شكك رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، في شرعية الاستشارة الكتابية التي بادرت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى تنظيمها، من أجل الحسم في مستقبل الموسم الكروي العالق، وأكد في هذا الصدد بأنها لا تستند إلى أي أسس قانونية، الأمر الذي من شأنه ـ كما قال ـ أن يتسبب في طفو اشكال قانوني جديد، في حال تحفظ الوزارة على الإجراءات التي قامت بها الفاف، بينما تبقى المعطيات واضحة، بسعي المكتب الفيدرالي إلى ترجيح كفة المقترح، القاضي بتوقيف البطولة مع اعتماد صعود دون نزول في جميع المستويات.
مدوار، وفي مداخلة له أمس، عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية، اعتبر لجوء الإتحادية إلى الإستشارة بمثابة اصرار واضح على تنظيم جمعية عامة استثنائية بطريقة أخرى، رغم أن الوصاية كانت قد كشفت عن رفضها الضمني لهذه الخطوة، ولو أنه تحدث عن حسابات ضيقة، لها صلة مباشرة بانعكاسات نمط المنافسة على معطيات المعادلة الانتخابية، الخاصة بسباق رئاسة الفاف خلال العهدة القادمة، وصرح في هذا الشأن قائلا: « الوضعية الحالية للمنظومة الكروية الوطنية، تكشف عن شروع بعض الأطراف، في التفكير المسبق في مستقبل الإتحادية، والسعي لضبط حسابات على المقاس والتمركز بتركيبة محددة، مقابل توجيه اتهامات باطلة لأطراف أخرى، لكنني أعتبر هذا الطرح من الأسباب التي كانت وراء تعنت المكتب الفيدرالي، في توسيع دائرة النقاش بخصوص مستقبل المنافسة، لأن هذه الحسابات مضبوطة، والهدف منها تقليص تمثيل أندية الرابطة المحترفة، في تركيبة الجمعية العامة، وهذا مع الضرب بمصلحة الكرة الجزائرية، والقوانين المعمول بها عرض الحائط».
وذهب رئيس الرابطة المحترفة في معرض حديثه، إلى التأكيد على أن الإتحادية ما فتئت تعمل على تهميشه، لأسباب أصبحت ـ حسبه ـ « واضحة، والدليل على ذلك أن الفاف استدعتنا لعقد جلسة عمل طارئة، خصصت لرسم خارطة طريق بخصوص الاستشارة، رغم أن الاستمارة تم تداولها عبر الفايسبوك قبل 24 ساعة من هذا الإجتماع، وعند اعتراضي على هذه الخطوة، كان رد الأمين العام للفيدرالية بأن الأمور ستحسم في هذه الجلسة، وعليه فقد أبديت إصرارا على إدراج المقترح الذي تبنته الرابطة المحترفة، بعد تزكيته من طرف رؤساء الأندية بالإجماع، ووافق ممثلو الفاف على طلبي، إلا أن المفاجأة كانت مدوية عندما نشرت الفاف بيانا عبر موقعها الرسمي، لأن الاستمارة لم تتعير، مع عدم الأخذ في الحسبان الاقتراح الذي قدمناه، والتعديل الوحيد انحصر في تمديد فترة التصويت إلى غاية منتصف ليلة 26 جويلة الجاري، بينما تم تبني مقترحات قدمتها أطراف أخرى بناء على معطيات بعيدة المصلحة العامة».
خطوة تقليص عدد الأندية المحترفة مرفوضة لهذا السبب
وأشار مدوار في سياق متصل، إلى أن الرابطة المحترفة كانت السباقة إلى تنظيم استشارة وسط النوادي التابعة لها، وهناك ـ على حد قوله ـ « محضر رسمي على مستوى الرابطة، كما أن الجلسات الجهوية، التي نظمناها تندرج في هذا الإطار، دون أن تكون بخلفية انتخابية، وقد عملنا على تقديم اقتراح الرابطة في اجتماع المكتب الفيدرالي، المنعقد أواخر شهر جوان الماضي، وهذا المقترح يقضي بتوقيف البطولة، واعتماد بطولة الرابطة الأولى للموسم القادم بفوج من 20 فريقا، مقابل الإبقاء على قانو ساري المفعول بمجموعة تتشكل من 18 ناديا، وحديث مسؤولي الفاف عن عدم تقديمنا حلولا للخروج من الوضعية الراهنة، يبقي الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، رغم أنني لم أسكت عن هذه القضية، وطرحت الإشكال خلال الإجتماع الأخير، لأن الرابطة المحترفة مهمة، ولا يمكن تجاهلها بهذه الكيفية».
وبرر مدوار المقترح الذي قدمه بعدم القدرة على تجريد النوادي من صفة «الإحتراف» بين عشية وضحاها، لأن الأمر ـ على حد قوله ـ « سيتسبب في الاصطدام بإشكاليات قانونية، لأن الشركات الرياضية التي تقود النوادي كلها مفلسة، وتسوية وضعيتها يتطلب المرور عبر جملة من الاجراءات، كما أن النوادي المعنية لا تستطيع الإنخراط في رابطة هاوية، وتحفظنا على مقترح وطني ثاني بفوجين، مبني على معطيات لها علاقة مباشرة بالجانب المادي، لأن إعانات السلطات العمومية للرياضة، ستتقلص كثيرا الموسم المقبل، مادامت الدولة قد وجهت كل انشغالاها صوب قطاع الصحة، بسبب جائحة كورونا، وهذا الجانب يضع مسؤولي الإتحادية أمام حتمية التفكير بجدية، لأن الخطوة التي يتمسكون بها ستزيد في تعقيد وضعية النوادي أكثر، رعم أننا نعترف بشرعية مطلب كل رئيس نادي بالصعود، وهذا النظام سيمنح الصعود لثمانية فرق من كل مجموعة، وهذا أمر غير منطقي».
نتيجة الاستشارة معلومة
وأتوقع الإعلان عن القرار هذا الأربعاء
عرج مدوار على قضية التمثيل في الجمعية العامة، وأكد بأن هناك اختلال في موازين القوى في التركيبة، لأن الرابطة المحترفة ورغم تواجدها في الواجهة على الصعيد الوطني إلا أنها ـ كما صرح ـ « تبقى بصوت واحد، مثلها مثل الرابطة الولائية التي تنظم بطولة من 8 فرق، والقوانين المعمول بها تجرد المسؤولين على تسيير الكرة المحترفة من سلطة القرار، في ظل حيازة رؤساء الرابطات الولائية والجهوية على أكبر عدد من المقاعد، وهذه المعطيات تكفي للجزم المسبق بأن نتائج الاستشارة، ستكون بتزكية مقترح توقيف البطولة مع اعتماد الصعود دون نزول، والنظر في نتائج الاستفتاء مقرر يوم 27 جويلية الجاري، تحت إشراف محضر قضائي، ومن المحتمل جدا أن يتم عقد جلسة للمكتب الفيدرالي يوم الأربعاء القادم، تخصص لإتخاذ القرار، رغم أنني كنت قد سجلت تحفظي على نمط المنافسة، وطالبت بتأخير موعد تطبيق الصيغة الجديدة لموسم آخر».
ص / فرطــاس