لـدي بـرنــامج لإعــادة الهيبـة للمـلاكمــة الجزائريــة وسـأشن حربــا علـى الـمحسوبية
كشف عبد السلام ذراع المنتخب حديثا رئيسا للاتحادية الجزائرية للملاكمة في حواره للنصر عن الخطوط العريضة لبرنامجه على المدى القريب و البعيد، كما فتح النار على رئيس الاتحادية السابق الذي سحبت منه الثقة وحمله مسؤولية الفوضى والتجاوزات التي حدثت في عهدته، كما أكد أنه سيعمل على إعادة الهيبة للملاكمة الجزائرية والقضاء على الجهوية و المحسوبية التي نخرت جسد الملاكمة الجزائرية، على حد قوله.
في البداية وقبل الخوض في مواضيع الاتحادية، نود أن تعطينا نبذة عن مشوارك كملاكم سابق؟
أولا أشكر النصر على اهتمامها، أنا من مواليد سنة 1959 بالميلية وترعرعت في قسنطينة بالحي الشعبي »باردو» أين تعلمت أول أصول الملاكمة، وأصبحت ملاكما سنة 1975، وتحصلت على لقب بطل الجزائر سنة 1978 ونائب بطل الجزائر سنة 1979 وكنت تحت إشراف المدرب قنيفة عبد الحميد وكان معه مساعدون أمثال لخضر زغاد و بوخميس عباس و العايب الطاهر رحمه الله.
بعد اعتزالك الملاكمة أصبحت مدربا، حدثنا عن تلك الفترةّ؟
بعد اعتزالي عملت كمقتصد في الجامعة لكن الملاكمة نادتني وعدت إليها كمدرب، بعد أن دخلت إلى «الكرابس» سنة 1982، وفي سبتمبر 1985 أصبحت مديرا فنيا ولائيا، ثم أصبحت مدربا لفريق الناحية العسكرية الخامسة، وبعد سنة 1988 عملت كمدرب لعدة فرق من بينها اتحاد حامة بوزيان وبريد ومواصلات قسنطينة، وفي سنة 1998 تحصلت على الدرجة الأولى الدولية في التدريب وبعدها تحصلت على الدرجة الثانية و الثالثة، ثم عدت كمدرب للناحية العسكرية الخامسة إلى غاية سنة 2011 وتحصل الملاكمون الذين دربتهم على عدة ألقاب.
تقلدت أيضا عدة مناصب إدارية في مشوارك؟
في سنة 1994 أصبحت مستشارا في الرياضة، وتقلدت منصب مدير الإدارة و المالية، وفي 2003 أصبحت مكونا في المعهد في اختصاص الملاكمة، وفي الفترة مابين 2001 إلى 2006 كنت عضوا فيدراليا في الاتحادية الجزائرية للملاكمة، وفي 2004 كنت رئيس بعثة الملاكمين في الألعاب الأولمبية في أثينا، وفي سنة 2007 كانت هناك ظروف خارجة عن نطاقي جعلتني انسحب من بينها الجهوية و المحسوبية.
في شهر مارس تم انتخابك كعضو في المكتب المسير للاتحادية وأصبحت نائب رئيس أول، كيف تم ذلك؟
في البداية حضرت ملفين ملف كعضو وملف كرئيس وكنت أنوي دفع ملف ترشح الرئاسة في حال عدم تقدم مرشح آخر، وبعد ترشح نحايسية مجيد فضلت التقدم للترشح للعضوية فقط وفزت بها بالإضافة إلى 10 أعضاء آخرين، وتم اختياري كنائب رئيس أول.
لماذا تفاقمت الصراعات في الاتحادية ؟
المشاكل بدأت منذ الاجتماع الأول الذي تم فيه توزيع المهام حيث كانت هناك حساسيات بين الأعضاء المؤيدين للرئيس السابق و المعارضين له، وتفاقمت المشاكل بداية من الاجتماع الثاني حيث كنا نجتمع ونتخذ قرارا بالإجماع ثم يقوم الرئيس بمخالفة القرار وتطبيق عكسه، وتكرر هذا الأمر عدة مرات.
ما هي المخالفات التي ارتكبها حسبكم الرئيس السابق؟
هناك ثلاثة أخطاء فادحة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، الأولى هي تكليف شخص ليس عضوا في المكتب و دون علمنا لتمثيل الاتحادية في اللجنة الأولمبية، والثانية تكليف شخص آخر بتمثيل الجزائر في هيئة دولية وهو ليس عضوا أيضا في المكتب والثالثة إعادة إحياء قضية قديمة ملفقة لعضو معنا في المكتب وهو لعزيزي عثمان الملاكم السابق و العضو الفعال في المكتب وحبك له عقوبة إيقاف عامين و اقتراح الشطب النهائي وهذا ما لم نقبله، وقام بعدة خروقات للقانون.
هل السبب الأخير هو من جعل الوزارة تتدخل؟
نعم و الوزارة مشكورة حيث أرسلت لنا مديرا مركزيا وقمنا باجتماع طارئ من العاشرة صباحا إلى الرابعة مساء وقام بلم الشمل وإلغاء قرار لجنة الطاعة، وبعد يومين اتصل بي الرئيس نحايسية وقال لي أنه لا يعترف بنتائج الاجتماع رغم أن وزارة الشبيبة و الرياضة هي من أقرت به.
ماذا قال لك الرئيس السابق نحايسية وأدى إلى تفاقم المشاكل؟
بعد تدخل الوزارة كان الجميع ضده خصوصا أنه اتخذ قرارا آخر دون علمنا بإبعاد المدرب الوطني بجاوي براهيم وهو في الألعاب الإسلامية في أذربيجان، كما قام بتشكيل فريق وطني ثان دون علمنا في البطولة الإفريقية، وكان من أسباب الصراع بين الوزارة و اللجنة الاولمبية وفي 25 ماي تم توقيفه تحفظيا، وكنت أريد لم الشمل وحتى عريضة سحب الثقة لم أمض عليها إلا في آخر لحظة بعد أن تأكدت بأنه لا أمل في التعامل معه، وفي آخر مكالمة معه لما أردت لم الشمل قال لي حرفيا:»سأعلنها حرب داحس و الغبراء»، هنا تأكدت أن لا أمل فيه وأمضيت على عريضة سحب الثقة.
وكيف تم سحب الثقة منه؟
هو كان يقول لقد جئت بالأغلبية مع العلم أنه نجح بفارق صوت واحد(19 معه و 18 ضده) ولم يكن يعترف بالوزارة أو المكتب وكان دائما يقول أن الجمعية العامة هي من انتخبتني وهي من تعزلني، وبعد أن اكتمل النصاب القانوني وتم الذهاب لجمعية عامة استثنائية وسحبت الثقة منه قال بأنه لا يعترف بالجمعية العامة وهو الآن يريد الذهاب للمحكمة الرياضية «التاس» مع العلم أن الحركة الجمعوية لا تعترف بها.
بعد سحب الثقة منه كيف قررت الترشح للرئاسة؟
بعد إلحاح من طرف الكثير من الأعضاء قررت الترشح وكنت المترشح الوحيد في انتخابات الفاتح أوت وحضرها 46 عضوا وصوت معي 36 و 8 كانوا ضد و امتنع عضوان عن التصويت.
ماهي الخطوط العريضة لبرنامجك خلال عهدتك التي تمتد إلى غاية 2020؟
لدي مشروع كبير لإعادة إصلاح الملاكمة الجزائرية بعد الفوضى التي كانت وهو شيء هو إعادة لم أسرة الملاكمة حول هدف واحد، والتكفل بجميع جوانب المنتخبات الوطنية في جميع الأصناف لدى الجنسين بالإضافة للتكوين، وأسعى لجلب آلات حديثة خاصة بالتنقيط أثناء المنازلات دون أن أنسى الوسائل الطبية الحديثة، وإعادة تنظيم المنافسات.
ماهي أول التحديات التي ستواجهها في بداية عهدتك؟
أسعى للقضاء على المحسوبية و الجهوية التي نخرت جسد الملاكمة الجزائرية، وإعادة هيبة المنافسة وإعادة هيكلة المنظومة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
ماهي العقبات التي صادفتها في بداية عهدتك؟
لحد الآن لا يوجد عقبات بمعنى الكلمة أنا الآن في مرحلة المعاينة والمراقبة وبحول الله كل مشكلة سأجد لها الحل المناسب.
بعد انتخابك رئيسا، حضرت عدة منافسات أجريت مؤخرا، ماهو انطباعك الأولى؟
بصراحة انطباع ايجابي حيث حضرت منافسة الأكابر في الشلف و الأشبال في قسنطينة و الأواسط في بجاية و في الأصاغر بعنابة، وخرجت بانطباع ايجابي بعد مشاهدتي لمواهب عديدة وفي ظرف 6 أشهر بإمكاننا تكوين فريقين وطنيين في كل صنف ولدينا المواهب و المدربين بشرط العناية بهم وتنقية المحيط.
بعد الصراعات التي حدثت مؤخرا في الاتحادية هل لديك برنامج لإعادة لم الشمل من جديد؟
ليس لدي مشكل مع أي شخص وبابي مفتوح للجميع و أرفض سياسة الإقصاء ومن يريد أن يخدم الملاكمة الجزائرية مرحبا به.
من بين المشاكل التي قد تصادفك هي المشكل المادي، هل فكرت في جلب مصادر تمويل؟
لحد الآن المصدر الوحيد لاتحادية الملاكمة هي أموال الدولة، لكن بحول الله عندما تستقر الأمور ونرتب البيت سنبحث عن مصادر تمويل أخرى و عن «سبونسور».
هل لديك فكرة عن المدربين و التقنيين الذين ستعملون معهم؟
لدي فكرة أولية لكن ليس أنا من يختار بل المدير الفني الوطني ولحد الآن لم يتم تعيينه، وبعد تعيينه في الأيام القادمة سيتم تسطير برنامج شامل، وقبل 15 سبتمبر سنعين لجنة فنية وطنية ونخرج من خلالها بخارطة طريق على مدى 4 أو 8 سنوات.
هل فكرتم في الملاكمين السابقين والذين يعانون حاليا من التهميش؟
حاليا شغلي الشاغل هو الملاكمون السابقون وإعداد ملفات عنهم على حسب الأولويات والتكفل بهم في جميع النواحي، بالإضافة لتنظيم تربصات لهم ومنحهم شهادات تدريب تسمح لهم بالعمل والعودة إلى ساحة الملاكمة.
في ظل اللغط الحاصل بين وزارة الشبيبة و الرياضة و اللجنة الاولمبية، ماهو موقف اتحاديتكم منها؟
الاتحادية الجزائرية للملاكمة في صف الأغلبية، أظن أن جوابي واضح.
كيف ترى وضعية الملاكمة الجزائرية حاليا؟
في الوقت الحالي لا بد من العمل من أجل العودة إلى منصة التتويجات، ولعلمك لدينا حاليا ثلاثة ملاكمين دوليين موجودين حاليا في تربصات في الخارج تحسبا لبطولة العالم في ألمانيا وهم معزيز رضا(60 كلغ) و توارق محمد(49 كلغ) والموجودان حاليا في تربص بأوكرانيا و فليسي محمد (52 كلغ) والمتواجد حاليا في تربص بايطاليا، ونحن نعول عليهم في البطولة العالمية التي ستقام من 22 أوت إلى 3 سبتمبر القادم بمدينة هامبورغ بألمانيا.
ماهي أهدافكم في الألعاب الاولمبية القادمة في طوكيو؟
الألعاب الاولمبية صعبة مقارنة بباقي المنافسات لكننا نسعى من خلال برنامجنا إلى الوصول إلى ابعد نقطة خصوصا إذا ساعدتني أسرة الملاكمة.
هناك رياضيون في رياضات أخرى يشتكون من غياب وسائل الاسترجاع، هل هذا المشكل موجود أيضا عندكم؟
في الفريق الوطني كل شيء متوفر والمتابعة الطبية و الغذائية موجودة بالإضافة للوسائل الأخرى، أما ما يحصل داخل الأندية فهذا شيء آخر.
ماهو برنامجك بخصوص التكوين و الفئات الشبانية؟
لكي يكون التكوين على أعلى مستوى يجب وضع مدربين أكفاء في الأصناف الصغرى واختيارهم بعناية.
وبخصوص المنتخب الوطني أكابر، كيف سيتم إعادة تشكيله؟
لعلمك أغلب المنتخبات الوطنية التي تحضر للألعاب الاولمبية القادمة اتضحت الرؤية بخصوص منتخباتها الوطنية إلا نحن لا نملك سوى 3 ملاكمين دوليين في الأكابر، و في البطولة الوطنية القادمة سنختار الأحسن بعناية كما ننوي اختيار حكام أكفاء لان أي خطأ تحكيمي قد يؤدي إلى ضياع ملاكم ممتاز.
هناك قاعات رياضية أنجبت أبطال و أغلقت بسبب العجز المادي، هل لديكم نية لاسترجاعها من جديد؟
هذا الإشكال ليس موجود في قسنطينة آو العاصمة فقط بل كامل التراب الوطني، ومادام الإمكانيات المادية غير متوفرة لا يمكن فعل شيء، والسلطات لابد أن تنظر في هذه المسالة.
كيف ترى مستقبل الملاكمة في الجزائر في ظل غزو الرياضات القتالية الأسيوية وميل العديد من الشبان نحوها؟
كما قلت لك سابقا في الماضي كان الجميع يحب الملاكمة ويرغب في ممارستها، الآن أصبحت مسألة مادة خصوصا أن العديد من الشبان يحلمون بممارسة الكرة التي قد تجلب لهم أموالا طائلة عكس الملاكمة، وأكثر شيء يؤثر على الملاكمة هي كرة القدم التي تمنح لها أموال خيالية وأقل لاعب في القسم الثالث ينال أكثر من ميزانية نادي في الملاكمة، ولمعلوماتك في الفترة الأخيرة أصبح العديد من ممارسي الرياضات القتالية الأسيوية يغيرون وجهتهم نحو الملاكمة.
هل من إضافة تود أن تختم بها هذا الحوار؟
أشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة، وأقول مرة أخرى أن بابي مفتوح للجميع وكل من لديه رغبة في النهوض بالملاكمة الجزائرية، وأطلب المساندة من أعضاء المكتب و أعضاء الجمعية العامة وأعدهم إن شاء الله بالتغيير الايجابي.
حاوره: فوغالي زين العابدين