الخضر على بعد خطوة من التاج الإفريقي
الجزائر – السنغال (سهرة الغد بالقاهرة سا20)
يكتب سهرة الغد بملعب القاهرة الدولي، لاعبو المنتخب الوطني صفحة جديدة في تاريخ الكرة الجزائرية والإفريقية، بمناسبة تنشيطهم للمحطة الختامية للنسخة 32 من كأس إفريقيا للأمم، في ثالث مرة في تاريخ الخضر، الثانية خارج أرض الوطن، على اعتبار أن منتخبنا كان قد أجبر عام 1980 بنيجيريا على الاكتفاء بمركز الوصافة، بعد الهزيمة أمام البلد المضيف، قبل أن يعاود الكرة، لكن بنجاح عشر سنوات بعد ذلك بملعب 5 جويلية، عندما قاد المرحوم كرمالي والنجم السابق رابح ماجر الخضر للتتويج بأول لقب.
الجيل الجديد للمنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي، حتى وإن كان الحماس والطموح، قد دفعه أو ربما أرغمه، على تحديد المربع الذهبي هدفا خلال المشاركة رقم 18 في تاريخ الجزائر بنهائيات كأس إفريقيا، حوّل في بداية الدورة بفضل الانتصارات المتعاقبة، هواجس الجزائريين إلى أحلام بمقارعة الكبار، غير أن الدور الثاني وما تبعه، جعل الطموحات تكبر وتتعاظم وتصل حد العودة إلى الجزائر بالكأس الغالية، التي لم يسبق أن توجنا بها سوى مرة واحدة، وإن حدث ما يتمناه الجميع سهرة الغد فستكون تاريخية، كونها الأولى خارج أرض الوطن، لتكون خاتمة "الملحمة" الجزائرية في الأراضي المصرية بتجسيد حلم كبير
نهائي "الكان"، سيكون مكشوفا على اعتبار أن طرفيه أعادا سيناريو مماثل شهده العرس الإفريقي في سبع نسخ، والمتمثل في وصول منتخبين من نفس مجموعة الدور الأول إلى المحطة الختامية، كما أن منشطي النهائي يتعارفان فيما بينهما جيدا، حتى أن عدة علاقات صداقة تربطهما، وتبقى قواسم مشتركة بينهما، على غرار خماسي نادي رين الفرنسي، بن سبعيني وزفان من الطرف الجزائري والحارس عبدواللاي ديالو وإسماعيلا سار ومباي نيانغ من المعسكر الأخر، دون أن ننسى طبعا ما يتقاطع عنده جمال بلماضي ونظيره أليو سيسي.
حوار سهرة الغد، الذي خطف كل الألقاب والصفات بداية من "قمة ملتهبة" و"صدام أفضل منتخبين"، أراح الفاصل الزمني بينه وبين مباراة الدور نصف النهائي مدرب الخضر بلماضي، كونه طوى صفحة التعب والإرهاق التي لازمت تحضير موعد نيجيريا، وركز تحضيراته على الجانب النفسي، وتجريب أسلوب اللعب لتحضير الوصفة المناسبة لهزم أسود التيرانغا مرة أخرى بأرض الفراعنة، كما أراحته النتائج وتقدم المنافسة مع مردود العناصر الأساسية، من التفكير في تحضير التشكيلة الأساسية التي أصبحت متوقعة هي الأخرى، بحكم أن مدرب الخضر فضل عامل الاستقرار ومنح طيلة المنافسة، عدا مباراة تنزانيا، ثقته لذات العناصر، وحتى التبديل الوحيد بإشراك زفان مكان زميله يوسف عطال لم يكن خيارا فنيا البتة، بل أملته الظروف الصحية لخريج مدرسة بارادو. كل هذه المعطيات، تجعل الجزم بأن النهائي لن يعرف أي تغيير في التشكيلة الأساسية لمنتخبنا الوطني صحيح، غير أن المعطيات بالمعسكر الأخر مختلفة، لأن مدرب السنغال أليو سيسي سيحرم من ركيزته كاليدو كوليبالبي المعاقب، رغم أن الاتحاد السنغالي قدم التماسا للعفو، غير أن مدرب أسود التيرانغا، فضل عدم الانتظار وباشر بتجهيز ساليف ساني العائد من الإصابة لخلافة لاعب نابولي، ما قد يصب في خدمة محرز ورفاقه، كون محور دفاع العقبة المتبقية قبل ملامسة الكأس الغالية، ظهر غير متوازن في أدائه، رغم أن منتخب السنغال يبقى صاحب أقوى دفاع في هذه الدورة، لأن شباكه لم تهتز سوى مرة واحدة في 6 مباريات، وكانت بفضل بلايلي، مع تسجيل تغيير الحارس أماندي بزميله غوميز بسبب الإصابة، لكن موعد اليوم سيضع أقوى دفاع من حيث الحصيلة، في مواجهة أحسن هجوم، مادامت القاطرة الأمامية للنخبة الوطنية سجلت 12 هدفا.
نهائي الأحلام الذي سيختتم دورة كأس إفريقيا، المحولة من الكاميرون إلى بلد الفراعنة، ونجحت السلطات المصرية في تنظيمها إلى أبعد حد، حتى وإن بدت المعطيات تميل نسبيا لكفة المنتخب الوطني، بحكم تفوقه في مقابلة دور المجموعات، فإن سيسي، الذي يتولى العارضة الفنية لمنتخب بلاده منذ سنة 2015، سيبذل كل جهوده من أجل الثأر من الهزيمة الأولى، وأهم من ذلك إهداء السنغال أول لقب قاري لها، غير أن هناك نقطة أخرى، قد تجعل كفة الخضر تميل أكثر، وهو التنقل التاريخي والقياسي للجماهير الجزائرية التي تقاطرت من كل أنحاء العالم على أرض مصر، قبل أن تتخذ السلطات العمومية إجراءات لنقل أزيد من 5 ألاف مناصر، وهو ما سيعجل بملامسة عدد الداعمين لمحرز ورفاقه لرقم 10 ألاف.
كريم كريد