نجح جمال بلماضي، في تكرار الانجاز الذي كان قد حققه مع الخضر عند توليه مهمة قيادة المنتخب، وذلك بحسمه المسبق في مصير تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، الأمر الذي يمنحه المزيد من الفرص للتحضير بجدية للإستحقاقات القادمة، بعيدا عن أية ضغوطات لها علاقة مباشرة بالنتائج الفنية، لأن عامل الوقت يكتسي أهمية بالغة في مثل هذه المواعيد، واطمئنان التشكيلة على مقعدها ضمن قائمة منشطي الطبعة 33 من «الكان» المقررة سنة 2022 بالكاميرون، يجعل الاهتمام ينصب من الآن على التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، لأن حلم تنشيط العرس العالمي كبر في قلوب الجزائريين، بعد تسيّد كتيبة بلماضي القارة، مع تقديمها مباريات بلغت بها درجة «العالمية».
اقتطاع النخبة الوطنية تأشيرة التأهل إلى موعد الكاميرون، كفيل بتخليص الخضر من الضغوطات على مدار قرابة 6 أشهر، رغم أن مسعى تحطيم الأرقام القياسية يبقى يراود بلماضي وأشباله، وذلك بمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية من دون تذوق طعم الهزيمة، والحصيلة بلغت 22 مقابلة متتالية، على مدار 760 يوما، وهي الفترة التي ستطول أكثر، على اعتبار أن الخرجة الرسمية القادمة للمنتخب ستكون في الأسبوع الأخير من مارس 2021، بالتنقل إلى زامبيا، ثم استقبال بوتسوانا بعد ذلك بأقل من أسبوع، مما سيسمح لمحرز ورفاقه بتجاوز عتبة الألف يوم دون انهزام، مهما كانت نتيجة السفرية إلى الأراضي الزامبية.
إلى ذلك، فإن الحسم المبكر في تأشيرة التأهل إلى «الكان»، يضع الكوتش بلماضي أمام حتمية الشروع في التفكير في معطيات التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، على اعتبار أن التواجد في النسخة القادمة من أكبر حدث كروي عالمي يبقى الهدف الرئيسي الذي تم تسطيره مباشرة بعد النجاح في خطف التاج الإفريقي، وفترة 6 أشهر كفيلة بإتاحة الفرصة للناخب الوطني من أجل تجريب بعض الخيارات، سيما وأنه يعمد دوما إلى «تدوير» التشكيلة بعد إدراك الغاية المرجوة، كما فعلها في ختام تصفيات «كان 2019»، لما راهن على عدد من الاحتياطيين في آخر لقاء أمام غامبيا، وكذلك الحال في المباراة الثالثة من الدور الأول في نهائيات «الكان» أمام تانزانيا، ولو أن المعطيات قد تتغير هذه المرة، لأن الخضر مجبرون على خوض مقابلتين رسميتين في ظرف أقل من أسبوع، وذلك بالتنقل إلى زامبيا ثم استقبال بوتسوانا، والتركيز منصب على الرزنامة المكثفة في تصفيات المونديال، والتي يستهلها المنتخب الوطني، شهر جوان من العام المقبل، باستضافة منتخب جيبوتي المتواضع، وبعد ذلك بأسبوعين التنقل إلى النيجر، على أن يكون الموعد في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، مع مواجهة «مزدوجة» أمام أقوى منافس في المجموعة منتخب بوركينافاسو، حيث سيلعب الذهاب بالجزائر، والعودة في واغادوغو، وهو منعرج جد حاسم في مصير تأشيرة التأهل إلى الدور الأخير، لأن النخبة الوطنية ستتنقل في شهر أكتوبر إلى جيبوتي، وبعد ذلك بأقل من أسبوع ستستضيف النيجر في ختام دور المجموعات، مما يعني بأن تصفيات المونديال في هذا الدور ستلعب مبارياتها الستة، في مدة زمنية لا تتعدى 100 يوم. ص / فرطــاس