النقابي. وذكر الباحث أن الهجرة كانت مكسبا ولا تزال مكسبا، و أن الهجرة الجزائرية لا تحتاج إلى من يرفع شأنها لأنها رفعت شأننا وكان منها من المجاهدين والمناضلين أحيانا ما لم يكن على أرض الوطن على حد تعبيره، مبرزا التضحيات العظمى التي قدمها المناضلون الجزائريون سواء خلال مظاهرات 17 أكتوبر التي غيرت مجرى الثورة من باب أن المهاجرين أثبتوا للرأي العام العالمي أن الجزائر وطن له شعب وله نخب قادرة أن تضحي من أجله و أضاف أنه لما انطلقت المظاهرات في 17 أكتوبر 1961 اكتشف الفرنسيون أن «الأنديجان» كما يسمونهم ليسوا «أنديجان» بل هناك أمة لديها تاريخ ونضال وقادرة أن تهزم فرنسا، واعتبر أن 17 أكتوبر 1961 كان تتويجا لهزيمة فرنسا في عقر دارها، حيث أن القيم التي كان يتشبث بها الفرنسيون سقطت لأن الدولة الفرنسية اضطرت أن تدوس على كل شعارات الجمهورية الفرنسية وخاصة القانون الذي يضمن حق التعبير والتظاهر ، فالجالية الجزائرية كشفت خلال هذه المظاهرات زيف شعارات الدولة الفرنسية وحتى أنها دفعت بالكثير من النخب الفرنسية أن يأخذوا موقفا ضد دولتهم ، مؤكدا في نفس الصدد، أن هذه المجازر زلزلت الرأي العام الفرنسي والضمير الفرنسي وخاصة النخب الفرنسية. وذكر نفس المتحدث أنه علينا أن ندخل في عمق تاريخ الثورة الجزائرية وأن نصل إلى تأويل التاريخ من حيث معانيه و مقاصده و نتائجه. وأضاف أن هذه الأحداث والبطولات التي ظهرت والإنجازات التي تمت تحسب لأصحابها ولا تحسب لنا وعلينا أن نكون في مستوى الأمانة و الفهم والتأويل الحقيقي لتاريخنا بعيدا عن الشوفينية وبعيدا عن استصغار ما أنتجه أجدادنا في المقاومة و علينا - يضيف نفس المتحدث- أن نحافظ على الدولة الوطنية ونبني وطنا لنكون أوفياء لهم لأنهم خرجوا ليستشهدوا من أجلنا .وأفاد طيبي أن فرنسا لم ترتكب جريمة واحدة فتاريخ فرنسا كله جرائم متراكمة ابتداء من سنة 1830 إلى 1962 وقال أن جرائم فرنسا يغطوها بجرائم مكشوفة فقط أما تاريخها فهو تاريخ جرائم لم تنقطع، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة كتابة تاريخ الإجرام في فرنسا وتوفيره بالغة العربية والفرنسية لأجيالنا و للأجيال الفرنسية. وأضاف أنه من الضروري أن ننتج كتابات تاريخية رزينة وأكاديمية والتي بها فقط نجعل الفرنسيين يعتذرون لنا ولا ننتظر الاعتذار من الذين يكرهوننا. و ذكر في نفس السياق، أن ما يجعل الفرنسيين ليس فقط يعتذرون وإنما يكتشفون جرم دولتهم يحتاج إلى نقاشات علمية رزينة هادئة بعيدة عن التشنج و الشوفينية والجهالة في كتابة التاريخ . وبخصوص تحامل بعض السياسيين الفرنسيين على الجزائر في كل مرة، أوضح الباحث أن هؤلاء لا يتحاملون فقط فهم يغطون عوراتهم وفشلهم السياسي في فرنسا بالغول الجزائري على حد تعبيره. ولفت إلى فشل النخبة السياسية الفرنسية بشكل عام لذلك فهم يتهربون من المسائل الكبرى التي تمس قوة فرنسا وسيادة فرنسا ودورها في أوروبا ويغطون فشلهم لأن الرأي العام الفرنسي يتحسس من هذا التاريخ.
وحول دور الجالية الجزائرية اليوم في دفع الاقتصاد الوطني، قال الباحث، أن دور المهاجرين اليوم امتداد لنا ويجب أن نضع القوانين التي تجعل جاليتنا تستثمر بحرية في البلاد وأضاف في نفس الصدد، أن الهجرة الجزائرية هي إضافة كبيرة ومهمة لبناء الاقتصاد والتطور الاقتصادي والخروج من التصورات البالية للسياسة والاقتصاد .       

مراد ـ ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com