يدنا ممدودة للمستثمرين الخواص من أجل تجسيد مشاريعهم في القطــاع السياحــي
يؤكد رئيس بلدية بوسعادة مبارك عمران أن التحديات التي تواجه مدينة بوسعادة التي ينتظر أن ترتقي الى ولاية منتدبة في التقسيم الإداري الجديد خلال الفترة المقبلة كثيرة ومعقدة، حيث يعكف المجلس الشعبي البلدي على تحضير الأرضية لهذا التحوّل التاريخي لمنطقة عانت طيلة سنوات من ضعف في المشاريع وخاصة السكنية وتجميد نشاط الوكالة العقارية سنة 2005 وما تبعه من فراغ نتج عنه توسع عمراني عشوائي وعدم احترام مخطط التوجيه العمراني للمدينة التي قال إنها فقدت طابعها السياحي، بعد أن مس التدهور جميع الجوانب من معالم سياحية مرافق استقبال وهنا يضيف مير بوسعادة في حوار مع النصر أنه يمد يده للمستثمرين الجادين قصد مرافقتهم وتسهيل إقامة مشاريعهم التي من شأنها أن تعيد الروح لهذه المدينة.
أجرى الحوار : فارس قريشي
• النصر: عدتم إلى ترؤس المجلس الشعبي البلدي بعد أن قضيتم عهدة 2007 /2012 وقدمتم نشاطات تحسب لكم حينها، خصوصا ما تعلق منها بإعادة الاعتبار لبعض المرافق السياحية كيف وجدتم بلدية بوسعادة بعد 05 سنوات؟
مير بوسعادة : في الحقيقة نحن كانت لنا طموحات ومشاريع من شأنها أن تعيد أمجاد مدينة بوسعادة، وكنا نتوقع حصول حركية في إطار الاستثمار الخاص وتجسيد مشاريع عمومية في إطار توسيع هياكل الاستقبال وتنويعها بحكم توفر المدينة على فندقين هما القائد وكردادة.
إلا أن القطاع الخاص لم يواكب تطلعات وطموحات المواطنين والمنتخبين المحليين الذين حاولوا وقتها العمل على استعادة وهج واحة بوسعادة وبعد أن عدنا في العهدة الحالية تبين ان لا شيء تحقق وقع انفصال بين العهدتين امتد لخمس سنوات وبقيت مشاريع القطاع الخاص في مجال الاستثمار السياحي عبارة عن مشاريع على الورق إلى يومنا.
• النصر: قمتم قبل 10 سنوات بإطلاق عمليات تهيئة بعض المعالم التاريخية، في صورة الطريق السياحي ومطحنة فيريرو لكن، هذا الاهتمام تلاشى خلال الفترة التي تلت مغادرتكم البلدية، ماذا يمكن أن تضيفوا في هذا الشأن وهل هناك نية للاستمرار في هذا الطريق، وكيف ذلك وهل من تفاصيل أكثـر حول ما ذكرتم؟
مير بوسعادة: سنعمل وفق برنامج مسطر مسبقا ضمن حملتنا الانتخابية من أجل استعادة ما أمكن من تراث ووضع القطار على السكة في شتى المجالات لاسيما فيما تعلق بما تحوزه المدينة من موارد يمكن استغلالها بجدية في رسم وجه جميل يسر الناظرين .
سيكون هناك انتعاش توازيا وتجسيد مشاريع الاستثمار الخاص وهياكل الاستقبال التي نسعد بتجسيدها فعليا وهذا من خلال بعث عيد البرنوس وتنشيط دار الصناعات التقليدية وتشجيع وتحفيز الحرفيين، و سيتم وضع خارطة طريق للنهوض بقطاع السياحة والصناعات التقليدية التي تعد أبرز مظاهر السعادة التي نرغب في رسمها مجددا لوحة فنية، حيث سنواصل تهيئة الطريق السياحي الذي يتطلب منا انجاز منشآت فنية على حسب امكانياتنا المالية وإنجاز معابر على مستوى جسور وادي بوسعادة وكذا ترميم السواقي القديمة التي تعرضت هي الأخرى إلى اعتداءات كثيرة حالت دون أداء دورها في سقي المحاصيل الزراعية على مستوى البساتين والتي تعتبر موروثا ماديا لابد علينا من حمايته أيضا.
• النصر: يرتقب سكان بوسعادة بجميع أطيافهم ترقية البلدية الى ولاية منتدبة في إطار التقسيم الإداري الجديد الذي أعلنت عنه الحكومة السنة الماضية، هل تعتقدون أن بلدية بوسعادة جاهزة لهذا التحدي ماديا وبشريا؟
مير بوسعادة : سكان بوسعادة ينتظرون بشغف كبير إعلان الارتقاء إلى ولاية منتدبة تمهيدا لمشروع التقسيم الإداري الذي طال أمده رغم التأخر والتردد في إعلان هذا القرار الذي يبدو بات مؤجلا بسبب الأزمة المالية وسقوط بعض الأولويات من الأجندة السياسية للسلطات العليا للبلاد غير أن الأمل باق خاصة ونحن لنا ثقة في تصريحات وزير الداخلية التي أذاعها من المسيلة السنة الماضية خلال زيارته للولاية ومع ذلك وجب التحضير الجيد من جهتنا لضمان نجاح الارتقاء وذلك بتوفير العوامل السياسية خاصة ما تعلق بالوسائل المادية والبشرية وعلى غرار المرافق التجهيزات العمومية وكذا التأطير البشري الذي يرافق ويسير المصالح والهياكل المستحدثة، رغم العجز المسجل في الهياكل بحكم الازمة المالية وتجميد المشاريع التنموية والمرافق الحيوية ومع هذا نحن على استعداد لرفع التحدي وتعويض النقص.
• النصر: عجزت جميع المجالس البلدية المتعاقبة في تسيير ملف ظاهرة البناء الفوضوي حيث بات انتشار هذه الظاهرة واقعا معاشا، كيف ستواجهون هذه الظاهرة وحماية الجيوب العقارية المتبقية التي ستستقطب المرافق والتجهيزات العمومية عند الارتقاء الى ولاية منتدبة؟
مير بوسعادة : العجز سببه متعدد وبدايته ترجع إلى تجميد نشاط الوكالة العقارية سنة 2005 وما تبعه من فراغ أمام تزايد الطلب وضعف المشاريع السكنية من حيث العدد مع ارتفاع الطلب إلى 31 ألف طلب سكن اجتماعي مثلا إضافة إلى التشريعات والقوانين المطبقة في هذا المجال ، كما أن سريان قانون التسوية 15/ 08 كان له أثر في تنامي الظاهرة والتحايل على القانون طمعا في تسوية البنايات الفوضوية فضلا على أن مخلفات سنوات الإرهاب تركت بصمة واضحة حيث شهدت المنطقة نزوحا كبيرا لسكان تاركين الريف والمناطق النائية متخذين من بوسعادة كملجأ أمن قصد المأوى والاسترزاق ويمكن أن أضيف أن هناك تحديات كثيرة تنتظرنا.
• النصر: ما هي هذه التحديات هل ممكن أن تفسر أكثـر وبوضوح ماذا تقصد؟
مير بوسعادة: هناك ما ذكرته من قبل من توسع عمراني عشوائي وعدم احترام مخطط التوجيه العمراني للمدينة والاختناق المروري وغياب مخطط النقل والمرور إلى يومنا هذا بمدينة عدد سكانها فاق 150 ألف نسمة وأمام تزايد عدد المركبات وكذا غياب منطقة صناعية مؤهلة لتنظيم الاستثمار المحلي والنهوض بالجانب الاقتصادي والاجتماعي والقضاء على مشكل البطالة وأفة الفقر التي تضرب أطنابها بمدينة بوسعادة والتي مست العديد من أحياء المدينة، ولهذا نحن نمد أيدينا لجميع المستثمرين الخواص ومستعدين لتوفير جميع المعطيات والمعلومات لاستقبالهم وتسهيل نجاح مشاريعهم.
• النصر: كيف ذلك، هل لديكم خطة لتنفيذ هذا المبتغى؟
مير بوسعادة: نعم نسعى لتوفير قاعدة معلومات لاستقطاب المشاريع ذات الأولوية والحيوية بالنسبة للمدينة مع مراعاة خصائص المنطقة والثروات المتوفرة وتخصيص أوعية عقارية مناسبة والتعجيل بإنشاء منطقة صناعية ونحن دائمو الاستعداد وهذا ضماننا لتقديم يد المساعدة والتسهيلات الممكنة للمستثمرين قصد التدخل في جميع مراحل انجاز المشاريع لأن هدفنا هو استعادة ابتسامة مدينة السعادة لأنه حلم جميل حلم جميع البوسعادية الأصليين والشرفاء الذين يحبون هذا الوطن والوطن الصغير.
• النصر: المجتمع المدني له دور فعال في تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع هل هناك خطة لتحسيس فعاليات المجتمع المدني بدورها في هذا الصدد؟
مير بوسعادة : أكيد وشرعنا فعلا في تنفيذ مشروع خارطة طريق من خلال تنظيم لقاء حضره رؤساء الأحياء وممثلي المجتمع المدني والكشافة ونشطاء في مختلف المجالات تجاوز عددهم 113 فردا طرحوا جميعا أراءهم وانشغالاتهم وأفكارهم وفي الأخير توصلنا الى قرار هيكلة لتنسيقية والتي من بين أهدافها التي تم تحديدها وهو تنمية روح المواطنة واشراك المواطنين والمجتمع المدني في اعداد برامج المشاريع وتحديد الأولويات من أجل اعداد تنسيق شامل لمخطط تنموي فعال يتماشى وامكانيات البلدية المادية والبشرية وهذا من خلال تعزيز الشفافية باطلاع المواطنين بالوضعية الحقيقية لإمكانيات البلدية والصعوبات التي تواجهها في تجسيد البرامج المسطرة وهنا وجب التلميح الى أننا سننظم لقاءات مماثلة قريبا.
• النصر: المتجول في أحياء وأزقة مدينة بوسعادة يشمئز من حالة البؤس التي تخلفها يوميا السلوكيات السلبية من خلال الرمي العشوائي للأوساخ والفضلات في كل مكان حتى أن هناك من وصفها بالمدينة البائسة، ما هي خططكم لتحسين هذا الوضع؟
مير بوسعادة: في الشق المتعلق بالنظافة سنجتهد ما استطعنا في استحداث تعاملات جديدة في هذا المجال بإشراك القطاع الخاص إن أمكن واستغلال مؤسسة الردم التقني من أجل المساهمة في رفع القمامة وتنظيف المدينة مع تسريع وتيرة مبادرة إنشاء مؤسسة بلدية تعنى بالنظافة وتهيئة المساحات الخضراء وحماية البيئة التي توجد قيد التأسيس، كما أننا قمنا بتشكيل لجنة خاصة بمتابعة ملف الممتلكات وتثمينها والوقوف جديا على عملية التحصيل التي سنوليها عناية كاملة لزيادة مداخيل البلدية.
• النصر: ما هي علاقتكم بالمنتخبين على مستوى المجلس الشعبي الولائي وما هي الرسالة التي توجهها لهم من أجل مساعدتكم في تحقيق التنمية الحقيقية؟
مير بوسعادة :هنا أقول إن هناك مسؤوليات كبيرة تلقى على عاتق المجلس الشعبي الولائي الذي يشكل دعامة أساسية في تبني انشغالات البلديات والدفاع عنها وعلى المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي الاضطلاع بدورهم المتمثل في النشاط المكثف بالجهة والتنسيق الجيد مع السلطات المحلية بالبلديات والمجتمع المدني لتحسين ظروف حياة المواطنين ولا يفوتني أن أنوّه بمجهودات الصحافة المحلية التي كانت دائما سندا لنا وعيننا التي لا تنام من خلال تنبيهنا الى الاعوجاج ونحن من خلالها نضع خارطة الطريق للتكفل بانشغالات المواطنين الأساسية.
ف/ ق