تجرعت مولودية باتنة مرارة الهزيمة على أرضها أمام مولودية قسنطينة، في مقابلة أحادية الأهمية، لم يتعد مستواها الفني حاجز المتوسط، بفعل استهلاك المحليين لكل حظوظهم في البقاء، والبحث عن النتيجة من قبل الزوار الذين كانوا السباقين إلى صنع اللعب من خلال التنظيم الجيد في الدفاع واحتكارهم وسط الميدان، ما سمح لهم بمراقبة اللعب وفرض ضغط مكثف على دفاع البوبية الذي بدا عليه الارتباك، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس بوعون.
ورغم الفرصة السانحة لأصحاب الأرض عن طريق بولعينصر، باصطدام كرته بالعمود الأيمن لمرمى بوسافر(د5)، إلا أنهم تحملوا عبء اللعب في ظل الهجمات المتتالية للضيوف، الذين جانبوا التهديف عن طريق ميدون (د12)، بفعل نقص الفعالية، قبل أن يلاحق سوء الطالع لعريبي عند الدقيقة(18).
أشبال كريم زاوي الذين سقطوا في فخ السهولة، كادوا خطف هدف السبق في مناسبتين متتاليتين بواسطة شرفاوي(د20) وميدون(د22)، لتأتي الدقيقة (25) التي مكنت لعريبي من هز الشباك بعد عمل فردي وفي غفلة من الدفاع الباتني.
هدف وخز شعور الباتنيين، الذين حاولوا الرد بواسطة بعض المرتدات المحتشمة التي لم تشكل خطرا على مرمى بوسافر بسبب غياب الفعالية والدقة اللازمة، سيما بالنسبة لحاج عيسى (د34)، وعطوش(د38)، فضلا عن قذفة عبابسة في الدقيقة (40). بعدها حمل الزوار مشعل المبادرات إلى درجة أن الحارس الشاب بوعون تصدى لمحاولتين كان وراءهما لعريبي(د43)، وميدون(د45).
دفاع البوبية، الذي عانى الأمرين في ال45 دقيقة الأولى، وجد صعوبات كبيرة في صد الهجمات المتتالية للضيوف خلال المرحلة الثانية، التي دخلتها الموك بكثير من العزم على مضاعفة مكسبها في ظل انتعاش قاطرتها الأمامية، إلى درجة أنه لم تمض (10) دقائق حتى ينجح دردوري في تجسيد سيطرة فريقه بهدف ثان، برأسية محكمة إثر فتحة من بزار(د55)، قبل أن يخفق بولعينصر في تقليص الفارق بعد تضييعه ضربة جزاء استفاد منها فريقه عقب عرقلة عطوش داخل منطقة العمليات، وذلك عند تسديده الكرة فوق المرمى(د59).
تراجع المحليين إلى الخلف، في غمرة تلاشي خطوطهم الثلاثة سهل من مهمة رفقاء بزاز الذين سيطروا بالطول والعرض على مجريات اللعب، حيث كان دردوري قاب قوسين أو أدنى من إثقال الفاتورة رغم تواجده في وضعية ملائمة(د69).
ومع مرور الوقت، عمدت الموك إلى غلق كل الممرات، مع اللجوء للعب الاستعراضي، ما كلفها هدفا حمل توقيع البديل يحياوي، مستغلا هفوة في الدفاع(د75). وفي الدقائق العشر الأخيرة صعد رفقاء حاج عيسى من هجماتهم التي أثمرت مخالفة مباشرة، كاد على إثرها غزال تعديل النتيجة(د89)، لتبقى الأمور على حالها حتى نهاية المقابلة بانتصار مستحق للموك.
م ـ مداني