قال المدرب واللاعب الدولي السابق جمال مناد بأن رؤساء الأندية يعتبرون فترة انتقالات اللاعبين فرصتهم الثمينة من أجل ربح المال وملء الجيوب، مشيرا خلال الاتصال الهاتفي الذي جمعه بالنصر بأن على الدولة التدخل لوضع حد لهذه الظاهرة التي استفحلت بشكل كبير.
هل رؤساء الأندية يشركون المدربين في عملية الانتدابات؟
لنكن صرحاء مع أنفسنا رؤساء أنديتنا لا يشركون المدربين في الانتدابات إلا من رحم ربي، حيث يقومون بهذه العلمية بمفردهم دون أخذ رأي المدرب، وكأن الرئيس من سيشرف على النادي خلال الموسم الكروي، حيث يلاحظ الجميع بأن عملية الإستقدامات في الجزائر تكون في إطار إداري بحت.
من وجهة نظرك لماذا لا يتم إشراك المدربين خلال الميركاتو ؟
ما يحدث في الجزائر خلال الميركاتو عار، ويجب إعادة النظر فيه، خاصة وأن كافة النوادي تقريبا لا تأخذ رأي مدربيها في عملية الاستقدامات، من وجهة نظري المدربون هم أصل المشكلة من خلال التنازلات الكثيرة التي يقدمونها في مقابل الحصول على الوظيفة، أنا لا أتنازل عن مبادئي مهما يحدث، وردي دوما في قبول تدريب أي نادي أخذ رأيي في عملية الانتدابات، خاصة وأن لا أحد يعرف النقائص وحاجيات الفريق أكثر من المدرب.
في الجزائر فقط تعيين المدرب يكون بعد غلق ملف الاستقدامات ؟
كلامك صحيح في الجزائر فقط رئيس النادي يعين المدرب بعد أن ينهي كافة الاستقدامات، لقد سبق وأن حذرنا من هذه الظاهرة في عدة مناسبات، خاصة وأنها تتنامى بشكل مخيف، أنا متأكد بأن رؤساء أنديتنا يتعمدون القيام بهذا الأمر حتى يستفيدون بشكل كبير من فترة الميركاتو.
*ماذا يستفيد رؤساء الأندية من الميركاتو ؟
الجميع يعلم بأن رؤساء أنديتنا يعتبرون الميركاتو فرصتهم من أجل ربح المال وملء الجيوب، ولذلك يتهافتون على استقدام أكبر عدد ممكن من اللاعبين دون مراعاة مصلحة فريقهم، هم لا يخرجون الأموال من جيوبهم بل يتحصلون عليها من إعانات الدولة والسبونسور، وبالتالي لا تهمهم المصاريف التي ينفقونها في سبيل جلب اللاعبين، صدقوني هناك تلاعبات كبيرة تحدث في الميركاتو، ويتوجب على المسؤولين أخذ الأمر بعين الاعتبار.
عن أي تلاعبات تتحدث ؟
لو أن المسؤول في الجزائر يبحث عن مصلحة فريقه لما قام بتغيير تعداده في كل مرة، خاصة وأن الاستقرار من أبرز عوامل النجاح، ولنعد إلى نتائج وفاق سطيف لنتأكد من ذلك، فهذا الفريق يحافظ على نواته في كل مرة، ما مكنه من اعتلاء منصات التتويج، على عكس شبيبة القبائل التي أصبحت ضحية لسياسة «البريكولاج»، حيث أصبحت رياح التغيير تهب عليها بقوة كل صائفة، ما انعكس بالسلب على نتائجها الفنية الغائبة منذ فترة.
من وجهة نظرك أين الحل للحد من هذه الظاهرة ؟
يجب على المدربين عدم الخضوع لرؤساء الأندية بهذا الشكل، كما يجب أن تكون لديهم مبادئ أيضا في العمل من خلال عدم القبول بجلب اللاعبين دون استشارتهم، اعتقد بأن المدرب لديه دور كبير في الحد من هذه الظاهرة، كما يوجد حل آخر بيد السلطات والدولة.
ماذا تستطيع الدولة أن تقوم به للحد من ظاهرة انتداب اللاعبين بطرق جنونية؟
بصفتي مدرب ولاعب دولي سابق أوجه نداء إلى السلطات بوضع حد لهذه التلاعبات التي يقوم بها رؤساء الأندية في الميركاتو، سيما وأنه لا يوجد مسؤول ينفق على ناديه من ماله الخاص، وغالبيتهم يستفيد من أموال الدولة التي تأتيه في شكل إعانات وسبونسور، لا يجب على السلطات أن تمنح رؤساء النوادي الأموال دون محاسبتهم ومراقبتهم، خاصة وأن هناك أموال كبيرة تبدد في وقت نحن في أمس الحاجة لصرفها في مجالات أخرى من أجل تحسين معيشة الفرد الجزائري.
كيف ترى بورصة اللاعبين في ظل تواجد عناصر تتقاضى 450 مليون شهريا؟
أنا لا أحسد اللاعبين على الأموال الخيالية التي يتقاضونها، ولكن ما يحدث في بطولتنا الوطنية كارثة حقيقية، حيث بتنا نقدم رواتب أحسن من الرواتب التي يقدمونها في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، أنا أتساءل هل المستوى عندنا أفضل من أقسام الدرجة الثانية والثالثة هناك؟ أنا لا أعتقد ذلك، ولكني متأكد من شيء واحد، وهو أنه كلما ارتفعت الرواتب في الجزائر كلما انخفض المستوى الفني.
هل من كلمة أخيرة ؟
يجب أن يكون هناك إصلاح رياضي شامل في الجزائر من خلال إعادة النظر في عدة مواضيع وأمور، سيما وأننا نقف على تبذير غير عقلاني للأموال في مجال كرة القدم دون أن نستفيد من شيء، على اعتبار أن بطولتنا الوطنية عاجزة عن تقديم أي لاعب للمنتخب الوطني الأول.
حاوره: مروان. ب