السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق لـ 17 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

بلعمري ينوب عن بقية أبطال إفريقيا: احتفالية خاصة في الذكرى الأولى لملحمة مصر

يستعيد الجزائريون اليوم، ذكريات الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني في الأراضي المصرية قبل سنة، عند التتويج باللقب الإفريقي، والتربع على عرش القارة السمراء لثاني مرة في التاريخ، ولو أن هذه الذكرى تأتي في ظروف استثنائية، بسبب الأزمة الوبائية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي سيحول دون معايشة أجواء احتفالية تليق بمقام الإنجاز، لكن ذلك لم يمنع الفاف من تسطير برنامج استثنائي يقضي بتنظيم احتفالية بمركز سيدي موسى، وهذا بالتنسيق مع المؤسسة العمومية للتلفزيون.
الذكرى الأولى للملحمة الكروية، التي صنعها «الكومندوس» الجزائري في الأراضي المصرية بقيادة «الجنرال» بلماضي، ستعرف غياب الأبطال الذين بصموا على هذا الإنجاز عن الإحتفالية التي ستنظمها الفاف، وذلك بحكم تواجدهم خارج أرض الوطن، واستحالة حضورهم إلى الجزائر بسبب الشلل الجوي الذي فرضه «كوفيد 19»، وعليه فإن الحضور سيقتصر على صخرة الدفاع جمال بلعمري، باعتباره اللاعب الوحيد الموجود في هذه الفترة بالجزائر، بعدما تعذر عليه العودة إلى السعودية للإلتحاق بناديه، بينما سيكون ضيوف الشرف من طاقم الإتحادية، وكذا بعض الوجوه الكروية البارزة، لأن التلفزيون الجزائري سطر برنامجا ثريا بالمناسبة، تتخلله حوارات مع مختلف الأطراف، مع إعادة بث المباراة النهائي، واستعادة ذكريات التتويج على السنغال، في الوقت الذي أجرت فيه القناة الرسمية للفاف حوارا بالمناسبة مع الناخب الوطني جمال بلماضي، سيتم بثه بالمناسبة.
تسيّد «الخضر» للقارة، والذي سيدوم استثنائيا 3 سنوات، بعد التأجيل الإضطراري للنسخة للموالية المقررة بالكاميرون في جانفي 2022، جاء بعد مفاجأة «مدوية» فجرها المنتخب الجزائري في الطبعة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بمصر، لأن التشكيلة الوطنية كانت قد دخلت المنافسة خارج قائمة المرشحين للتنافس على اللقب، وكل المتتبعين كانوا يرشحون منتخب مصر لاستعادة التاج، بمراعاة أفضلية الأرض والجمهور، كما أن المنتخب الجزائري كان عند انطلاق الدورة يحتل المركز 12 قاريا، لكن «هندسة» بلماضي كانت كافية لقلب الموازين رأسا على عقب، سيما وأنه كان قد أدلى بتصريحات أبدى فيها تفاؤله بإحراز اللقب في الأراضي المصرية، وهي التصريحات التي أدرجتها الأغلبية في خانة «التفاؤل المعتاد»، لأن الجزائريين اعتادوا على رفع عارضة الطموحات عاليا في دورات «الكان»، إلا أن أحلامهم سرعان ما تتبخر وتتحوّل إلى «كوابيس».
نجاح بلماضي، في صنع «الملحمة» الكروية كان بعد أقل من سنة من اعتلائه العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وهي الفترة، التي وإن كانت وجيزة بالنسبة لناخب وطني، فإنها كانت كافية له لتشكيل «كتيبة» متشبعة بالروح الوطنية، ووضعت المصلحة الجماعية فوق كل اعتبار، ولو أن الروح الجماعية التي سادت بين اللاعبين كانت بمثابة المرآة العاكسة لميزة «قائد الفيلق» الجنرال جمال بلماضي، بقوة الشخصية، وكذا فرض انضباط كبير وسط المجموعة، لأن هذا الجانب كان من أبرز نقاط ضعف المنتخب في الفترات السابقة.
دهاء بلماضي تجلى في خياراته التي راهن عليها، رغم أنها كانت حينها قد أثارت حفيظة الكثير من المتتبعين للشأن الكروي الجزائري، خاصة بعد اعتماده على ضم بعض العناصر التي كانت على مشارف الاعتزال، في صورة حليش، قديورة وسليماني، إضافة إلى لاعبين آخرين ظلوا لفترة طويلة خارج نطاق الخدمة «دوليا»، على غرار بلايلي، بونجاح، بلعمري وكذا الحارس مبولحي، فغولي وبراهيمي، لكن رد بلماضي كان ميدانيا، بعدما حوّل اللاعبين الذين كانوا «مرفوضين» إلى ركائز أساسية في المنتخب، لأن بلعمري، بونجاح، بلايلي وفغولي كشفوا عن جاهزية ميدانية كبيرة، وكانوا بمثابة النواة التي بنى عليها الناخب الوطني المشروع الحلم، إلى جانب رياض محرز، الذي ظهر على غير العادة في ثوب «النجم» العالمي، بفردياته وكذا اندماجه الجاد في العمل الجماعي، دون تجاهل كل من عطال، بن سبعيني وبن ناصر، وهي العناصر التي استغلت الفرصة وأبانت عن جدارتها في حمل القميص الوطني في أكبر المواعيد القارية.
رحلة الخضر نحو منصة التتويج لم تكن مفروشة بالورود، لأن المتتبعين كانوا ينتظرون نجاح المنتخب في تجاوز دور المجموعات بسهولة رفقة المنتخب السنغالي، أقوى منتخب في القارة السمراء، وهذا على حساب كينيا وتانزانيا، لكن الرسالة التي قدمها «كومندوس» بلماضي منذ انطلاق التظاهرة كانت واضحة المضمون، وذلك بالكشف عن النوايا في التنافس على التاج، سيما بعد إلإطاحة بالعملاق السنغالي في الجولة الثانية، ليخرج المنتخب الوطني من دور المجموعات متصدرا، وبالعلامة الكاملة، وهي مؤشرات أولية زادت من درجة تفاؤل الجزائريين في قدرة بلماضي على الوفاء بالوعد الذي كان قد قدمه، فقررت السلطات العليا للبلاد فتح جسر جوي بين الجزائر والقاهرة، لتمكين أكبر عدد من الأنصار من معايشة الحدث عن كثب، ومؤازرة المنتخب في الأراضي المصرية، خاصة بعد «ملحمة» ربع النهائي ضد كوت ديفوار بالسويس، لأنها المباراة الوحيدة التي اضطر فيها «الخضر» إلى الاحتكام إلى ركلات الترجيح، بعد «سيناريو» دراماتيكي، نتج عن اهدار بونجاح ضربة جزاء في المباراة.
والمؤكد أن ذكريات موقعة نصف النهائي أمام نيجيريا ستبقى راسخة في أذهان كل الجزائريين، وحتى في سجل المنافسة، خاصة الهدف القاتل الذي سجله النجم محرز من مخالفة مباشرة في آخر ثانية من عمر اللقاء، كما ستبقى الكرة الساقطة التي سجل منها بونجاح هدفا مبكرا في النهائي «تاريخية»، لأن ذلك الهدف كان كافيا لتنصيب الخضر على منصة التتويج، لأول مرة بعيدا عن أرض الوطن، مع النجاح في إحراز ثاني لقب قاري، بعد 29 سنة من الإنتظار، لتعيش بعدها الجزائر فرحة هيستيرية بخروج ملايين الجزائريين للإحتفال بالإنجاز، قبل أن يحظى بلماضي وأشباله باستقبال «أسطوري» عند عودتهم إلى أرض الوطن.  
صالح فرطــاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com