السنافر علامة فارقة وقدموا درسا لأنصار كل الأندية الجزائرية
عادت ذاكرة الدولي السابق نصر الدين دريد لمونديال مكسيكو، الذي جرى خلال شهر رمضان، ودور الإمام الغزالي في إقناعه ورفاقه بجواز إفطارهم، كما عرج دريد خلال حوار للنصر على تتويج السنافر، الذي عايشه من خلال عمله في قناة الدوري والكأس، وقال إنه مستحق والسنافر يستحقون ما يعيشونه، بعد أن تخطى ما صنعوه حدود الجزائر، حتى أنهم أدهشوا العاملين بذات القناة القطرية خلال السهرة التاريخية.
حاوره : ك – كريم
•كيف يقضي نصر الدين دريد الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك؟
بطريقة عادية، لقد عدت قبل يومين فقط من قطر، وككل عام أقضي شهر رمضان المبارك مع العائلة بمقر إقامتي بوهران، وتتنوع فيها يومياتي ما بين التسوق في النهار وتلبية كل أغراض المنزل وبين السهرات مع الأصدقاء والأحباب في الفترة الليلية.
إعفاء ماجر من تدريب المحليين جاء متأخرا
• أكيد أنك عانيت من الحرارة المرتفعة بالدوحة؟
لا، لم أحس بذلك على الإطلاق، كوني كنت أقضي غالبية اليوم في الفندق الذي كنت أقيم به، كما أن الإمكانات التي تتوفر عليها دولة قطر تجعلك لا تحس بحرارة الجو، فكل المرافق مكيفة وكما يعلم الجميع فدول الخليج عامة، شهدت نهضة كبيرة وتطورت كثيرا حتى أن مدنها أضحت جد عصرية.
*لكن أكيد أن عدة فروقات تكون قد لاحظتها بخصوص اختلاف نكهة رمضان بين الجزائر وقطر؟
هذا أكيد، فنكهة شهر الصيام لا تجد لها مثيلا في غير بلدك الأصلي، وسط العائلة والأصدقاء، كما أن اختلاف الموقع الجغرافي والظروف المناخية، وكذا الاختلاف في المستوى الثقافي والاجتماعي، تجعل عديد الفروقات واضحة للعيان، وتبدأ من مائدة الإفطار (يضحك)، حيث ورغم أن مسؤولي قناة الدوري والكأس، التي تعاقدت معها ، لتحليل مباريات الرابطة المحترفة الأولى، تتكفل بضمان إقامة مريحة وفي فندق من 5 نجوم، غير أن نكهة الشهر الكريم تكمن في تذوق طبق «الحريرة»، وهو ما افتقدته رغم أن طباخا مغربيا، يعمل بذات الفندق الذي كنت أقيم به، حاول تخفيف الأمر علي بتحضير كل يوم طبق «الحريرة» على الطريقة المغربية لي ولصديقي راشدي المتعاقد هو الآخر مع ذات القناة.
• نهاية الموسم الرياضي الذي حللت مبارياته لقناة الدوري والكأس، كان مميزا دون شك قياسا بما فعله السنافر؟
لقد استمتعنا، في جولة الختام بلقاء شباب قسنطينة ونادي بارادو، الذي لعب سهرة الجمعة، بما صنعه السنافر فوق المدرجات، التي تحولت لمسرح كبير أبدع خلاله محبي النادي القسنطيني، في تقديم لوحات وصور جميلة، ستبقى راسخة دون شك في ذاكرة كل محب للرياضة وكل مناصري هذا الفريق العريق، الذي يستحق ما ناله، والأكثر من ذلك يستحق أن يفرح أنصاره ويحتفلوا بلقب على الأقل كل موسم.
موظفو قناة الدوري والكأس انبهروا بما صنعه السنافر
• ما الذي شد انتباهك في تلك المواجهة التي تابعها عشاق الكرة على قناتكم؟
الأجواء الاحتفالية والخرافية أبهرت الجميع، وحقيقة الجمهور القسنطيني الذي في رأيي وفق في تقديم درس لكل أنصار الفرق الأخرى، وأبان أن كل عبارات المدح والحديث عن وفائه للألوان وتعصبه الايجابي في عشق «السياسي» يستحقها وأكثر، لقد صنع السنافر صورا خرافية، لم يكن ينتظرها ربما سكان الولاية، التي أظن أنها عاشت سهرة تاريخية، لن ينساها الجيل الحالي الذي عايشها، ولن يكف مستقبلا عن سرد حكاياتها للأجيال المقبلة والافتخار بها، كما أن جولة التتويج بدرع البطولة دونت بها أنا شخصيا عدة نقاط ايجابية وجب التنويه بها...
• ما هي؟
أولها التنظيم الجيد لكل أطوار المقابلة والسهرة الاحتفالية، وهنا أود تقديم الشكر لكل من وقف وسهر على الإجراءات التنظيمية لتلك المباراة، التي امتدت ربما من الساعة الرابعة زوالا إلى الساعة الرابعة فجرا، أي ما يقارب 13 ساعة، وانتهت دون تسجيل أي حوادث تذكر، رغم أن اللقاء حضره أزيد من 50 ألف مناصر بقوا لساعات طويلة داخل الملعب، كما لا يجب أن نغفل أيضا في هذا اللقاء الخرجة الميزة لأسرة فريق بارادو التي لم تتحرج وعمدت لإقامة ممر شرفي قبل بداية اللقاء للاعبي تشكيلة بطل الجزائر، وتبقى مشكورة على روحها الرياضية وبصمتها المميزة على ذلك الحفل التاريخي..
• كيف كان انطباع العاملين بالقناة من قطريين وأجانب بعد وصول تلك الصور من قسنطينة؟
لقد دهش الجميع، حتى أنهم لم يصدقوا ما يروا بأم أعينهم، وكانت البداية بعد بلوغ مسامعنا أن الملعب اكتظ ساعات قبل موعد اللقاء، وأن السنافر قرروا الإفطار جماعيا على المدرجات، ثم بعد ذلك ما فعلوها من صور وقيامهم ب»كراكاج» عالمي، قبل المقابلة اتبع باثنين آخرين بعده، دون أن ننسى «التيفو» المميز، وهي أمور جعلت عديد الموظفين في القناة يعبرون عن إعجابهم الكبير، حتى أن أحدهم قال، أنه ألف هذه الصور والمشاهد بملاعب أوروبا وأمريكا اللاتينية، لكن أن تحدث بملعب دولة عربية، فهذا ما لم يكن يتصوره، ثم لا تنسوا في قطر المباريات تجرى في حضور أعداد جد قليلة من الأنصار، ولهذا الغرض يكون غير مألوف عندهم.
• شباب قسنطينة خالف المنطق هذا الموسم وخطف اللقب الذي احتكره فريقا الوفاق وسوسطارة في عهد الاحتراف، هل كنت تنتظر هذا التألق؟
لا أبالغ إن قلت أنني كنت أتوقع تألق شباب قسنطينة هذا الموسم، رغم أن الفريق حقق البقاء في آخر جولة فقط من الموسم الماضي، وإحساسي كان نابعا من عدة عوامل، أولها المدرب عبد القادر عمراني أحد أصدقائي المقربين، والذي أعرف طريقة عمله جيدا وصرامته والعامل الثاني هو ربما لا يلتفت إليه الكثير وربما يكون تقني بحت، وهو أن تشكيلة السنافر كانت أول فريق شرع في التحضير الصائفة الماضية وبرمج تربصين خارج الوطن، كما خاض عدة مواجهات ودية قبل انطلاق المنافسة الرسمية. ضف إلى ذلك عامل البحبوحة المالية التي ساعدت المدرب عمراني والمناجير عرامة على تأدية موسم في القمة.
الكرة الجزائرية تحتضر وزطشي ينتظر الكارثة ليتحرك
• بدأنا الحديث بموضوع شهر الصيام، هل يتغير مزاجك في هذا الشهر؟
لا على الإطلاق، فمزاجي وسلوكي في الشهر الكريم، هو نفسه في باقي أيام السنة، ولا أتأثر البتة بعامل الصيام، وحتى عندما كنت رياضيا كنت أؤدي مواجهاتي بطريقة عادية ومنها تلك التي جرت في الأيام الحارة منتصف الثمانينات.
*تقصد ربما وعلى وجه الخصوص مونديال مكسيكو عام 1986؟
لا كنت أقصد مباريات البطولة المحلية، لأن في مونديال مكسيكو ، رخص لنا بالإفطار وخضنا مواجهات المونديال الثلاث ونحن مفطرون.
• ألم يصاحب فتوى العلماء بالترخيص لكم بالإفطار، جدلا كبيرا؟
لا أتذكر كثيرا أن الأمر سبب جدلا، لكن كل ما أتذكره جيدا أنني وقبل الذهاب إلى مكسيكو، وكما تعرفون فوفد الخضر كان يخصص له القاعة الشرفية التي منها نتحول إلى الطائرة، وتصادف سفرنا وتواجدنا في تلك القاعة، مع وجود الإمام المرحوم محمد الغزالي الذي كان يتهيأ هو الآخر للسفر على ما أظن لمصر، واستغليت الفرصة رفقة كل من فضيل مغارية ومحمد قاسي السعيد ومحمد شعيب للتقرب من الشيخ، الذي كان كما يعرف الجميع إماما بقسنطينة، وطلبنا منه فتوى بخصوص إمكانية إفطارنا خلال مواجهات المونديال، فأجاز لنا حتى أني أتذكر مقولته رحمه الله:»أنتم في تحدي شبيه بالحرب، يمكن لكم أن تفطروا وتعوضوا بعد عودتكم للجزائر تلك الأيام التي تعذر عليكم خلالها الصوم».
التقيت الإمام الغزالي صدفة وهو من أجاز لنا الإفطار في مكسيكو
• مشوارك امتد لسنوات طويلة، أكيد أنك تحمل بعض الذكريات خلال الشهر الكريم؟
ربما فيما يخص الشهر الكريم، تبقى الذكرى التي لن أنساها وهي خلال التنقل إلى المكسكيك، وكما قلت سلفا فقد كان ذلك خلال شهر رمضان، وكما يعلم الجميع أن السفر نحو الغرب يزيد من يوم المسافر، وهو ما حدث لنا حيث غادرنا ونحن صيام، وقد وجدنا نحن مجبرين على صوم تقريبا يوما كاملا وهذا بسبب فروقات التوقيت بين الجهة الشرقية من الكرة الأرضية مقارنة بالجانب الغربي.
• ربما عودتك من الدوحة تزامنت وقرار الفاف بإعفاء ماجر من تدريب منتخب المحليين، كيف تعلق على الأمر؟
هذا إقرار جاء متأخرا وكما قلت من قبل المنتخب والكرة الجزائرية تسير بخطوات متسارعة إلى الهاوية، لكن ما عساني أقول سوى يجب التحرك بسرعة ووقف كل محاولات تهديمها لكن وبعد قرار زطشي أول أمس، أعتقد أن الأخير ومساعديه ينتظرون حلول الكارثة في كان 2019 أو حتى قبل ذلك في التصفيات ثم التدخل بعد ذلك.
• البعض يلومك على انتقاداتك الحادة لماجر الذي زاملك في المنتخب الوطني؟
انتقادي لماجر أو أي مدرب أخر، نابع من حبي لفريقي الوطني، حتى في عهد روراوة الذي حقق الخضر معه نتائج جيدة، انتقدته في بعض المحاور، وفي حالة الطاقم الفني الحالي، البعض تعدى في انتقادي على تحليلي اللوم واتهمنا حتى كره ماجر، وكل هذا لأننا نعبر عن وجهة نظرنا بصدق ودون تملق ونقول للمخطئ قد أخطأت وللمحسن أحسنت.
عمراني صديقي وصرامته رفعته عاليا
• بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟
أتمنى شهر رمضان كريم لكل الشعب الجزائري، كما استغل الفرصة لأهنئ فريق شباب قسنطينة ومدربه عبد القادر عمراني الذي يعد صديقا مقربا، وقد قام بعمل جيد ونجح بفضل صرامته ومثابرته وحبه لمهنته في قيادة فريق غير متعود على الألقاب لتسيد الكرة الجزائرية.
ك/ك