عاد الدولي السابق سليم بوخنشوش لمقاطع الفيديو التي ظهر من خلالها مؤخرا، وعرفت رواجا كبيرا في مختلف مواقع التفاعل الاجتماعي، وقال ابن مدينة مراونة في حوار مع النصر، إن انتقاده لبعض الخرجات، كان نابعا من وجهة نظره للأزمة التي خلفها فيروس كورونا ومعاناة الكثيرين، جراء الحجر الصحي وتوقف الكثير من الفئات عن النشاط، مضيفا أنه يتمنى العودة سريعا للجزائر، خاصة بعد تلقيه الضوء الأخضر من إدارة فريقه أبها.
uمرحبا سليم، كيف هي الأحوال ؟
مرحبا بكم نحمد المولى عزوجل أنا في صحة، ولو أن الملل بدأ يتسرب إلى نفسيتي، في ظل ما نعيشه مؤخرا، بعد اجتياح فيروس كورونا جُل بلدان العالم، ومن بينها المملكة العربية السعودية، أين أتواجد الآن، بحكم ارتباطي مع فريقي أبها الذي التحقت به على شكل إعارة، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، قادما من النجم الساحلي التونسي.
uكيف هي الأجواء في أبها ؟
صحيح أن المملكة العربية السعودية من بين أكثر الدول العربية تضررا بهذا الوباء، غير أن نسبة الوفيات منخفضة، مقارنة بما هو في الجزائر، في انتظار السيطرة أكثر على هذا الفيروس، الذي أثار حالة من الهلع والرعب لدى البشرية جمعاء، نحن في مدينة أبها لحسن حظنا لم نسجل إصابات كثيرة، والأرقام متوقفة عند 20 حالة فقط، غير أن هذا لم يمنع السلطات السعودية من تطبيق الحجر الجزئي، حيث يستحيل مغادرة المنازل بعد الساعة الثالثة زوالا، وهناك استجابة كبيرة من الجميع، كوننا ندرك بأنه الحل الوحيد، للتغلب على كوفيد 19 .
uماذا عن يومياتك في الحجر الصحي ؟
لا أغادر منزلي سوى مرة واحدة في الأسبوع، من أجل اقتناء الحاجيات والمستلزمات التي تنقصني، حيث أقضي معظم وقتي بين النوم والتدرب، كما أحاول التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأفراد عائلتي في الجزائر من أجل الاطمئنان على سلامتهم، خاصة وأن نسبة الإصابات في ارتفاع يومي بولاية باتنة، ولو أن المدينة التي انحدر منها، وأعني مروانة، تبدو الأوضاع بها جيدة لحد الآن، في انتظار أن تتحسن الأمور في كافة ولايات الوطن الحبيب.
uألم تفكر في العودة إلى أرض الوطن، بعد تعليق كافة المنافسة في السعودية ؟
لم يكن بمقدوري في بادئ الأمر الخوض في هذه المسألة، بحكم ارتباطاتي مع فريقي أبها، ولكن المعطيات تغيرت مؤخرا، بعد أن تلقينا ترخيصا من المسؤولين بالعودة إلى أوطاننا، على اعتبار أن عجلة الدوري السعودي، لن تعود إلى الدوران إلى غاية شهر سبتمبر المقبل، ولو أننا نتواجد في حيرة من أمرنا الآن، بعد توقيف كافة الرحلات الجوية، حيث سنظل عالقين بالسعودية إلى غاية تدخل السلطات الجزائرية، من أجل إجلائنا كما حدث مع إخواننا الجزائريين في عدة بلدان أوروبية وعربية، نحن نبعث برسالة إلى رئيس الجمهورية، من أجل التكفل بالجزائريين العالقين بالمملكة العربية السعودية، خاصة وأن جُلهم يود العودة، وفي مقدمتهم لاعبو كرة القدم، وكم هم كُثر في الدوري السعودي كما تعلمون.
uهل تواجه مشكلة في التأشيرة، أم أن وضعك مطمئن في هذا الجانب؟
تأشيرتي لا تزال سارية المفعول إلى غاية 30 ماي القادم، وبالتالي لا أعتقد بأنني سأواجه مشكلة في هذا الجانب، على اعتبار أنني سأعود إلى الجزائر بحول الله قبل حلول هذا التاريخ، إذ آمل أن تتم عملية إجلائنا قبل شهر رمضان المعظم، كوني أود أن أصوم إلى جانب عائلتي وأحبائي، كل شيء مجمد لحد الآن، ونأمل في التفاتة من السلطات الجزائرية، التي قامت بواجبها على أكمل وجه، في عملية إجلاء رعاياها من عدة بلدان، لتقدم بذلك صورة رائعة عن الجزائر.
uصنعت الحدث قبل أيام، عندما هاجمت بعض لاعبي كرة القدم متهما إياهم بعدم الوقوف إلى جانب الفقراء، في هذه الفترة العصيبة ؟
تسجيلي لذلك «الفيديو» الذي غزا مواقع التواصل الاجتماعي كان عفويا، وجاء بعد تطبيق إجراءات الحجر الجزئي بعدة ولايات في الجزائر، وما خلفته من مشاكل لدى بعض الفئات في المجتمع، وأقصد أصحاب الدخل اليومي، حيث كنت غاضبا لعدم الوقوف إلى جانبهم في هذه الفترة العصيبة، وقُمت بمهاجمة بعض لاعبي كرة القدم ممن اكتفوا بتسجيل فيديوهات توعية، يشرحون فيها للناس كيفية غسل اليدين، لقد كان كلامي نابعا من القلب، عندما قلت لهم «كفوا عن هذا»، وسارعوا لمد يد العون للفقراء والمحتاجين، خاصة وأن اللاعبين يتقاضون رواتب معتبرة، أنا ابن عائلة بسيطة من مروانة، وتربيت فقيرا، وأشعر بمعاناة هذه الفئة.
uولكن هناك من قام بمبادرات رائعة لاقت استحسان الجميع ؟
انتقاداتي لم تكن موجهة لجميع اللاعبين والرياضيين، بل مسّت أفرادا معينين، لا سيما وأن هناك من قام بمبادرات خيرية استحقت الثناء والإشادة، وهم مشكورون على مد يد العون لإخواننا الفقراء في هذه الفترة الحساسة، نحن في الجزائر معروفون بتضامننا وتكافلنا في الأوقات العصيبة، لنؤكد بذلك معدننا النفيس.
uهل صحيح أنك ندمت على خوض تجربة بالدوري السعودي ؟
من قال لكم هذا، لم أندم على الإطلاق لالتحاقي بنادي أبها، حيث كانت تجربة جيدة رغم قصرها، في انتظار معرفة مستقبلي مع هذا الفريق بعد تمديد الفيفا للموسم الكروي، ولو أن المعطيات تبدو مختلفة في الدوري السعودي المرتقب عودته في شهر سبتمبر، أنا لاعب لنادي النجم الساحلي التونسي، وسأعود إليه بمجرد انتهاء فترة إعارتي، التي ورغم كل ما شهدته ستظل تجربة علمتني أشياء جديدة.
uمازالت على تواصل مع زملائك في النجم الساحلي ؟
بطبيعة الحال، أنا في اتصال دائم برفاقي في النجم الساحلي، وفي مقدمتهم مواطني وصديقي المقرب كريم عريبي، حيث كنت أتحدث معه للتو عبر تطبيق «الواتساب» (الحوار أجري سهرة الإثنين )، واطمأننت على حاله وحال الجميع، على أن نلتقي في أقرب فرصة إنشاء الله.
uماذا تقول لعريبي، الذي تلقى مؤخرا دعوة الناخب الوطني قبل إلغاء التربص ؟
جُلكم تفاجأتم لاستدعائه، غير أنني كنت أنتظر الأمر منذ فترة، نظير تألق كريم مع النجم الساحلي، خاصة في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا التي حقق فيها إنجازا كبيرا، بتسجيله عددا معتبرا من الأهداف، أتمنى له حظا موفقا، وأتوقع له مستقبلا كبيرا، خاصة وأنه لديه مواصفات المهاجم القناص، الذي بإمكانه اللعب في أي فريق.
uهل تحن لأيام المنتخب الوطني، وهل تأمل في العودة لصفوفه من جديد ؟
بطبيعة الحال، أحلم بالعودة إلى صفوف المنتخب الوطني، بعد تجربة قصيرة في عهد الناخب الوطني السابق رابح ماجر، أين تشرفت بخوض لقاءات ستظل في ذاكرتي، على غرار لقاء البرتغال ومواجهة نجوم لامعة يتقدمها الأفضل في العام كريستيانو رونالدو، على العموم، كانت تجربة فريدة من نوعها وآمل أن تتكرر، ولذلك سأحاول أن أكون في المستوى للفت أنظار الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي أكد بأنه عادل، ولا يبخل على من يستحق، أملي كبير، وما علي سوى التألق مع فريقي النجم الساحلي، إن عدت له بطبيعة الحال بعد نهاية فترة إعارتي.
uبماذا تريد ختم الحوار ؟
في الختام أبعث برسالة إلى الشعب الجزائري للصبر، كونه السبيل الوحيد للنجاة من هذا الوباء، الذي أثبت بأنه فتاك، بدليل الأرقام المسجلة لحد الآن عبر العالم، علينا بإتباع التعليمات وعدم مغادرة منازلنا، حفاظا على سلامتنا وسلامة أفراد عائلاتنا، التي تكون أكثر عرضة للضرر في حال الإصابة بهذا الفيروس لا قدر الله.
حاوره: مروان. ب
