90 دقيقــــة تفصــل الشبــان عن الذهـب العـربــي
يلتقي عشية اليوم، المنتخب الوطني لأقل من 20 عاما، نظيره السعودي، في نهائي بطولة كأس العرب في نسختها السابعة، في مباراة يأمل فيها أشبال لاسات في التتويج بأول لقب في مشوار هذه الفئة السنية، ولو أن الظروف ستكون صعبة للغاية بالنسبة للخضر، خاصة فيما يتعلق بالظروف المناخية التي ستلعب فيها المواجهة، والتي كانت وراء غضب بعثة المنتخب الوطني، بقيادة حكيم مدان، إذ احتجت بشدة على اللجنة المنظمة، بعد تغيير توقيت ومكان المباراة النهائية، فبعد أن كانت مبرمجة، بداية من الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة بملعب القاهرة الدولي، تفاجأ أشبال لاسات أمس الأول، بتقديم موعد اللقاء إلى الساعة الخامسة (الرابعة بالتوقيت الجزائري)، مع برمجتها بملعب الدفاع الجوي الخاص بنادي بيراميدز، وهو الملعب الذي خاض فيه المنتخب السعودي مباريات دور المجموعات.
استياء لتغيير توقيت ومكان النهائي
يبدو أن استياء بعثة الخضر مما حدث له ما يبرره، كون تغيير توقيت ومكان النهائي قد يؤثر على تركيز المجموعة، سيما وأن رفاق آيت عمر عانوا الأمرين في دور المجموعات، بخوض لقاءاتهم في الساعة الرابعة، نظرا للارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، على عكس مباراتي المغرب وتونس اللتين لعبتا في الأمسية، ما انعكس بالإيجاب على مردود المنتخب الذي تأهل للنهائي عن جدارة.
ورغم أن المنتخب السعودي متعود على اللعب في مثل هذه الأجواء الحارة، عكس لاعبي الخضر المنتمين في غالبيتهم إلى بطولات أوروبية، إلا أن لاسات حاول التقليل من وطأة هذه المعطيات، مؤكدا للاعبيه بأن كل شيء يهون مقابل التتويج بهذا اللقب، وإهدائه للشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال.
وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية، أن تكون درجة الحرارة بالقاهرة في توقيت مباراة النهائي في الساعة الخامسة مساء في حدود 35 درجة مئوية، ما سيضطر التشكيلة الوطنية لتسيير الشوط الأول بذكاء، على أن يدخلوا المرحلة الثانية بعزيمة أكبر، سيما وأن درجة الحرارة ستنخفض نسبيا مقارنة ببداية اللقاء.
هذه أسلحة لاسات في لقاء اليوم
ضبط الطاقم الفني للخضر معالم التشكيلة الأساسية المعنية بخوض لقاء النهائي، حيث سيحافظ على نفس الأسماء تقريبا، خاصة في خطي الدفاع والوسط، من خلال الاعتماد على أوناس كحارس مرمى، فيما سيكون مهرة وتوانتي في الرواقين، على أن يشغل بن دريس ودهيليس قلب الدفاع، بينما سيتشكل خط الوسط من الثلاثي تيطراوي وشكال وأجعودي، على أن يواصل موهبة بايرن ميونيخ شغل منصب جناح أيمن، على عكس الجناح الأيسر الذي سيكون من نصيب المتألق في لقاء المربع الذهبي محمد عمر رفيق الذي سيعوض بولبينة، أما قلب الهجوم سيكون بوعون، على أمل أن يطرد النحس الذي طارده طيلة البطولة، أين اكتفى بتسجيل هدف وحيد رغم أدواره الهجومية الكبيرة لحد الآن.
علما، أن الأراضي المصرية باتت فأل خير على الكرة الجزائرية، فبعد أن حصد المنتخب الأول تحت قيادة المدرب جمال بلماضي «كان» مصر 2019 بالقاهرة، لم يعد يفصل فئة الأواسط سوى 90 دقيقة عن إنجاز جديد ببلد الفراعنة.
اللقاء العاشر بين المنتخبين في كافة الأعمار
تحمل المواجهة، التي تجمع الخضر بالمنتخب السعودي، الرقم 10 في تاريخ مواجهات المنتخبين في كافة الأعمار، إذ تقابلا في 5 مباريات على مستوى المنتخب الأول، ومباراتين على مستوى المنتخب الأولمبي، ومثلهما لمنتخب تحت 20 عاما، وفاز المنتخب السعودي الأول في مباراتين وديتين على الخضر، الأولى عام 1984بنتيجة (4/2)، والثانية في 2018 بـ (2/0) في عهد ماجر، بينما فاز الخضر بمباراة واحدة، وكانت في كأس الصداقة عام 1976 بـ (3/1)، في حين تعادلا في مباراتين وديتين، الأولى سلبا عام 1986، والثانية (1/1) في العام ذاته.
وعلى مستوى المنتخب الأولمبي، انتصر الخضر في مباراة، وخسروا أخرى، وجاءت الهزيمة بنتيجة (3/0) في بطولة شمال إفريقيا عام 2011، والفوز بهدف دون في ودية عام 2007.
في حين التقى منتخب تحت 20 عاما نظيره السعودي مرتين، الأولى في كأس العرب عام 1985، وكسبها الأخضر السعودي بـ (2/1)، والثانية في البطولة ذاتها عام 2020، وانتصر فيها المنتخب الوطني بنتيجة (2/1).
حصيلة جيدة لـ «السعودي» في مصر
سيجد الخضر أمامهم اليوم منافسا من نوع خاص، على اعتبار أنهم سيواجهون للمرة الأولى في هذه البطولة منتخبا ينتمي للقارة الآسيوية، وهم الذين قابلوا في المواعيد الماضية منتخبات إفريقية فقط بداية بموريتانيا، مرورا بمصر والنيجر والمغرب، وصولا إلى المنتخب التونسي.
ويمتلك الأخضر السعودي أسلوبا مغايرا عن المنتخبات السابقة، كما يعد منتخبا خطيرا للغاية لما يمتلكه من أسلحة فتاكة بداية بخط هجومه الناري المشكل من الثنائي رديف والعليوة.
ورفع عبد الله رديف حصيلته من الأهداف في بطولة كأس العرب السابعة إلى 4 أهداف، بعد أن سجل الهدف الأول للأخضر في مرمى مصر، وكان رديف قد سجل في مرمى كل من أوزبكستان واليمن والسنغال.
وكانت مباراة المربع الذهبي أمام الفراعنة هي الأولى التي ينجح فيها المنتخب السعودي من تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، إذ كان قد فاز في دور المجموعات على أوزبكستان بهدفين نظيفين، وعلى اليمن بهدفين مقابل هدف، ثم خسر من تونس التي أقصاها الخضر بالأداء والنتيجة بهدف مقابل هدفين، وفي ربع النهائي فاز على السنغال بركلات الترجيح، بعد انتهاء اللقاء بالتعادل 1ـ1.
السعودية لعبت النهائي 5 مرات وتوّجت بلقب واحد
ويتطلع عناصر المنتخب الوطني لأول تتويج في بطولة كأس العرب، حيث لم يسبق لهم أن نالوا هذا اللقب، واكتفوا بتنشيط المباراة النهائية في مناسبة واحدة، فيما يتطلع الأخضر السعودي إلى إحراز لقبه الثاني في البطولة بعد 36 عاما من إحرازه اللقب الأول عام 1985، وتعد هذه المرة الخامسة التي يتأهل فيها «الأخضر» السعودي إلى نهائي كأس العرب للشباب، إذ كانت الأولى عام 1983، وخسر أمام المغرب، والثانية 1985، وفاز بالكأس على حساب الخضر، والثالثة عام 2011، وخسر من المغرب، والرابعة عام 2012، وخسر من تونس.
وتعد النسخة السادسة التي جرت عام 2020 هي الوحيدة التي خرج فيها الأخضر من مرحلة المجموعات، وفي نسخة 1989 حل المنتخب السعودي في المركز الثالث في البطولة التي توج بها المغرب، بعد فوزه في النهائي على العراق.
لاسات: هدفنا الذهب العربي
توقع مدرب الخضر لأقل من 20 عاما محمد لاسات، أن تشهد المباراة النهائية، منافسة قوية للغاية داخل أرضية الملعب، مشددا على قوة منتخب السعودية، ومستشهدا بتخطيه بجدارة لعقبة نظيره المصري في الدور نصف النهائي، وقال إن منتخب بلاده يعي جيدا صعوبة المواجهة التي ستجمعه بشقيقه السعودي، وصرح في هذا الخصوص:» استفاد الجميع من المشاركة في هذه البطولة العربية، واكتسبوا الكثير من الخبرة، وهدفنا هو الفوز ونيل الكأس».
وتابع لاسات تصريحاته حول المباراة النهائية: «رغم أن المنتخب الوطني للشباب لم يخض حصصا تدريبية كافية، ولم يقم بمعسكرات إعدادية مثلما كنا نتمنى، إلا أننا نجحنا في رفع راية التحدي، وبلغنا النهائي على حساب منتخبات قوية مثل المغرب وتونس»، وواصل:» مباراتنا أمام المنتخب السعودي ستكون صعبة للغاية، ولكن الفوز بها لن يكون مستحيلا، فرغم أننا نفتقر للكثير من الناحية الفنية والبدنية، إلا أننا على أتم جاهزية من الجانب الذهني، وسنقول كلمتنا بكل تأكيد».
كما أبدى خليفة بوسماعين إعجابه الشديد بالمؤازرة التي يحظى بها أشباله من قبل الجماهير الجزائرية، وقال في هذا الصدد:»صراحة أدهشنا تعلق الجزائريين بالمنتخب الوطني، والجميع يتابع مبارياته، ويؤازر لاعبيه، صحيح أن الأمر يشكل ضغطا كبيرا على اللاعبين، لكنه سيكون بمثابة الدافع القوي بالنسبة لهم».
واختتم ذات المتحدث تصريحاته بالتأكيد على ضرورة الاستعداد الجيد لموعد النهائي، وهنا أضاف: «لقد قررنا إبعاد اللاعبين عن الأجواء في الجزائر، عبر منعهم من زيارة منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، لمساعدتهم على التركيز جيدا، والتفكير فقط في العودة باللقب إلى الجزائر وإسعاد الشعب».
عمر رفيق: لن ندّخر جهدا لاعتلاء المنصة
من جانبه، قدم بطل مباراة نصف النهائي أمام منتخب تونس، بعد تسجيله هدفين رائعين، عقب دخوله كبديل في الشوط الثاني، عمر محمد رفيق الشكر للاتحاد العربي لكرة القدم واللجنة المنظمة للبطولة على هذه الدورة المفيدة، مشيرا إلى أن المباراة النهائية ستكون قوية للغاية، مشددا على أهمية بذل أقصى جهد لاعتلاء منصة التتويج، رغم اعترافه بصعوبة المأمورية أمام المنتخب السعودي، الذي خطف الأضواء عقب إقصائه لبطل النسخة الماضية منتخب السنغال وكذا منتخب البلد المنظم مصر.
مساعد مدرب منتخب السعودية: الجزائر تمتلك منتخبا مميزا
بدوره، أشاد مساعد مدرب المنتخب السعودي ماجد الطفيل بالمنتخب الوطني للشباب، وقال مساعد المدرب صالح المحمدي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أول أمس، للحديث عن لقاء النهائي: « أهنئ المنتخبين على الوصول إلى المباراة النهائية، وبلا شك هم يستحقان ذلك بعد المستويات المميزة التي قدموها في الأدوار الماضية، والمنتحب الجزائري قوي، ويمتلك عناصر مميزة على كافة الأصعدة فنيا وبدنيا»، وتابع:» لقد خضنا مباريات قوية على مدار البطولة، وحققنا نتائج جيدة وإيجابية، وفي النهاية نتمنى اعتلاء منصة التتويج باللقب»
محمد عبد الرحمان:
الثقة ازدادت بعد إقصاء السنغال ومصر
أما محمد عبد الرحمن لاعب المنتخب السعودي، فقد كان له تدخل هو الآخر خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس الأول بجانب مدربه، وأبدى توقعاته للمباراة النهائية، مؤكدا على ضرورة الحذر من المنتخب الجزائري، بعد أدائه القوي في البطولة وإقصائه لمنتخبات قوية في شاكلة تونس والمغرب: «منتخبنا جاهز تماما لخوض المباراة، لقد اكتسبنا مزيدا من الثقة بعد فوزنا على منتخب السنغال (حامل اللقب)، ومنتخب مصر (المستضيف) في الدورين السابقين». سمير. ك