سعدت بتتويج الكان حتى وإن كنت غائبا وشعرت بمساهمتي فيه !
تواصل النصر سلسلة حواراتها الحصرية، فبعد الحديث إلى كل من النجم الأسبق للخضر العمري شاذلي ومدرب منتخب كرة اليد الفرنسي آلان بورت، تستضيف في هذه الحلقة الجديدة، أحد أبرز نجوم المنتخب الوطني، خلال نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، ويتعلق الأمر بلاعب إمباكت مونتريال الكندي سفير تايدر، الذي فتح لنا قلبه وتحدث عن عديد الأمور التي تخصه، وتخص المنتخب الوطني، أبرزها إمكانية عودته إلى صفوف الخضر من جديد، كما لم يخف لاعب إنتر ميلانو الأسبق إعجابه بالمدرب جمال بلماضي والقائد رياض محرز، معتبرا إياهما فخرا للكرة الجزائرية والعربية والإفريقية.
*مرحبا سفير معك صحفي جريدة النصر، نود أن نتشرف بإجراء حوار معك، بخصوص آخر مستجداتك مع ناديك إمباكت مونتريال وكذا المنتخب الوطني...
لا علاقة لانتقالي إلى مونتريال باستبعادي من المنتخب
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وأنا سعيدا جدا بهذا الاهتمام الذي حظيت به من طرفكم، ولكنني لا أستطيع إجراء أي مقابلة صحفية قبل الحديث إلى مسيري فريقي، والحصول على الترخيص بالعمل معكم، أعدكم بأنني سأقوم بكافة الإجراءات المطلوبة وإن وافقوا سأكون تحت تصرفكم للإجابة عن كافة تساؤلاتكم، خاصة وأنه لمن دواع سروري التواصل مع مشجعي المنتخب الوطني.
*(بعد مرور أكثـر من أربع أيام عاودنا الحديث مع سفير الذي أكد تلقيه الضوء الأخضر من مسؤولي ناديه لإجراء الحوار الصحفي معنا)، هل تم الترخيص لك بالحديث إلينا أم ليس بعد ؟
أجل، لقد تلقيت الموافقة وأنا تحت تصرفكم وسأحاول الإجابة عن كافة الاستفسارات بصدر رحب، خاصة المتعلقة باستعداداتي ورغبتي في العودة للمنتخب الوطني.
*قبل التطرق لأخبارك الخاصة، احتفلنا قبل أيام قليلة بمرور سنة على تتويج المنتخب الوطني بنهائيات كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخ الجزائر، بصفتك لاعبا دوليا ماذا تقول لنا بهذه المناسبة الجميلة؟
الوقت يمر بسرعة فائقة، ومن المهم دائما تذكير الناس بأننا أبطال إفريقيا في الدورة الأخيرة، وبهذه المناسبة الجميلة أهنئ نفسي وكافة الشعب الجزائري بهذا الإنجاز الكبير الذي انتظرناه لفترة طويلة، وأتمنى أن نحافظ عليه في الدورة القادمة، خاصة في ظل امتلاكنا لجيل موهوب بإمكانه مواصلة كتابة التاريخ.
علاقتي ببلماضي رائعة وهو مدرب محنك ذو شخصية فريدة
*صراحة، ألست حزينا لعدم مشاركتك في هذا الإنجاز، خاصة وأن استبعادك عن صفوف المنتخب الوطني، كان قبل أشهر قليلة عن انطلاق «كان» مصر 2019 ؟
هناك أشياء تحدث معك ومع الآخرين من دونك، ولا يمكنك فعل شيء معها حتى وإن كنت تريد ذلك، لقد تشرفت بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني لمدة 7 سنوات كاملة، وأنا سعيد بكل المحطات التي عشتها بحلوها ومرها، وكما تعلمون أعرف أصدقائي في المنتخب الوطني أكثر من أي شخص آخر، وفرحت كثيرا باللقب الذي حققوه حتى وإن كنت غائبا عن تلك البطولة المهمة، لأنني اعتبر نفسي مشاركا في هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل تظافر جهود الجميع، وكان نتيجة عمل متواصل من طرف أسماء ضحت كثيرا في سبيل رفع راية الوطن عاليا.
*كيف وجدت الخضر خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وهل توقعت اعتلاءهم منصة التتويج رغم أن لا أحد رشح أشبال بلماضي لحصد اللقب، قبل التنقل إلى مصر ؟
في كل الأحوال تتويج المنتخب الوطني بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 كان جد مستحق، نظير الأداء الذي قدمناه على مدار البطولة ككل، حيث تجاوزنا منتخبات تمتلك باعا في مثل هذه المسابقات القارية، كما لا تنسوا بأننا نمتلك فريقا رائعا، وجد معالمه مع الناخب الوطني جمال بلماضي الذي شكل مجموعة جد متماسكة، ونجح بفصل فلسفته في نيل ثقة الفريق، خاصة وأنه قريب جدا من اللاعبين الذين قدموا كل شيء، في سبيل إهداء هذا اللقب للجمهور الجزائري المتعطش للتتويجات.
*من كلامك نفهم بأن الفضل في التتويج يعود بالدرجة الأولى للمدرب جمال بلماضي، بحكم عملك معه ومع من سبقوه، ما الفرق بينه وبين ماجر وألكاراز والبقية ؟
في عالم كرة القدم هناك الكثير من التغييرات، ولسوء الحظ عندما لا تسير الأمور بشكل جيد، غالبا ما يكون المدرب هو الذي يدفع الثمن من خلال تنحيته من منصبه أو الانسحاب، وفيما يتعلق بالمدرب جمال بلماضي، الذي استدعاني لغالبية التربصات التي سبقت كأس أمم إفريقيا 2019، أتذكر أنه شخصا عظيما يستمع دائما للاعبين ومحترفا بأتم معنى الكلمة، وقد تمكن في ظرف وجيز من تحويلنا إلى منتخب متربع على عرش الكرة الإفريقية، بعد أن مررنا ببعض الفترات العصيبة التي أدخلت الشك للجميع، بمن فيهم اللاعبين.
أبلغ من العمر 28 سنة فقط والعودة للمنتخب أبرز أهدافي
*لو نطلب منك إجراء مقارنة بين الجيل الحالي المتوّج بكان 2019، والجيل الذي كتب التاريخ بالبرازيل من خلال التأهل لأول مرة إلى الدور الثاني، ماذا تقول ؟
لا يمكنني إجراء أي مقارنات بين الجيلين، فالوقت تغيّر والفرق أيضا طرأت عليها عديد المستجدات، وحتى المدرب ليس نفسه ( البوسني وحيد حليلوزيتش في مونديال البرازيل وجمال بلماضي في «كان» مصر)، ولكن الشيء الأكيد، هو أن الخضر حققوا إنجازين باهرين جعلا الشعب الجزائري يفتخر بالمنتخب الوطني، ويخصه باستقبال أسطوري في كلتا المناسبتين، إلى درجة أنني استذكر ذلك في كل مرة، على اعتبار أنني كنت ضمن البعثة، التي تألقت بنهائيات كأس العالم بالبرازيل، وأهلت الجزائر لأول مرة في تاريخها إلى الدور الثاني من المونديال، وكان بالمقدور البصم على إنجاز أكبر، لولا الحظ الذي عاندنا في الدور ثمن النهائي، عند مقابلة المنتخب الألماني.
*كيف تقيم تجربتك مع الخضر على مدار السبع سنوات التي دافعت فيها عن الألوان الوطنية ؟
لقد أتيحت لي فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، وآمل أن أشارك مرة أخرى مع المنتخب الوطني في هذا المحفل الكبير، صدقوني لدي واحدة من أفضل ذكرياتي في مسيرتي المهنية وهي المشاركة ببطولة بحجم المونديال، وخوض مباراة دور الثمن نهائي أمام بطل العالم ألمانيا في ملعب مليء بالجزائريين، ماذا تريد أكثر من ذلك، ولا أعتقد بأن هناك إحساس أجمل من هذا الذي عشته مع الخضر.
*من بين الأسماء المتألقة مع المنتخب الوطني على مدار السنوات الأخيرة، نجد القائد رياض محرز، ماذا تقول لنا عنه، خاصة وأنك من أعز أصدقائك وتعد من المقربين إليه ؟
ليس لدي الكثير لأقوله عن هذا اللاعب الموهوب و الخلوق، فكلنا نعرف إمكانياته ومؤهلاته فوق أرضية الميدان، وبخصوص رياض الإنسان، فقد التقيت به في عام 2014، وكان يلعب في الدرجة الأولى الانجليزية (مع نادي ليستر سيتي)، غير أنه نجح بفضل اجتهاده في الوصول إلى أحد أكبر الفرق في العالم مانشستر سيتي، محرز من وجهة اعتقادي، أفضل لاعب في إفريقيا في الوقت الحالي، وكثيرا ما نتفق بخصوص الصفات الرائعة في محرز، فهو الشخص البسيط المبتسم والسخي والمتاح، رغم كل ما وصله إليه من نجومية كبيرة، في عالم كرة القدم.
*لنعرج للحديث عنك، هناك من الجماهير من انتقد مغادرتك أوروبا وانتقالك إلى نادي إمباكت مونتريال الكندي، معتبرين ذلك من أبرز أسباب استبعادك عن صفوف المنتخب الوطني، ما تعليقك وهل لديه مبررات بخصوص هذا الاختيار ؟
لا أعتقد بأن انتقالي إلى الدوري الأمريكي لكرة القدم، وراء استبعادي من المنتخب الوطني، خاصة وأن هناك الكثير من الأسماء حافظت على مكانتها مع الخضر رغم نشاطها بالدورات الخليجية، لا تهم البطولة بقدر ما يهم الاستعداد الجيد والتنافسية، وهو ما أكدته العناصر المحترفة في بلدان الخليج، كما لا يجب أن تنسوا بأن الدوري الأمريكي، هو بطولة تستمر في النمو وفي توسع كامل، وأصبحت كرة القدم تنافسية للغاية ودولية أيضا، ويمكننا أن نرى الكثير من النجوم العالمية تنشط هناك.
مونديال البرازيل ولقاء ألمانيا أحد أفضل ذكرياتي وآمل التواجد بقطر
*رغم ما قلته ومكانتك في نادي إمباكت مونتريال، إذ تعد من أبرز العناصر، لكنك لم تحظ بثقة بلماضي مجددا، لماذا ؟
أنا في تطور مستمر مع نادي إمباكت مونتريال، خاصة مع المدرب الجديد تييري هنري النجم الأسبق لنادي أرسنال والمنتخب الفرنسي، حيث ساعدني كثيرا في تحسين مستوياتي، وأنا هنا بالدوري الأمريكي منذ عامين، ولقد تحسنت كثيرا، وأرقامي أكثر من رائعة، حيث سجلت 21 هدفا وقدمت 19 كرة حاسمة، ولا يمكنني سوى أنا أكون سعيدا وغير نادم على هذه التجربة، التي أثرت مشواري.
*تبدو عازما على العودة من جديد إلى صفوف المنتخب الوطني، أليس كذلك؟
أبلغ من العمر 28 سنة فقط، وبالطبع العودة إلى صفوف المنتخب الوطني تبقى من أبرز أهدافي، فأنا أعمل كل يوم في النادي من أجل تقديم الأفضل، ونيل ثقة الناخب الوطني الذي أتمنى أن يشرفني بدعوة في قادم الاستحقاقات التي تنتظرنا.
*بصراحة، كيف هي علاقتك بالناخب الوطني جمال بلماضي ؟
علاقتي بجمال بلماضي لطالما كانت رائعة، صحيح هو مدربنا، ولكنه قريب جدا منا، ويعرف كيف يتعامل مع المجموعة، وهذا ما يُقوي المنتخب الوطني عن غيره، ويكفي العودة للنتائج التي حصلناها على مدار سنة كاملة، للتأكد من جودة هذا التقني الذي لم يظفر بلقب الأفضل في القارة من فراغ، بل نتاج دهائه وحسن عمله.
*وباء كورونا متفشي في الولايات المتحدة وكندا، ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها من السلطات المعنية هناك، للعودة لأجواء المنافسة (البروتوكول الصحي المعتمد ) ؟
الأمور في كندا تسير بشكل أفضل، وقد استأنفت الحياة الطبيعية والحمد لله، وبخصوص المنافسة نواصل بطولتنا في ديزني وورلد في أورلاندو لبضعة أسابيع، ثم في منتصف أوت سنستأنف البطولة بشكل طبيعي في الملاعب الخاصة بنا، على العموم الجميع آخذ بالتدابير والاحتياطات لتفادي الإصابة بهذا الفيروس، الذي فعل فعلته بكل بلدان العالم دون استثناء وتسبب في تجميد عدة مجالات.
*الأمور الخاصة بكرة القدم في الجزائر تراوح مكانها منذ عدة أشهر، ولا جديد يذكر بخصوص إلغاء الموسم أو استكماله، ما رأيك وبماذا تنصح كلاعب دولي ؟
آمل أن تعود كافة الأمور إلى طبيعتها ببلدي الجزائر، مع سلامة المواطنين بطبيعة الحال، لأن كرة القدم أمر حيوي في الجزائر، والناس «مجانين» بهذه اللعبة، ولا يمكن أن نغامر بحياة أيّا كان وإن لم تكن الأمور مطمئنة فلا داعي للمجازفة.
*هناك عدة أسماء محلية، برزت بشكل لافت في كان مصر على غرار بلايلي وبلعمري وبن سبعيني وعطال، كيف وجدت مردود هذا الرباعي؟
لا يمكنني الإجابة على أسئلتك حول جميع اللاعبين، مع العلم أنني فعلت ذلك في الماضي، بعد التتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 مباشرة، كل ما سأقوله هو أنني أتمنى حظا لجميع لاعبي المنتخب الوطني، وأن يكونوا دوما في أتم الجاهزية للدفاع عن الألوان الوطنية.
محرز لم تُغيره النجومية وظل الإنسان البسيط والمبتسم والمتاح
*قبل أن نختم معك الحوار، ما رأيك في تعيين زميلك الأسبق مجيد بوقرة على رأس المنتخب المحلي ؟
أعتقد بأن هذا الاختيار صائب ورائع للغاية بالنسبة للمنتخب المحلي والقائد الأسبق للخضر مجيد بوقرة، من أجل اكتساب الخبرة وتطوير مؤهلاته في مجال هذا التدريب، لقد كان لي الشرف أن لعبت إلى جانب مجيد لعدة سنوات في المنتخب، هو رجل مُحب لعمله كثيرا وشخص رائع من الناحية الإنسانية، كما أنه متعلق كثيرا ببلده الجزائر، ولن يدخر أي جهد في سبيل تقديم الإضافة للمنتخب.
*بماذا تريد أن تختم الحوار؟
أستغل فرصة حديثي إليكم، من أجل البعث برسالة إلى شعبنا العزيز، مفادها ضرورة الالتزام وابتاع كافة التدابير الوقائية من أجل تجنب الإصابة بفيروس كورونا، لقد صبرنا كثيرا، ولم يتبق سوى القليل ولذلك علينا بالمزيد من الحيطة والحذر، كما أطلب من الجميع الدعاء ليرفع عنا المولى عزوجل هذا البلاء عن قريب، ولم لا تعود كافة الأمور إلى سابق عهدها ونستمتع مجددا بحلاوة كرة القدم وأداء المنتخب الوطني، الذي أدخل البهجة والسرور لقلوب الجميع في آخر سنة.
حاوره: مروان. ب