بلماضي يحضّر اللاعبين نفسيا بالتواصل مع الأنصار
خصّص الناخب الوطني جمال بلماضي الحصة التدريبية لمساء أمس بملعب بيترو سبورت بضواحي القاهرة لوضع آخر اللمسات على طريقة اللعب التي يعتزم انتهاجها في المباراة النهائية ضد السنغال، وذلك بتجريب بعض الخيارات المقترنة بالتغيير في الإيقاع بحسب متغيرات اللقاء، سيما وأن أوراقه بخصوص التشكيلة الأساسية تبقى مكشوفة، في ظل احتفاظه بنفس العناصر التي كانت قد حققت التأهل على حساب نيجيريا في المربع الذهبي، كونه يعمل منذ بداية هذه الدورة بقاعدة «الفريق الذي يفوز لا يمكن تغييره».
واستغل بلماضي حصة الأمس للوقوف على الدرجة العالية من التركيز الذي بلغتها العناصر الوطنية مع اقتراب موعد الحسم، لأنه قرر للمرة الثانية على التوالي الترخيص للأنصار بالتواجد في المدرجات، على مدار 15 دقيقة، رغم أن الجهات الأمنية المصرية عمدت إلى تعزيز تواجد عناصرها في محيط ملعب بيتروسبورت، تزامنا مع موعد تدريبات «الخضر»، لكن بلماضي أعطى تعليمات للمنظمين تقضي بتمكين الجمهور الجزائري من دخول الملعب، كونه يراهن كثيرا على هذا العامل من أجل الإطمئنان على جاهزية اللاعبين من الناحية البسيكولوجية.
تواجد قرابة 1000 مناصر جزائري في المدرجات جعل ملعب بيتروسبورت يعيش أجواء استثنائية في الحصة التدريبية ما قبل الأخيرة للنخبة الوطنية في هذه الدورة، لأن تواصل الجمهور مع اللاعبين كان كبيرا، رغم أن بلماضي قرر تنصيب حواجز لعزل عناصره كلية عن الإعلاميين، على اعتبار أنه عمد إلى تعديل البرنامج الذي كان مضبوطا، وألغى المنطقة المختلطة التي كانت مبرمجة، حيث كان من المفروض ان يختار 3 لاعبين للإدلاء بتصريحات للصحفيين قبيل انطلاق التدريبات، غير أنه فضل تجنيب اللاعبين التواصل مع الاعلاميين، الذين تم السماح لهم بمتابعة 15 دقيقة فقط من هذه الحصة.
وهتف الأنصار مطولا بحياة بلماضي وكل العناصر عند الدخول إلى أرضية الميدان، وكان كل عنصر يكشف عن تفاعله مع «أوركيسترا» المدرجات بالتحية المتبادلة، في «سيناريو» يندرج ضمن البرنامج الذي سطره الطاقم الفني الوطني لتحضير المباراة النهائية ضد السنغال، سيما وأن الجمهور أصبح من أهم الأوراق التي تخدم مصلحة «الخضر»، في ظل إقدام الدولة على فتح جسر جوي بين الجزائر والقاهرة، فضلا عن إحساس بلماضي وأشباله بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإصرارهم على بذل قصارى الجهود من أجل الظفر باللقب القاري، وبالتالي إهداء الشعب الجزائري أغلى هدية في هذه المرحلة، لأن «الشعب والوطن» أصبحت من أبرز العبارات التي يتداولها اللاعبون والمدرب على حد سواء بتقدم المنافسة القارية.
وإذا كان شعار «الشعب يريد كأس إفريقيا» قد دوى مدرجات ملعب بيتروسبورت عشية أمس، فإن الأجواء التي صنعها الأنصار جاءت لتخلص العناصر الوطنية قليلا من الضغط النفسي الذي يأخذ مؤشره في الإرتفاع مع إقتراب الموعد التاريخي، لأن بلماضي فضل منذ صبيحة أمس التشديد من صرامته مع المجموعة، وفرض نظام «عسكري» على اللاعبين، وذلك بتقليل حركتهم في مقر الإقامة بفندق روايال ماكسيم كيمبينسكي، لتجنب التواصل مع المحيط الخارجي، حيث أجبر كل العناصر على البقاء في الغرف طيلة صباح أمس، باستثناء المجموعة التي اختارها لتسجيل أشرطة فيديو من أجل توجيه رسائل للجمهور الجزائري عبر الصفحة الرسمية للفاف في مواقع التواصل الإجتماعي، وهو النظام الذي عمل به بلماضي منذ وصول «الخضر» إلى القاهرة، لتخليص اللاعبين من الضغط النفسي.
على صعيد آخر فقد كانت معنويات العناصر الوطنية في الحصة التدريبية عالية، وكشف الجميع عن درجة عالية من الجاهزية البسيكولوجية لتنشيط أكبر نهائي في القارة السمراء، وقد كان براهيمي بمثابة «منشط» المجموعة، حيث لعب دورا بارزا في تخليص زملائه من الضغط، لأنه بادر إلى ممازحة بلماضي في العملية الإحمائية، بطلب من باقي العناصر، وهذا بعد اسقاط الناخب الوطني للكرة أثناء عملية التبادل بين أفراد المجموعة، في «مشهد» جسّد التلاحم الكبير بين اللاعبين، وأن تفكيرهم منصب في هدف واحد، وهو العودة إلى أرض الوطن بالتاج القاري، لأن براهيمي ظل ملازما لدكة البدلاء، لكن لقطة الأمس، والتي تفاعل معها مئات المناصرين كانت عبارة عن رسالة واضحة المضمون، تؤكد بأن بلماضي يقود أسرة واحدة.
ص / فرطــاس
