قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، توسيع دائرة التحقيقات في قضية التسجيل الصوتي الذي تم تسريبه، والذي يتضمن محادثة هاتفية منسوبة للمدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية وأحد وكلاء اللاعبين بخصوص ترتيب نتائج بعض مباريات الرابطة المحترفة الأولى، وذلك بالتحري في هوية «المناجير» الذي يعد من أبرز أطراف القضية، مع البحث أيضا عن الجهة التي كانت وراء نشر التسجيل، وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا ما كشف عنه للنصر مصدر جد مقرب من الفاف، والذي أوضح في سياق متصل بأن التحريات الأولية، التي قامت بها اللجنة الفيدرالية لأخلاقيات الرياضة، تنسب التسجيل الصوتي للمناجير (ن - س) الحاصل على اعتماد رسمي من الفاف، كونه مسجل ضمن القائمة الرسمية لوكلاء اللاعبين، لكن دون ترسيم الأمور، لأن كل شيء - كما أكد مصدرنا- يبقى معلقا على نتائج التحقيق الميداني الذي باشرته الاتحادية، عبر لجنة الأخلاقيات كخطوة أولية، في انتظار تنصيب القسم الفيدرالي للتحريات في غضون الأيام القليلة القادمة.
إلى ذلك، أشار مصدر النصر إلى أن إقدام الفاف على توسيع دائرة التحقيق في هذه القضية، جاء بعد الإجراء الأولي الذي قطعته الرابطة المحترفة، والتي أعلنت عن معاقبة المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية واستدعائه للمثول أمام لجنة الانضباط التابعة لها، مع تجاهل تام للطرف الثاني في التسجيل، رغم أن هذا الإجراء- يضيف مصدرنا- كان من المفروض أن يكون بطريقة تحفظية، إلى غاية التأكد من الهوية الفعلية للشخصين اللذين دار بينهما الاتصال الهاتفي الذي كان محل التسجيل، لأن «معاقبة» حلفاية تحفظيا من طرف الرابطة، كانت نتيجة الاشتباه في صوته، غير أن الرابطة لم تأخذ بالحسبان الطرف الثاني في المكالمة الهاتفية.
من جهة أخرى، أكد مصدرنا بأن الاتحادية تسعى في تحرياتها في هذه القضية إلى الذهاب إلى أبعد محطة ممكنة، من خلال البحث عن الكيفية التي تم بها تسريب التسجيل الصوتي الخاص بالمكالمة الهاتفية «المشبوهة»، لأن الاتصال كان بين شخصين، وأحدها أقدم على تسريب مضمون المكالمة، سواء بنشرها مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو تسليمها لطرف ثالث تكفل بتفجير القضية.
وخلص مصدرنا إلى التأكيد على أن الفاف مصممة على التوسع أكثر في هذه القضية، تنفيذا للتعليمات التي أصدرها وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي خلال مداخلته أول أمس، عبر أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، لكن مع تحديد المسؤوليات في التسجيل الصوتي وما تضمنه من «شبهات» بشأن ترتيب نتائج بعض المباريات، لأن التحريات الأولية —يضيف مصدرنا- كشفت بأن المناجير كان قد تحدث في التسجيل الصوتي بكثير من التحفظ، ورمى بالكرة في معسكر الطرف الثاني للحديث عن نشاط «الكواليس»، وكيفية تسيير المقابلات، ولو أن لجنة أخلاقيات الرياضة تعتزم معاقبة كل الأطراف، سيما في حال ترسيم ضلوع وكيل أعمال معتمد لدى الاتحادية في هذه القضية.
ص / فرطــاس
