رفضت دورا في عمل ضخم لأنني لا أقبل بالأدوار الهشة
عبر الممثل و المخرج التلفزيوني أحمد رياض عن أسفه للمستوى الذي وصلت إليه «الكاميرا الخفية»، حيث تجاوزت كل القوانين الواجب التقيد بها في إعداد هذا النوع من البرامج ، كما أعطت صورة سلبية عن معاملة المجتمع الجزائري للمرأة، و أظهرت أن المرأة لا تحترم و تهان و تتعرض للعنف في الأماكن العامة، مضيفا في حوار خص به النصر، بأن اختياره لنوع الغلاسة في الكاميرا الخفية التي أعدها و تم بثها في التليفزيون الجزائري جعلته ينفرد عن البقية و يحقق نجاحا.
حاورته أسماء بوقرن
لم يتم التقيدبنهاية سعيدة في المقالب
. النصر:اشتهرت بشخصية العجوز في الكاميرا الخفية التي قدمتها للعام الثاني على التوالي، هل هذا من باب التمسك بالشخصية التي ربما ترى أنها نجحت و رسخت في الأذهان، أم بدافع الخوف من تغييرها و تراجع الكاميرا الخفية التي شاركت فيها و أخرجتها؟
ـ أحمد رياض: اخترت شخصية العجوز، باعتبارها تمثل الجدة الجزائرية، لتتكلم بالأسلوب الذي غاب عن الأسر الجزائرية و لنستنشق من خلالها رائحة بيت زمان ، إذ أحرص على إحياء التقاليد من خلال سلوكات العجوز و الأمثال الشعبية التي تتلفظ بها من حين لآخر، كما أن طبيعة شخصية العجوز خفيفة على المتفرج، و مطلوبة من شريحة واسعة من المجتمع، و لكونها كبيرة في السن تلقى معاملة مهذبة من الجمهور، أي أن الكاميرا الخفية مهذبة، كما أن فكرة البرنامج تعد الأولى من نوعها، فأنا اعتمدت على نوع الغلاسة ، أي أنني قمت باستفزاز و إثارة غضب الأشخاص، مع تفادي تعرضهم لأي خطر. هذا النوع معمول به عديد الدول الأوروبية و العربية، كما تقيدت بمعايير الكاميرا الخفية و ذلك باحترام الأشخاص و التقيد بنهاية سعيدة ، مع أخذ موافقة المعني بخصوص بث الحلقة.
تعمدت إبراز معالم قسنطينة في برنامجي الخفية للترويج لها
. في ظل المنافسة الكبيرة للقنوات الخاصة التي استثمرت بشكل كبير في الكاميرا الخفية و وفرت لها إمكانات ضخمة، هل ترى بأنك وجدت مكانا لك؟
ـ نعم وجدت مكانا لي، و الدليل نسبة المشاهدة التي حققتها حلقات الكاميرا الخفية على موقع يوتيوب، حيث بلغت 200 ألف ، كما اتصل بي عديد الأشخاص من خارج الوطن و أثنوا على الفكرة و الإخراج، فباعتباري مخرج و منتج البرنامج، ركزت على تصوير المشاهد بطريقة سنيمائية، معتمدا على تقنيات السينما و مبادئ الإخراج، و على فريق عمل كبير، و قد تفاجأت عند زيارتي لأحد أقاربي في المستشفى، بأن المرضى يشاهدونها، و قالوا بأنهم يشاهدونها يوميا، مع العلم أنهم لا يدرون بأنني أنا الشخص الذي يقوم بالمقالب، و قد كانوا مستمتعين بمشاهدتها ، ما أدخل الكثير من الفرحة على قلبي و أشعرني بالاطمئنان، و غادرت المكان و أنا جد سعيد، لأنني حققت جزءا كبيرا من هدفي.
. هل كانت لك تجارب سابقة في الإخراج؟
ـ نعم ، أشرفت على إخراج الموسم الأول من الكاميرا الخفية «الهربة تسلك»، و كذا حصة «القول اللين» التي بثت على قناة القرآن الكريم و تتضمن إرشادات و خواطر، كما كنت من بين معدي الكاميرا الخفية «بالك واسع» و كذا «على المكشوف» للمخرج مهدي عبد الحق .
. موجة الكاميرا الخفية لاقت جملة من الانتقادات أو الهجوم و قيل بأنه مبالغ فيها، ما رأيك؟
ـ لم أرض بما قدمته بعض القنوات الخاصة خلال شهر رمضان ضمن حصص الكاميرا الخفية، فقد أهانت المرأة و قللت كثيرا من شأنها، كما أعطت صورة بشعة عن المجتمع الجزائري و أظهرت بأنه عنيف، خصوصا في تعامله مع المرأة، كما حاولوا إظهار بأن مستوى الفنانين الجزائريين في الحضيض، من إخلال استفزازهم بكلام يمس شخصهم، غير أنه و في الواقع الفنان يبقى إنسانا و كل إنسان يُمس في كرامته سينفعل و يصل إلى قمة الغضب.
. هل ستستمر في إنتاجها رغم أنها انتقدت هذا العام؟
ـ عندما أحضر شيئا جديدا و أقدمه للتلفزيون الجزائري و تتم الموافقة عليه سأعمل، لكن إذا نفدت مادتي الإبداعية فسأتوقف عن الإنتاج ، فأنا لا أعمل كتاجر و تقديم الجديد مهم جدا ، و الهدف من الكاميرا الخفية هو إيصال رسالة أخوة و تضامن للمجتمع ، و كذا تسلية و إمتاع المشاهد ، فعندما لا يكون لك نظرة إخراجية صحيحة و سليمة، لا يمكن أن توصل رسالتك للجمهور، و أن تساهم في إدخال الفرحة و السرور على العائلات. لقد اعتمدت على أسلوب التشويق و عملت باحترافية عالية، و كل شيء قمت به كان مدروسا ، حيث كنت أتأكد أن الإنسان لا يتعرض لأي خطر، كما أكلف أشخاصا بحراسة الأشخاص و الطاقم العامل لضمان سلامتهم . إن التلفزيون الجزائري العمومي، على غرار باقي القنوات الخاصة، يحث على احترام حرية الأشخاص و قيم المجتمع، أقول فقط « الله يرحمك يا الحاج رحيم» الذي كان يقدم للمشاهد كاميرا خفية ممتعة و مهذبة.
. هل لديك إمكانيات مادية تسمح لك بخوض مجال الإنتاج؟
ـ لا ، أنا أعمل كمنتج منفذ مع التلفزيون الجزائري، و ما قدمته كان بتمويل من ميزانية التلفزيون و ليس من إمكانياتي الخاصة.
الكاميرا الخفية أعطت صورة سيئة عن المجتمع و أهانت المرأة
. برزت في الأفلام التاريخية، لكن في المسلسلات تشارك بأدوار ثانوية ليست بارزة، هل هي مجرد بداية لخوض المجال ، أم أنك تختبر إمكانياتك؟
ـ أنا أحب كثيرا الأفلام الثورية، لأنها تجعلني أبحث في الشخصية، كما أنها تحمل هدفا و هو إيصال رسالة تبقى للأجيال القادمة، فقد شاركت في عديد الأفلام من هذا النوع، لأنني أحبها كثيرا و أؤديها بفخر و حماس، و من بين الأفلام التي شاركت فيها «البحار» سنة 2015 و تقاسمت البطولة مع عبد النور شلوش و فتيحة سلطان و المرحوم ياسين بوجملين، و قدمت دور البطولة في فيلم « ساعي البريد « و في مسلسل «بن باديس» قدمت دور الدكتور بن جلول ، و قد كانت لي مشاركة خاصة في مسلسل «صمت الأبرياء» كضابط شرطة، و بخصوص المشاركة في المسلسلات الدرامية و غيرها، فأنا أرفض أكثر من أن أقبل ، لأنني لا أحبذ تقمص الأدوار الهشة الخالية من المحتوى و أحب التميز، فقد رفضت دورا في مسلسل ضخم بُثته إحدى القنوات الخاصة، أنا عادة أقرأ السيناريو حوالي 20 مرة و بعد ذلك أقرر.
. خارج إطار التمثيل ماذا كان يعمل أحمد رياض؟
ـ كنت أعمل كخبير في الإعلام الآلي و كمختص في شبكة الكمبيوتر، و كنت أيضا عازفا على آلة البيانو، كما قمت بعديد الدورات التكوينية في مجال التمثيل، و تنقلت إلى فرنسا و خضعت لتكوين في مجالي التمثيل و الإخراج.
. كيف دخلت للتمثيل؟
ـ بدأت كممثل هاو، و كانت أول مشاركة لي في فيلم « المانع» منذ نحو 15 سنة، حيث كنت في 26 عاما من العمر، بعدها صقلت موهبتي بالدراسة و التكوين في عديد المدارس المختصة في مجال التمثيل، كما سافرت إلى فرنسا و تلقيت تكوينا في الإخراج و التمثيل بالعاصمة باريس.
. مشاريعك في مجال الإنتاج؟
ـ ليس لدي مشروع عمل واضح، لكن هناك تفاوض مع بعض المخرجين ، و ما أود قوله هو أنني متفائل بفتح مجال صناعة السينما، التي تعتبر أم الأعمال.
أ. ب