تواصلت إخفاقات المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية لليوم الثامن على التوالي، بعد إقصاء كل ممثلينا ممن شاركوا في منافسات أمس، بداية بثنائي ألعاب القوى ياسين حتحات ولبنى بن حاجة، وكذا الملاكم محمد فليسي، الذي ودع المنافسة بشكل مفاجئ، ما يُبقي الآمال الجزائرية معلقة على إيمان خليف (وزن 60 كلغ)، المتأهلة إلى ربع نهائي المسابقة، عقب فوزها الجمعة الماضي، على التونسية مريم حمراني.
ورغم أن المعطيات كانت تشير إلى فشل ياسين حتحات في التأهل، بسبب ما حدث معه عند الوصول إلى اليابان، وإلزامه الخضوع للحجر الصحي، بعد احتكاكه بالثنائي المصاب بفيروس كورونا بلال ثابتي وجمال سجاتي، غير أن البعض كان يمني النفس في أن يتجاوز صاحب 28 ربيعا كل ذلك، وينجح في ضمان مكانة في الدور نصف النهائي، ولكن الأخير خيّب الآمال، رغم المجهودات المبذولة، بعد أن حلّ خامسا في مجموعته بتوقيت (1.46.20)، بعيدا عن رقمه الشخصي الذي سجله هذا الموسم والمقدر ب( 1.44.25).
ابن مدينة معسكر الذي تأهل إلى نصف نهائي أولمبياد ريو 2016 تأثر بحرمانه من التدرب لأكثر من خمسة أيام، وهو ما انعكس بالسلب على مردوده في سباق 800 متر أمس، ولو أن الأخير رفض تبرير الإخفاق بما حدث له عند الحلول باليابان، واكتفى بما يلي عبر منشوره بمنصة التواصل الاجتماعي «فايسبوك»:» شكرا لمن اتصل بي وشجعني ومازال كذلك، وشكرا على المواقف التي أريتموني إيّاها ومدى صدقكم معي ..جزاكم الله خيرا، كما أشكر أيضا من انتقدني وهذه حرية شخصية، كنتم الطرف الثاني الذي حفزني ومازال كذلك، ...الهدف كان شيئا، وشاء الله ثم الأقدار أن يكون شيء آخر في آخر المطاف...ليس بشيء هيّن عليّ كرياضي، وفي الأخير أتمنى الشفاء العاجل لأصدقائي سجاتي وثابتي وبيداني، ولا يمكنني نسيان مدربي عمار بنيدة والبطلة الأولمبية مراح بنيدة، وأتمنى التوفيق لبقية زملائي في تمثيل بلدي الجزائر».
كما تعرضت العداءة لبنى بن حاجة للإقصاء هي الأخرى، في سباق 400 متر حواجز، حتى وإن كانت النتيجة متوقعة، على اعتبار أن ابن مدينة الورود تشارك لأول مرة في منافسة كبرى، وأنهت لبنى السباق في المركز الأخير في مجموعتها، بالنظر إلى الفارق الكبير في المستوى بينها وبين بقية المتسابقات، بقيادة الأمريكية دليلة محمد بطلة أولمبياد ريو 2016 وبطلة العالم 2019.
بن حاجة المصنفة 177 عالميا أدت ما عليها في هذا السباق، وحطمت رقمها الشخصي على الأقل ب(57 ثانية و18 جزءا بالمائة) بعد أن كان (57.39)، في اختصاص صعب لا تملك فيه الجزائر تقاليد كبيرة على عكس سباقات 800 متر و1500.
إلى ذلك، سيسعى العداء عبد المالك لهولو صبيحة اليوم، لاقتطاع تأشيرة المرور إلى نهائي سباق 400 متر حواجز، خلال السباق الذي سيخوضه في المجموعة الثالثة، والذي سينطلق على الساعة 13.25 بتوقيت الجزائر.
ابن مدينة جيجل والمصنف 13 عالميا، يسعى لحفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية في رياضة ألعاب القوى، ولو أن مأموريته لن تكون سهلة، في مواجهة أبطال يفوقونه خبرة وتجربة في مثل هذه المواعيد، كما أن أرقامه الشخصية هذا الموسم، قد تساعده في هذا المسعى.
على صعيد آخر، تفاجأ الجميع بتوديع نائب بطل العالم محمد فليسي منافسات الملاكمة من الدور ثمن النهائي، عقب خسارته أمس، أمام الفيليبيني بالام، بقرار الحكام (5/0)، حتى وإن كان ابن مدينة بومرداس قد ربط ذلك بتعرضه للظلم.
وبعد إقصاء فليسي، تبقى الآمال الجزائرية معلقة على إيمان خليف (الوزن الخفيف) المتأهلة إلى ربع النهائي، حيث لم يعد يفصلها عن ميدالية أولمبية سوى منازلة وحيدة.
وستواجه صاحبة 22 سنة، في الدور ربع النهائي المقرر يوم الثلاثاء، بداية من الساعة (4.35) الإيرلندية المخضرمة كيلي آني هرينغتون (31 سنة)، بطلة العالم لسنة 2018 بنيو دلهي، في منازلة يأمل الجميع أن تكون خاصة بالنسبة لبطلتنا ابن مدينة تيارت خليف، كونها قد تدخلها التاريخ من أوسع الأبواب، كأول ملاكمة جزائرية تظفر بميدالية في الألعاب الأولمبية، كما أنها قد تعيد الاعتبار للقفاز الجزائري بعد 21 سنة، من الغياب عن منصات التتويج.
سمير. ك