بلماضي اعتمد على 58 لاعبا في 30 مباراة
أثبت جمال بلماضي منذ استلامه زمام العارضة الفنية للخضر، خلفا لرابح ماجر امتلاكه «جينات» المدربين الكبار، ما مكنه من تحقيق العديد من المكاسب والإنجازات، ففضلا عن تتويجه بنهائيات «كان» 2019 عكس كل التوقعات والترشيحات، بصم التقني المغترب على مسيرة مظفرة على مدار آخر سنتين، ما أسهم في كسر الرقم القياسي الإفريقي المدون باسم كوت ديفوار بـ27 لقاء دون انهزام.
ولم تمر نتائج الناخب الوطني مرور الكرام، خاصة بالنسبة للمختصين ممن سارعوا للكشف عن ميزات هذا المدرب، الذي نجح في ظرف قياسي في انتشال المنتخب الوطني من القاع ووضعه في القمة، وقال البعض بأن هذا المدرب الشاب ( 45 سنة)، يجمع عديد الصفات والميزات الخاصة بالمدربين الكبار، فبلماضي على سبيل المثال يشترك مع المدرب الأرجنتيني الشهير مارسيلو بيلسا المدير الفني الحالي لنادي ليدز الانجليزي، في طريقة تعامله مع لاعبيه، ومنحه الفرصة للأفضل في كل مرة، وبفكر كروي عال جدا، ودون أن يؤثر ذلك على نتائج المنتخب الوطني، بدليل أن مدرب الخضر اعتمد على 58 لاعبا في 30 مباراة، ولكنه لم يخسر إلا مباراة واحدة فقط (مباراة البنين لحساب التصفيات المؤهلة إلى كان مصر 2019)، وكانت مباراة تنزانيا في كأس أمم إفريقيا 2019 وودية موريتانيا الماضية، أكبر دليل على الفلسفة الكروية للمدرب بلماضي، الذي ورغم امتلاكه تشكيلة أساسية لا تقهر، إلا أنه يحاول في كل مناسبة منح الفرصة للجدد، بهدف إيجاد البدائل الجاهزة، وبعث المنافسة بين عناصره ما سيعود بالفائدة على المنتخب ككل.
وفضلا عن اشتراكه في عديد النقاط مع المدرب بيلسا، فإن بلماضي برهن كذلك امتلاكه «جينات» المدرب الأرجنتيني دييغو سيموني بطل الليغا مع أتلتيكو مدريد، فهو مدرب قوي الشخصية ولا يحب الخسارة ويتمتع بروح قتالية عالية زرعها في لاعبيه، بدليل الطريقة التي يلعب بها زملاء سفيان فغولي، مبارياتهم وقتالهم على كل كرة داخل الملعب إلى غاية الصافرة النهائية للحكم، فضلا عن الدفاع كفريق واحد، وما الأدوار الدفاعية، التي يقوم بها النجم رياض محرز سوى أكبر دليل على ذلك.
وإلى جانب كل هذا، يمتلك بلماضي حسب هؤلاء المختصين، دهاء المدرب البرتغالي المثير للجدل جوزي مورينيو، سواء من ناحية تعامله الفني مع المباريات أو خرجاته الإعلامية، وهو ما جعل البعض يلقبونه ب( سبيشل وان إفريقيا)، فمثلا هو لا يتردد في قصف منافسيه عبر وسائل الإعلام، وحتى الدخول في مناقشات حادة دفاعا عن لاعبيه وقناعاته، وهذا بغرض إبعاد أشباله عن أي ضغط سلبي، يؤثر على مستوياتهم داخل الملعب.
سمير. ك